الثالث والعشرون من ابريل اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف
2013/04/22
تحتفل اليونسكو سنوياً في 23 أبريل باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في شتى أنحاء العالم من أجل تعزيز القراءة ونشر الكتب وحماية الملكية الفكرية من خلال حقوق المؤلف.
23 أبريل: تاريخ رمزي في عالم الأدب العالمي، ففي هذا التاريخ من عام 1616، توفي كل من ميغيل دي سرفانتس ووليم شكسبير والاينكا غارسيلاسو دي لافيغا. كما يصادف يوم 23 أبريل ذكرى ولادة أو وفاة عدد من الأدباء المرموقين مثل موريس درويون، وهالدور ك. لاكسنس، وفلاديمير نابوكوف، وجوزيب بْلا، ومانويل ميخيا فاييخو.
وكان من الطبيعي بالتالي أن تخصص اليونسكو يوم 23 أبريل لإبراز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي، ولتشجيع الناس عموماً، والشباب على وجه الخصوص، على اكتشاف متعة القراءة واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها أدباء دفعوا بالتقدم الاجتماعي والثقافي للبشرية إلى الأمام.
وانبثقت فكرة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف من مدينة كتالونيا حيث جرت العادة على إهداء وردة لكل من يشتري كتاباً في يوم 23 أبريل الذي يُحتفل فيه بعيد القديس جاورجيوس. وتجدر الإشارة إلى أن نجاح اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف يعتمد بصورة رئيسية على الدعم الذي يتلقاه هذا الحدث من جميع الجهات المعنية (المؤلفون، والناشرون، والمعلمون، وأمناء المكتبات، والمؤسسات العامة والخاصة، والمنظمات غير الحكومية المعنية بالإغاثة الإنسانية، ووسائل إعلام الجمهور) التي تتم تعبئتها في كل بلد عن طريق اللجان الوطنية لليونسكو، وأندية اليونسكو ومراكزها ورابطاتها، وشبكة المدارس والمكتبات المنتسبة، وكل الأشخاص المتحمسين للمشاركة في هذا الاحتفال العالمي المخصص للمؤلفين والكتب.
العاصمة العالمية للكتاب لعام 2013
تم إعلان مدينة بانكوك عاصمة عالمية للكتاب للعام 2013 على أثر اجتماع عقد للجنة الاختيار المؤلفة من ممثلين عن ثلاث جمعيات دولية أساسية لمهنة الكتاب واليونسكو، يوم 27 يونيو 2011 في مقر المنظمة.
تم اختيار مدينة بانكوك، حسب أعضاء اللجنة: « بفضل إرادتها بجمع جميع العاملين في مجال الكتاب في مختلف المشاريع المقترحة، وبفضل برنامجها الذي يشرك الجماعة كاملة والتزامها عبر مختلف الأنشطة التي ستقام في إطار تسميتها« .
« إنني أوجه أحر التهاني إلى مدينة بانكوك على ثراء وتنوع البرنامج الذي وعدت بتنفيذه والذي يستهدف في الطليعة الشباب والجمهور المحروم وتعزيز القراءة للجميع »، قالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، وأضافت « إن برنامجا من هذا النوع يركز على التعاون والحوار، على المستوى المحلي والوطني والدولي، يتجاوب تجاوبا كاملا مع أهداف العاصمة العالمية للكتاب، البرنامج الذي يهم كثيرا من المدن« .
تقوم اليونسكو، كل سنة، بتحديد العاصمة العالمية للكتاب بمشاركة الرابطات المهنية الدولية الرئيسية الثلاث المعنية بعالم الكتاب، وهي رابطة الناشرين الدولية، والاتحاد الدولي لباعة الكتب، والاتحاد الدولي لرابطات المكتبات وأمناء المكتبات. وتعكس هذه المبادرة أوجه التعاون في ما بين ممثلي الجهات المعنية بالكتاب، كما أنها تمثل التزام مختلف المدن في ما يتعلق بتعزيز الكتاب والقراءة.
إن بانكوك هي المدينة الثالثة عشرة التي تم اختيارها عاصمة عالمية للكتاب بعد مدريد (2001)، والإسكندرية (2002)، ونيودلهي (2003)، وآنفرس (2004)، ومونتريال (2005)، وتورينو (2006)، وبوغوتا (2007)، وأمستردام (2008)، وبيروت (2009)، ولوبيانا (2010)، و بوينس أيرس (2011)، ويريفان (2012).
بيان اليونسكو بالمناسبة
بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف أصدرت مديرة عام اليونسكو رسالة فيما يلي نصها:
« تحتفل اليونسكو منذ 17 عاماً في 23 أبريل باليوم العاملي للكتاب وحقوق المؤلف. كما أن الدول الأعضاء في اليونسكو تحتفل، في شتى أنحاء العالم، بقدرة الكتاب على جمع شملنا وعلى نقل ثقافة الشعوب وأحلامهم بمستقبل أفضل جيلاً بعد جيل.
وتمثل هذه المناسبة فرصة سانحة للتفكير معاً في السبل الكفيلة بتحسين نشر ثقافة النص المكتوب وبتمكين كل الأفراد، رجالاً ونساءً وأطفالاً، من الانتفاع بهذه الثقافة من خلال إتاحة تعلم القراءة وتقديم الدعم الى مهن نشر المطبوعات، والى المكتبات ودور الكتب والمدارس. فالكتب حلفاؤنا في نشر التربية والعلوم والثقافة والمعلومات في شتى أنحاء العالم.
ولقد تم تعيين مدينة بانكوك « عاصمة عالمية للكتاب في عام 2013″ اعترافاً ببرنامجها الرامي الى تنمية القراءة لدى الشباب والفئات المحرومة. ويعد هذا المثال مصدراً نسترشد به في عملنا الجماعي من أجل تحقيق التنوع في نشر المطبوعات، وحماية الملكية الفكرية، والانتفاع المنصف بثروات الكتب. وتنطلق اليونسكو من روح اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي لتعمل بالتعاضد مع شركائها، ومنهم رابطة الناشرين الدولية والاتحاد الدولي لباعة الكتب والاتحاد الدولي لرابطات وأمناء المكتبات.
ويدعونا هذا اليوم أيضاً الى التفكير في التحولات التي يمكن أن تطرأ على الكتاب على المدى البعيد، وفي القيم غير المادية التي يجب أن توجه خطانا. أما الكتاب الرقمي فيتيح فرصاً جديدة للانتفاع بالمعارف بتكلفة منخفضة على مساحات واسعة من الأراضي. ويظل الكتاب التقليدي أداة قوية ليست عرضة للأعطال، ويمكن للإنسان أن يحملها معه، كما أنها قادرة على الصمود أمام امتحان الزمن. ويعد كل شكل من أشكال الكتاب كنزاً ثميناً يتيح توفير التعليم ونشر الثقافة والمعلومات. ويمثل تنوع الكتب والمضامين مصدراً للإثراء: ويتعين علينا ضمان بقاء هذا التنوع من خلال وضع سياسات عامة ملائمة تناهض فرض النمط الثقافي الواحد. وهذا « التنوع البيليوغرافي » هو ثروتنا المشتركة، وهو الذي يجعل من الكتاب كياناً يتخطى كونه شيئاً مادياً ويرقى الى أن يكون أروع اختراع ابتكره الانسان لتبادل الأفكار عبر حدود المكان والزمان« .
المصدر: اليونسكو