يقدم برنامج اليونسكو الدولي الحكومي للمعلومات للجميع (IFAP) إطاراً للتعاون الدولي والشراكات وتعبئة الموارد والعمل المشترك في إعداد السياسات والاستراتيجيات والأساليب والأدوات من أجل بناء مجتمعات المعرفة للجميع.  وانتُخب مجلس دولي حكومي يضم 26 دولة من الدول الأعضاء من أجل توجيه عمليتي تخطيط البرنامج وتنفيذه.

وعرضت الخطة الإستراتيجية لبرنامج المعلومات للجميع (2008-2013) على المجلس التنفيذي في دورته الثمانين بعد المائة للموافقة عليها. ووضع مكتب البرنامج المذكور في دورته العشرين الآليات الخاصة باستعراض تنفيذ هذه الخطة. ثم عرضت نتائج الاستعراض على المجلس التنفيذي في دورته الحادية والتسعين بعد المائة للنظر فيها.

ملاحظات المجلس التنفيذي

شكر أعضاء المجلس الأمانة على هذا الاستعراض كما أكد معظمهم على فائدته في استخلاص نتائج من شأنها ضمان الدعم والتمويل الملائمين لبرنامج المعلومات للجميع مستقبلاً. وأبرزت عدة وفود الأهمية البالغة لهذا البرنامج في تنفيذ مهام المنظمة وأهدافها الإستراتيجية كما أكدت أنه ينبغي للبرنامج أن يكون حافزاً لتقدم المشروعات المضطلع بها في إطار عمل البرنامج العادي لليونسكو، ويشمل ذلك دعم الدارية الإعلامية والمعلوماتية، وسجل ذاكرة العالم، والانتفاع بالمعلومات وصونها، وأخلاقيات المعلومات، والتعدد اللغوي في المجال السيبرني. كما جرى التشديد على أن 71% من أصحاب الردود على الاستقصاء قيّموا برنامج المعلومات للجميع ونتائجه تقييماً ايجابياً بالنسبة إلى اليونسكو.

وطرح بعض أعضاء المجلس مسألة الازدواجية المحتمل حدوثها بين برنامج المعلومات للجميع والبرنامج العادي للاتصال والمعلومات. وأشارت بعض الوفود أيضاً، وفقاً للردود على الاستقصاء، إلى أن 14% من أعضاء المجلس رأوا أن برنامج المعلومات للجميع لم يحقق بعد على نحو تام أهدافه المتعلقة بفترة: 2008-2013. وإذ أقرت عدة دول أعضاء بفائدة البرنامج العالمية وأهمية طبيعته الجامعة للتخصصات، أعربت عن قلقها الشديد تجاه إبراز صورة البرنامج واستمراريته بسبب عدم حصوله على قدر كبير من الأموال الخارجة عن الميزانية. وبالرغم من النقص في التمويل، تمت الإشارة إلى أن برنامج المعلومات للجميع ذو فائدة، خاصة بالنسبة إلى البلدان النامية والكاريبي، وذلك فيما يخص أساساً تعزيز قدرات اللجان الوطنية التابعة لبرنامج المعلومات للجميع والخبراء الوطنيين.

وأكد عدد من أعضاء المجلس التنفيذي أن اليونسكو، نظراً إلى طبيعة مهامها الفريدة، هي المنظمة الوحيدة القادرة على تنفيذ برنامج من هذا القبيل. وكان لإسهام برنامج المعلومات للجميع في مناطقه ذات الأولوية تقدير خاص أثناء حدث استعراض مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات +10 الذي نظمته اليونسكو في فبراير 2013. بالإضافة إلى ذلك، نوّه بعضهم بأنه لا ينبغي إضعاف برنامج المعلومات للجميع بذريعة إزالة ازدواج الأنشطة وتداخلها بل ينبغي النظر إليه كبرنامج يهدف أساساً إلى توطيد الأنشطة القائمة في إطار البرنامج العادي لقطاع الاتصال والمعلومات الذي يتطلب تمويلاً إضافياً من خارج الميزانية ومن البرنامج العادي على حد سواء.

تعليقات المديرة العامة

وفي معرض الرد على ما طرح في المناقشة، شدد ممثل المديرة العامة على أنه لا يوجد أي ازدواج أو تداخل بين برنامج المعلومات خاضع جزئياً لمشورة مجلس برنامج المعلومات للجميع. كما أقّر مساعد المديرة العامة للاتصال والمعلومات بأن الدعم المحدود الذي حصل عليه البرنامج خلال تلك الفترة من حيث التمويل عن الميزانية كان واحداً من أهم العوامل التي أدت إلى ضعف تنفيذ أهداف البرنامج وأولوياته. وتم استكمال الدعم المستمد من الميزانية العادية والمخصص أساساً للالتزامات النظامية وبعض الأنشطة المختارة بمساهمات عينية كبيرة قدمتها عدة دول أعضاء.

كما أكد ممثل المديرة العامة أن البرنامج حقق نجاحاً خاصاً وبارزاً للعيان في الكاريبي، وذلك يعزى إلى موارد صندوق الطوارئ الذي وافقت عليه المديرة العامة لهذه الغاية، وهو ما أثبت الارتباط الطبيعي بين النجاح في إبراز أنشطة البرنامج والدعم المالي المقدم. بالإضافة إلى ذلك، ذكّر ممثل المديرة العام بأن برنامج المعلومات للجميع، بوصفه برنامجاً دولياً حكومياً، يستهدف إسداء المشورة بشأن السياسات والإسهام في رسم السياسات الوطنية الخاصة بالمعلومات. كما أعرب عن أسفه لإحجام الجهات المانحة عن الإسهام في الحساب الخاص ببرنامج المعلومات للجميع على الرغم من الطلبات المنتظمة الموجهة إليها. وأخيراً، أكد كساعد المديرة العامة للاتصال والمعلومات أن جميع المعلومات الإضافية فيما يتعلق بالاستعراض المجرى ترد في ملاحق التقرير المتاح على شبكة الويب.

قد يرغب المؤتمر العام في اعتماد القرار التالي:

إن المؤتمر العام،

1- وقد درس الوثيقة 37م/51 المعنونة « تقرير عن استعراض تنفيذ الخطة الإستراتيجية لبرنامج المعلومات للجميع الدولي الحكومي (2008-2013) »،

2- يثُني على مكتب ومجلس برنامج المعلومات للجميع لإسهامهما في إعداد هذا الاستعراض؛

3- ويحيط علماً بأن 52 دولة من الدول الأعضاء قد قدمت اسهامات كبيرة في عملية الاستعراض؛

4- يؤكد التزامه بالهدف العالمي المتمثل في تعميم الانتفاع بالمعلومات والمعارف للجميع، وبأولويات برنامج المعلومات للجميع؛

5- ويحيط علماً بالآراء التي أعربت عنها الدول الأعضاء ويؤيد نتائج واستنتاجات عملية الاستعراض؛

6- ويدعو الدول الأعضاء وجميع الأطراف المعنية إلى مراعاة نتائج استعراض برنامج المعلومات للجميع عند إعداد وتنفيذ السياسات والبرامج والاستراتيجيات الوطنية في كل دولة منها، وذلك من أجل بناء مجتمعات معرفة منصفة وجامعة؛

7- ويحث الدول الأعضاء على تعزيز مشاركتها وإسهامها في برنامج المعلومات للجميع.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)