إدراج مواقع طبيعية على قائمة التراث العالمي
2013/06/29
قررت لجنة التراث العالمي ادراج مواقع طبيعية من طاجيكستان، و ايطاليا، والمكسيك، والصين، وناميبيا، وكينيا على قائمة التراث العالمي.
*الحديقة الطاجيكية الوطنية (جبال بامير)، طاجيكستان.
إنّ هذا الموقع، الذي يغطي أكثر من 2.5 ملايين هكتار شمال طاجيكستان، موقع جبلي قليل السكان واقع في وسط ما يُعرف بـ « عقدة بامير »؛ وهي نقطة التقاء سلسلة الجبال الأعلى في المنطقة الأوروبية الآسيوية. ويتألف من سهول واسعة مرتفعة شرقا ومن قمم مخدّدة غربا، بعضها يفوق ارتفاعه 7000 متر. وينطوي الموقع على تقلّبات حرارية موسمية قصوى. والوادي الجليدي الأطول خارج المنطقة القطبية موجود بين 1085 كتلة جليدية جرى إحصاؤها في الموقع الذي يضم أيضا 170 نهرا وأكثر من 400 بحيرة. وأنواع النباتات الغنية للمنطقتين النباتيتين في جنوب غرب ووسط آسيا تنمو في الحديقة التي تأوي على الصعيد الوطني طيورا وثدييات نادرة ومهددة (ضأن ماركو بولو أرغالي، ونمر الثلوج، والتيس الجبلي السيبيري وغيرها). والحديقة التي غالبا ما تتعرض لهزات أرضية قوية لم تتأثر بأغلبيتها بفعل المستوطنات الزراعية أو البشرية الدائمة، وتتيح فرصة فريدة لدراسة تكنونيات الصفائح وظواهر الاندساس.
و يذكر أن جبال بامير هي أول موقع طبيعي لطاجيكستان يدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
*جبل إتنا (إيطاليا).
يشمل موقع التراث العالمي الأيقوني هذا 19237 هكتارا غير مأهول في أعلى جزء من جبل إتنا، على الساحل الشرقي من صقلية. وجبل إتنا هو أعلى جبل جزري في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبركان الطبقي الأكثر نشاطا في العالم. ويعود تاريخ ثورة هذا البركان إلى 000 500 سنة، وقد جرى توثيق 2700 سنة على الأقل من نشاطه. والثوران البركاني المستمر تقريبا لجبل إتنا لا يزال يؤثر في علم البراكين والجيوفيزياء وغيرها من المواد المتصلة بعلم الأرض. ويدعم البركان أيضا نظما إيكولوجية أرضية هامة بما في ذلك الحيوانات والنباتات المستوطنة، ونشاطه يجعله مختبرا طبيعيا لدراسة العمليات الإيكولوجية والبيولوجية. وسلسلة المميزات البركانية المتنوعة التي يمكن الوصول إليها، مثل قمة المخاريط البركانية، ومخاريط الرماد البركاني، وتدفّق الحمم البركانية، والحمم البركانية، ومنخفض « وادي البقرة »، قد جعلت من هذا الموقع مكانا مقصودا للبحث والتعليم.
*معزل إيل بيناكاتي وصحراء ألتار الكبرى للمحيط الحيوي (المكسيك).
يشمل الموقع البالغة مساحته 714566 هكتارا قسمين منفصلين، هما: بركان بيناكاتي الدرعي النائم ذو تدفّقات الحمم السوداء والحمراء والصحراء المرصوفة شرقا، وصحراء ألتار الكبرى مع كثبانها الرملية الدائمة التغيّر والمتنوعة التي يمكن أن يبلغ علوها 200 متر غربا. وهذا المشهد الطبيعي الذي يتميّز بتباين هائل يُبرز بشكل خاص كثبانا خطية وهرمية ومقببة، فضلا عن عدد من سلاسل جبال الصوان القاحلة، التي يرتفع بعضها إلى 650 مترا، والتي تبزغ كجزر من بحر الرمال وكمجتمعات نبات وحياة برية منفصلة ومتنوعة للغاية، بما في ذلك أنواع أسماك المياه العذبة وحيوانات سونورام المستوطنة التي لا توجد إلا في شمال غرب سونورا وفي جنوب غرب أريزونا (الولايات المتحدة الأمريكية). ويُعتقد أن 10 حفر ضخمة وعميقة ودائرية الشكل شبه مثالية قد شُكِّلت من خلال مجموعة من الثورات والانهيارات البركانية. وهذه الحفر تسهم أيضا في إضفاء مزيد من الجمال على هذا الموقع الخلاب الذي تشكل تركيبة معالمه الاستثنائية أهمية علمية كبرى.
وهكذا أصبح مجموع المواقع الطبيعية المدرجة خلال هذه الجلسة خمسة مواقع، وهي جبال تيانشان في الصين وصحراء رمال ناميبيا و جبل ليوا للحفاظ على الحياة البرية في كينيا، الذي يشكل امتدادا لحديقة جبل كينيا الوطنية/الحرج الطبيعي.
