الأمين العام للأمم المتحدة يزور اليونسكو
2012/10/10
قام الأمين العام للأمم المتحدة ( بان كي مون) يوم أمس (الثلاثاء 9 أكتوبر)، بزيارة إلى اليونسكو حيث أجرى محادثات مع المديرة العامة ( إيرينا بوكوفا) وألقى كلمة أمام أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة بحضور رئيسة المجلس (أليسندرا كومينز)، ورئيسة المؤتمر العام لليونسكو،( كاتالين بوغياي) .
ورحبت (بوكوفا ) بالأمين العام الذي قدّم إلى المنظمة كتاباً عن العلوم الطبيعية طبعته اليونسكو في 1956وتم توزيعه على أطفال المدارس بعد الحرب في كوريا، وشاء القدر أن يكون (بان كي مون) من بين هؤلاء الأطفال. وأشادت المديرة العامة بالتعاون الطويل الأجل بين جمهورية كوريا واليونسكو وأثنت على الأمين العام الذي أدرج مسألة التعليم في جدول الأعمال الدولي من خلال مبادرة « التعليم أولاً » التي استهلها حديثاً. وقالت المديرة العامة إن « الواقع المتمثل في أن أحد الأطفال الذين حملوا هذا الكتاب في عام 1956 أصبح في ما بعد أميناً عاماً للأمم المتحدة » يدل على أهمية عملنا في مجال التعليم.
وشدد الأمين العام على الأهمية البالغة التي يكتسيها التعليم في عملية التنمية وذكر خلال مداخلته الدعم الذي تمكن من الانتفاع به في صباه نتيجةً لأنشطة الأمم المتحدة واليونسكو فقال: « استطعت من خلال هذا الكتاب أن أكتشف العالم في كوريا التي كانت قد دمرتها الحرب بالكامل [...] وفي ذلك الوقت، كانت الأمم المتحدة شعلة أمل بالنسبة إلى شعب كوريا. ولا تزال المنظمة شعلة أمل بالنسبة إلى العديد من الشعوب الأخرى. وآمل أن تروا في هذا الكتاب مصدر إلهام لتوفير التعليم لجميع الناس في شتى أنحاء العالم. وإنني مقتنع بأنه لدينا ما يلزمنا من موارد لتحقيق هذا الهدف، شريطة توافر الإرادة السياسية اللازمة ».
وقام الأمين العام بعد المحادثات التي أجراها مع المديرة العامة في جلسة خاصة بإلقاء كلمة أمام المجلس التنفيذي لليونسكو الذي يعقد حالياً دورته التسعين بعد المائة (حتى 18 أكتوبر). ورحب به في المجلس التنفيذي كل من رئيسة المجلس (أليسندرا كومينز)، ورئيسة المؤتمر العام (كاتاين بوغياي).
وشددت المديرة العامة في كلمة الترحيب التي ألقتها على التزام المنظمة بالسلام الدائم والتنمية المستدامة. وقالت « إن اليونسكو تشغل مكانا خاصا، ضمن منظومة الأمم المتحدة، كوكالة تقع على عاتقها مهمة صون الكرامة الإنسانية، في هذا الوقت العصيب الذي يشهد اضطرابا سياسيا واقتصاديا وبيئيا ». وأضافت: « في هذا العالم المضطرب، علينا ان نصب اهتمامنا على الأسس التي يقوم عليها بنيان إنسانيتنا المشتركة، إذا أردنا حقا أن نحصل على السلام والتنمية المستدامة. »
وطلبت رئيسة المجلس التنفيذي (أليساندرا كومينز) من جهتها من الأمين العام أن يحمل معه الرسالة التالية إلى نيويورك: « تؤدي اليونسكو دوراً حيوياً في التنمية الشاملة والمستدامة. ويجب ألا يُنظر إلى المنظمة على أنها وكالة من بين الوكالات الإنمائية العديدة في العالم. فاليونسكو ليست وكالة إنمائية. إنها وكالة متخصصة تعمل من أجل بناء مجتمعات متقدمة على المدى الطويل ومن أجل صون التطور الفكري والأخلاقي للبشرية. والاستثمار في اليونسكو هو استثمار في السلام الدائم لصالح الأجيال القادمة. إن اليونسكو مهمة فعلاً « .
وألقى الأمين العام كلمة أمام الأعضاء الثمانية والخمسين للمجلس التنفيذي لليونسكو، وهو الهيئة الرئاسية المسؤولة عن الإشراف على تنفيذ برنامج وميزانية اليونسكو. وأكد (بان كي مون) مرة جديدة على التزامه بالحق الأساسي في التعليم قائلاً إنه « لا يسعنا أن نترك أجيالاً من الأطفال والشباب من دون مهارات يمكنهم استثمارها في سوق العمل ومن دون المعارف اللازمة لاقتصاد المعلومات ». كما أعرب الأمين العام عن تأييده الشديد لدور اليونسكو في تنفيذ جدول أعمال التنمية المستدامة، داعياً المنظمة إلى تشجيع الخبراء من جميع التخصصات والمناطق على إسداء المشورة إلى الأمم المتحدة. وقال: « على اليونسكو أن تبقى الصوت الواضح لمنظومة الأمم المتحدة في المجال العلمي، مما سيساعدنا على اتخاذ قراراتنا استناداً إلى وقائع ومعارف متينة، بعيداً عن الإيديولوجيا ».
وأخيراً، أعرب الأمين العام عن تأييده للمجموعة الكبيرة من الأنشطة التي تضطلع بها اليونسكو في مجال صون التراث وحرية التعبير، ودعا إلى حماية الكرامة الإنسانية، وتعزيز ثقافة السلام والحوار بين الحضارات. وختم (بان كي مون) كلمته بالقول: « يجب على المعتدلين الذين يشكلون أغلبية سكان العالم أن يرفعوا أصواتهم ضد التطرف وأن يدعوا إلى الحوار بين الثقافات وأن يظهروا السمات العالمية التي يحملها كل واحد منهم ».
المصدر : اليونسكو