إدراج مواقع أثرية على قائمة التراث العالمي
2013/06/30
ادرجت مواقع للتراث العالمي من قطر وفيجي لأول مرة على قائمة التراث العالمي لليونسكو و ذلك خلال الجلسة المسائية للجنة التراث العالمي السبت الموافق 22 يونيو الجاري، حيث اضافت الهيئة الحكومية الدولية ست ممتلكات إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو.
*فوجيسان أو جبل فوجي
لطالما شكل جمال هذا البركان الطبقي المنزوي الذي غالبا ما يكون مكسوا بالثلوج والذي يُعرف من حول العالم باسم جبل فوجي المشرف على عدد من البلدات وعلى بحر تزيّنه الأشجار وعلى بحيرات، مصدر إلهام للفنانين والشعراء ومكانا للحج.وتصويره في الفن الياباني يعود إلى القرن الـ 11، إلاّ أنّ الطباعة بقوالب خشبية قد جعلت فوجيسان أيقونة اليابان المعتَرف بها على الصعيد الدولي. وقد كان لها تأثير كبير في تطوّر الفن الغربي.والملكية المدرجة تتألّف من 25 (24 عندما جرى إدراجها) موقعا يعكس جوهر المشهد الطبيعي المقدس لفوجيسان. وقد أصبحت فوجيسان مركزا للتدريب على البوذية الناسكة التي تضمّنت عناصر من الديانة الشنتوية في القرن الـ 12.وفي ما يتعلق بالـ 1500 متر العلوي من الجبل الذي يبلغ ارتفاعه 3776 مترا، جرى إدراج الطرقات المخصصة للحج ومقامات فوهات البركان مع الممتلكات الواقعة حول قاعدة الجبل، بما في ذلك مقامات سينجين- جينجا، وبيوت أوشي، والمميّزات البركانية الطبيعية،وحمم البركان، والبحيرات، والينابيع، والشلالات.
*موقع الزبارة الأثري، قطر
إنّ مدينة الزبارة الساحلية المسيّجة بالجدران والواقعة في الخليج العربي قد أُنشئت في القرن التاسع قبل الميلاد وازدهرت كلؤلؤة ومركز تجاري في أواخر القرن الــ18 وأوائل القرن الـ19 قبل أن تُدمَّر عام 1811 ويجري التنازل عنها في أوائل التسعينيات. ولمدينة الزبارة التي أسسها تجار من الكويت علاقات تجارية مع المحيط الهندي، والمنطقة العربية وغرب آسيا. وطبقة الرمال التي عصفت من الصحراء حمت بقايا القصور، والمساجد، والطرقات، والبيوت ذات الفناءات، وأكواخ الصيادين الموجودة في الموقع؛ فضلا عن المرفأ والجدران الدفاعية المزدوجة، والقناة، والجدران، والمدافن. وجرت أعمال التنقيب فقط في جزء صغير من الموقع، الأمر الذي يوفر شهادة استثنائية على تقليد التجارة الحضرية والغوص لصيد اللؤلؤ الذي شكل مصدر العيش الأساسي للمدن الساحلية وأفضى إلى تنمية الدول المستقلة الصغيرة التي ازدهرت خارج نطاق سيطرة الامبراطورية العثمانية، والأوروبية، والفارسية وفي آخر الأمر إلى بروز دول الخليج في أيامنا هذه.
*المرفأ التاريخي لبلدة لوفوكا، فيجي
كانت البلدة ومبانيها المنخفضة القائمة بين أشجار جوز الهند والمانجا على طول واجهة الشاطئ تشكل العاصمة المستعمرية الأولى لفيجي التي جرى التخلي عنها للبريطانيين في عام 1874. وقد قام الأمريكيون والأوروبيون بتطويرها منذ أوائل القرن الـ 19 كمركز للنشاط التجاري فبنوا المستودعات، والمخازن، والمرافئ، والمساكن، والمؤسسات الدينية والتربوية والاجتماعية حول قرى السكان الأصليين لجزيرة جنوب المحيط الهادئ. وهذا نموذج نادر عن آخر المرافئ المستعمرية التي تأثّرت في تطوّرها بالمجتمع الأصلي الذي ظل عدد أفراده يفوق عدد المستوطنين الأوروبيين. وبالتالي، فإن هذه البلدة التي تشكل نموذجا بارزا عن المرافئ في المحيط الهادئ في القرن الـ 19 تشكل مثالا على إدراج سلطة بحرية عليا تقاليد بناء محلية، الأمر الذي أفضى إلى بروز مشهد طبيعي فريد من نوعه.