تستمر لجنة التراث العالمي في فحص ترشيحات المزيد من المواقع الثقافية والمواقع المشتركة. تعقد لجنة التراث العالمي في الوقت الراهن دورتها السابعة والثلاثين في بنوم بنه (كمبوديا)، وسوف تنهي دورتها في أنكور يوم 27 يونيو الجاري.
*جبال تيانشان في منطقة شينجيانغ (الصين)
يشمل الموقع أربعة مكوّنات – فيتألف من تومور، وكالاجون – كويردينينغ، وباينبوبوك وبوغدا – وتبلغ مساحته الإجمالية 606833 هكتارا وتشكل جزءا من سلسلة جبال تيانشان في آسيا الوسطى، وهي إحدى أكبر سلاسل الجبال في العالم. وتتسم جبال تيانشان بمميّزات فيزيائية جغرافية فريدة وبمناطق مناظرها خلاّبة فيها ثلوج مذهلة وجبال ثلج تتوجّها كتل من الجليد، وغابات ومروج لم تُستغل، وأنهار وبحيرات صافية وأودية ضيقة. وتتعارض هذه المشاهد الطبيعية مع المشاهد الطبيعية الصحراوية المتاخمة الواسعة، خالقة تباينا بصريا مُذهلا بين البيئات الحارة والباردة، والجافة والرطبة، والمقفرة والخصبة. وقد جرت المحافظة على أشكال الأراضي والنظم الإيكولوجية للموقع منذ العصر البليوسيني، وتشكل مثالا رائعا للعمليات البيولوجية والإيكولوجية التطورية الجارية. ويمتد الموقع أيضا إلى صحراء تكليمكان، وهي إحدى أكبر وأعلى صحارى العالم المعروفة بأشكال كثبانها الواسعة وبعواصفها الرملية الهائلة. وإضافة إلى ذلك، تشكل جبال تيانشان مسكنا هاما لأنواع النباتات ولبقايا أنواع النباتات المستوطنة، التي يعد بعضها نادرا وبعضها الآخر معرّضا للخطر.
*بحر رمال ناميبيا (ناميبيا)
يشكل هذا الموقع، الذي يغطي منطقة تفوق مساحتها 3 ملايين هكتارات ومنطقة فاصلة تبلغ مساحتها 899500 هكتار، الصحراء الساحلية الوحيدة في العالم التي تشمل كثبانا واسعة النطاق يؤثر فيها الضباب. وبحر رمال ناميبيا مؤلف من طبقتي كثبان، أي طبقة كثبان قديمة شبه راسخة تكسوها طبقة كثبان ناشطة أكثر حداثة. والصحراء استثنائية أيضا، إذ إن كثبانها تألّفت بفعل المواد التي حملها النهر وتيارات البحر والرياح ونقلها آلاف الكيلومترات من الأراضي الداخلية. ويتضمّن الموقع أيضا سطوحا مرصوفة بالحصى، وشققا ساحلية، وتلالا صخرية، وجبالا جزرية ضمن بحر الرمال، وبحيرة ساحلية، وأنهارا سريعة الزوال، الأمر الذي يفضي إلى مشهد طبيعي ذي جمال استثنائي. والضباب يمثّل مصدر المياه الأساسي في الموقع، إذ يشكل بيئة فريدة على هذا المستوى تتكيف فيها الحيوانات اللافقارية والزاحفة والثديية مع مجموعة متنوعة من الموائل الدقيقة والمثاوي البيئية الدائمة التغيّر.
و يعتبر بحر رمال ناميبيا أول موقع طبيعي لها يدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
*جبل ليوا للحفاظ على الحياة البرية في كينيا، الذي يشكل امتدادا لحديقة جبل كينيا الوطنية/الحرج الطبيعي
تتألف المنطقة التي أُضيفَت إلى حديقة جبل كينيا الوطنية من ما مجموعه حوالى 20000 هكتار ومن منطقة فاصلة تبلغ مساحتها 70000 هكتار. وتقع بين نظام الجبال الاستوائية الإيكولوجي والمروج المعشوشبة شبه القاحلة، وإدراجها يُكمل عملية الحفاظ على العمليتين الإيكولوجية والبيولوجية في حديقة جبل كينيا الطبيعية التي جرى إدراجها في عام 1997. والامتداد يكمن في طريق الهجرة التقليدية للفيلة الإفريقية في حديقة جبل كينيا الوطنية، المعروفة عالميا بوصفها أعلى ثاني قمة في أفريقيا، أي جبل كينيا الذي يرتفع 5199 مترا عن سطح البحر. ويعدّ البركان الخامد 12 كتلة جليدية تتقلّص بشكل سريع، وأربع قمم ثانوية تطل على أودية جليدية على شكل حرف U (أو شكل حذوة الفرس). ويشكل جبل كينيا، بقممه المخددة المكسوة بالكتل الجليدية ومنحدراته الحرجية المتوسطة، أحد المشاهد الطبيعية الأكثر إثارة للإعجاب في شرق أفريقيا.
المصدر: اليونسكو