التعليم من ضرورات حقوق الإنسان ـ وهو ضرورة إنمائية ـ كما أنه ضرورة أمنية
2015/03/4
على الرغم من النمو الهائل في مجال تكنولوجيا الأجهزة المحمولة، فما زال عدد كبير جداً من الفتيات والنساء يفتقرن إلى الفرص التي تتيحها هذه التكنولوجيا، ولاسيما في ما يتعلق بالتعليم. فالحاجة إلى رأب هذه الفجوة إنما هي الرسالة الرئيسية لدورة أسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة 2015، التي افتتحتها اليوم إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، وفومزيلي ملامبوـ نكوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وقالت إيرينا بوكوفا في كلمتها الافتتاحية: »إن التعليم هو ضرورة من ضرورات حقوق الإنسان ـ وهو ضرورة إنمائية ـ كما أنه ضرورة أمنية. ولهذا السبب، يجب علينا أن نضمن أن يتمكن كل فتى وكل فتاة من الذهاب إلى المدرسة، وأن يتلقوا التعلم السليم ويساهموا مساهمة كاملة في المجتمع الذي يعيشون فيه. وهذا هو ما لا يحدث في كل بقعة من بقاع العالم [...] فالفتيات والنساء هن اللاتي يواجهن أقسى الظروف ».
ومن جانبها، قالت فومزيلي ملامبوـ نكوكا: »إن تكنولوجيا الأجهزة المحمولة يمكن أن تكون عاملاً مساعداً في مجال التعليم. فمن شأن هذه التكنولوجيا توفير تعلم لا يُحتاج فيه إلى الكتب ولا إلى قاعات الدرس ولا إلى المعلمين. ويتسم ذلك بأهمية خاصة بالنسبة إلى النساء والفتيات اللاتي ينقطعن عن الذهاب إلى المدرسة ويحتجن إلى فرص جديدة ».
جدير بالذكر أن الاتحاد الدولي للاتصالات يصف الهواتف المحمولة باعتبارها « التكنولوجيا الأكثر انتشاراً والأسرع استخداماً في تاريخ التكنولوجيات ». فمن بين سبعة مليار شخص على وجه الأرض، هناك أكثر من ستة مليار شخص يمكنهم الآن الحصول على جهاز محمول صالح للعمل. وهذا يعني أن تكنولوجيا الأجهزة المحمولة تنتشر الآن في مناطق تعاني فيها النساء من الحرمان وتقل فيها الفرص التعليمية. ومع ذلك فما زال الكثير لا يحصلون على مثل هذه الإمكانات.
أما المتحدثة الرئيسية، شيري بلير، التي أنشأت مؤسسة شيري بلير للمرأة، فقد قالت: « ما زالت هناك فجوة مستمرة بين الجنسين في ما يتعلق بالانتفاع بتكنولوجيا الأجهزة المحمولة. وتبين البحوث في هذا الصدد أن المرأة التي تعيش في بلد ذي دخل منخفض أو متوسط يقل احتمال حصولها على هاتف محمول بما نسبته 21 في المائة عن الرجل. وفي أفريقيا، تبلغ نسبة النساء اللاتي يقل احتمال حصولهن على هاتف محمول 23 في المائة عن الرجال. أما في الشرق الأوسط فإن هذه النسبة تبلغ 24 في المائة و37 في المائة في جنوب آسيا. وفي ما يخص أسباب عدم حصول النساء على هواتف محمولة فتعود إلى تكاليف الهواتف المركبة وخطط البيانات وإلى قلة حاجتهن وخشيتهن من عدم تمكنهن من استخدام هذه التكنولوجيا ».
إن أسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة يوفر إطاراً لتسليط الضوء على هذه الفجوات ولتبادل الأفكار بشأن كيفية رأبها، فضلاً عن إبراز الجوانب ذات الجدوى. ويشمل برنامج هذا الأسبوع تنظيم 80 حلقة عمل ترمي إلى تعزيز قدرات العاملين في مجال التعلم بالأجهزة المحمولة. كما يتضمن عقد منتدى للسياسات يناقش فيه ممثلون حكوميون أفكاراً لنشر الأنشطة الناجحة في مجال التعلم بالأجهزة المحمولة والارتقاء بها من أجل تعزيز المساواة بين الجنسين في مجال التعليم، ولمناقشة دور التكنولوجيا في الوقت الذي يضع فيه المجتمع الدولي أهدافاً جديدة في مجالي التعليم والتنمية.
يشارك في فعاليات هذا الأسبوع عدد من الخبراء وصانعي السياسات وقادة من القطاع الخاص أتوا من أكثر من 70 بلداً. وسيشارك في منتدى السياسات أعضاء لجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية الرقمية التابعة للأمم المتحدة، المقرر أن تجتمع في اليونسكو يومي الخميس 26 والجمعة 27 فبراير الجاري.
المصدر: اليونسكو