*مركز أغاديز التاريخي، النيجر
يُعرف مركز أغاديز الموجود في الناحية الجنوبية من الصحراء الكبرى بالبوابة إلى الصحراء، وقد أُنشئ في القرنين الـ 15 والـ 16 عندما أرسيت سلطنة آيير وعندما تركّزت قبائل الطوارق في المدينة، محترمةً حدود المخيّمات القديمة التي أفضت إلى بروز نموذج طرقات لا يزال يُعتمد حتى يومنا هذا. ومركز المدينة التاريخي الذي يشكل مفترق طرق هام لتجارة القوافل، يُقسم إلى 11 حيا بأشكال غير منتظمة. وتحتوي هذه الأحياء على منازل خزفية وعلى مجموعة مصانة جيدا من المباني البلاطية والدينية، بما في ذلك مئذنة يبلغ ارتفاعها 27 مترا مصنوعة من القرميد الطيني، وهي أعلى بنية من نوعها في العالم. ويتميز هذا الموقع بالتقاليد الثقافية والتجارية والحرفية المستمدة من الأسلاف التي لا تزال تمُارس حتى اليوم والتي تشكل أمثلة استثنائية ومتطورة في مجال الهندسة المعمارية.
*ريد باي، كندا
تشكل محطة ريد باي التي أنشأها البحارة الباسك في القرن الـ 16 في المقلب الشمالي الشرقي من كندا على مضيق جزيرة بيل موقعا أثريا يوفر الشهادة الأقدم والأكمل والأفضل صونا للتقليد الأوروبي في مجال صيد الحيتان. والخليج الكبير، كما كان يدعوه أولئك الذي أسسوا المحطة في عام 1530، كان يُستخدم كقاعدة لصيد الحيتان وذبحها واستخراج المواد الدهنية منها من خلال إذابتها لإنتاج الزيت وتخزينه. وقد أصبحت هذه المحطة مصدرا هاما لزيت الحيتان الذي كان يُشحن إلى أوروبا حيث كان يُستَخدَم للإضاءة. وهذا الموقع، الذي كان يُستَخدم في أشهر الصيف، يتضمن بقايا أفران المعالجة الحرارية، ودكاكين لصانعي البراميل أو مصلحيها، وأرصفة لتحميل السفن أو تفريغها، وأحياء سكنية مؤقتة ومدفنا واحدا، بالإضافة إلى بقايا المراكب ورواسب عظام الحيتان تحت المياه. وقد استُخدمت المحطة على مدى حوالى 70 عاما قبل أن تستنفد الحيتان المحلية.
*جامعة كوامبرا – ألتا وصوفيا، البرتغال
تطوّرت جامعة كوامبرا الواقعة على تلة والمطلة على المدينة وتطوّرت معها كلياتها على مدى أكثر من سبعة قرون ضمن المدينة القديمة. وتشمل مباني الجامعة الشهيرة كاتدرائية سانتا كروز التي يعود تاريخ تشييدها إلى القرن الـ12 وعددا من الكليات التي تعود إلى القرن الـ16، وقصر ألاكاسوفا الملكي الذي استضاف الجامعة منذ عام 1537، ومكتبة جوانين بديكورها الباروكي الغني، وحديقة النباتات وصحيفة الجامعة اللتين تعودان إلى القرن الـ 18، فضلا عن « المدينة الجامعية » الواسعة التي أنشئت في أربعينيات القرن العشرين. وأصبحت مباني الجامعة تشكل مرجعا لتطوير مؤسسات تعليم عال أخرى في العالم الناطق باللغة البرتغالية حيث كان للجامعة أيضا تأثير كبير على التعلّم والأدب. وتوفر جامعة كوامبرا مثالا استثنائيا للجامعة المتكاملة التي تتسم بطابع حضري خاص، فضلا عن تقاليد احتفالية وثقافية خاصة بها أتاحت لها المحافظة على استمراريتها على مدى الأزمان.
المصدر: اليونسكو