أربعون سنة على اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي
2012/02/21
تصادف هذه السنة الذكرى الاربعين لاتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، وهي أحد برامج اليونسكو الأكثر نجاحا ومن أقوى الأدوات للحفاظ على التراث. هذه الاتفاقية، ذات الاعتماد شبه العالمي بتوقيع 188 دولة عليها، هي فريدة من نوعها لأنها تجمع بين حماية التراث الثقافي والتراث الطبيعي في أداة واحدة. وقد ارتفع عدد المواقع على قائمة التراث العالمي، منذ اعتماد الاتفاقية من قبل المؤتمر العام عام 1972، ليصل إلى 963 موقعا مدرجا بفضل القيمة العالمية المميزة لهذه المواقع الموزعة في 153 بلدا حول العالم.
البداية
وكانت حملة اليونسكو العالمية، عام 1960، لمساعدة مصر والسودان على إنقاذ معبدي أبو سمبل ومعابد النوبة الأخرى من فيضانات السد العالي في أسوان على نهر النيل ساهمت في حشد الرأي العام العالمي حول موضوع التراث والمسؤولية العالمية المشتركة في صونه. و كما قال الكاتب أندريه مالرو، وزير الثقافة الفرنسي آنذاك، خلال إطلاق الحملة إن « حضارة العالم الأول تعلن للملأ أن الفن العالمي هو تراثها غير القابل للتجزئة ». و قدمت نحو 50 دولة مساهمات مالية، استخدمت لتمويل نصف تكلفة الحملة التي بلغ قدرها 80 مليون دولار، لحماية هذه الآثار، التي باتت تخص الإنسانية جمعاء، من الأذى.
و كان قد تم اعداد الاتفاقية لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي في وقت بات فيه التآزر الدولي لهذا المشروع الكبير، بالإضافة إلى حملات اليونسكو خلال الستينيات من القرن الماضي للحفاظ على ثروات التراث مثل مدينة البندقية في إيطاليا بعد الفيضان الكبير عام 1966، و مدينة العصر البرونزي المهددة موهنجودارو، في الباكستان، و معابد بوروبودور البوذية في اندونيسيا.
التطور
و منذ تسجيل المواقع الاولى على قائمة التراث العالمي، عام 1978، نمت و تطورت الاتفاقية لتعكس الاحتياجات المتعددة للمواقع المختلفة التي تم تحديدها وحمايتها.
فإن البرامج المختصة بإدارة المناظر الطبيعية الثقافية، و المواقع العابرة للحدود، والبرامج الموضوعية المخصصة بالتراث البحري، و غابات العالم التراثية، والسياحة المستدامة، والهندسة المعمارية الطينية، والدول النامية الجزرية الصغيرة، أنشئت لتلبية الاحتياجات الخاصة لهذه المواقع. إن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر تساعد على جلب الدعم للمواقع التي هي تحت التهديد من تغير المناخ والصراع، والصيد الجائر، والتمدد العمراني، الخ.
أوجه النجاح
تم تحديد، عبر السنين، نحو ألف موقع تراثي فريد من نوعه وفي الكثير من الأحيان مهدد بالخطر. وجرى تحسين حمايتها كما تم ضمان امكانية وصول الأجيال الحاضرة و أجيال المستقبل إليها. و من الأمثلة القليلة على نجاحات الاتفاقية أنها منعت التدخلات و الانشاءات القبيحة في المدن التاريخية مثل لندن وفيينا وماكاو وسان بطرسبرج، وتم تنفيذ مشاريع تحديث واسعة النطاق في مواقع مثل أنكور، ونشرت دراسات رائدة بشأن آثار تغير المناخ على المواقع في جميع أنحاء العالم. و كانت هناك أيضا مشاريع السياحة المستدامة لمواقع مثل كعان سيان في المكسيك. وجرى تشكيل شبكة عالمية من مديري المواقع البحرية و تم تحسين الإدارة المستدامة لغابات التراث العالمي، والتي تمثل نحو 13 في المائة من جميع الغابات المحمية على كوكب الأرض.
المستقبل
بالرغم من تسجيل عدد متزايد من المواقع من المناطق الأقل نموا في العالم على لائحة التراث العالمي، والتقدم المحرز في مجال تعزيز سياسات وممارسات الاتفاقية، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لضمان تسجيل مواقع التنوع الطبيعي والثقافي بالكامل على القائمة.
ان التحدي الهائل الذي ستواجه الاتفاقية عبر السنين ستكون مرتبطة بظواهر عالمية كنمو السكان، و تناقص الموارد المالية وتغير المناخ، التي تؤدي الى الضغوط البيئية والاجتماعية والاقتصادية الواسعة، و تشكل تهديدا خطيرا لممتلكات التراث العالمي. كما أن حل التوترات المحتملة بين احتياجات المجتمعات المحلية والمحافظة على التراث سيكون تحديا آخر في العقود المقبلة وقد يساعد على تقوية الاتفاقية و نجاحها.
النص الكامل للااتفاقية لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي
المصدر: اليونسكو