التعلّم بالأجهزة المحمولة
2013/03/4
انتظم منتدى سياسات التعلّم بالأجهزة المحمولة الذي نُظم في مقر اليونسكو بباريس في 20 فبراير.
وحمل السيد بوتنام الحاسوب اللوحي أمام الكاميرا وذكّر الحضور بأنه بات من الممكن التواصل مع أي شخص في أي مكان من العالم بمجرد كبسة زر. فمن منزله في ايرلندا، استطاع بفضل التكنولوجيات الرقمية أن يصور المناظر المحيطة به وأن يناقش ذلك مع طلبة في أستراليا وسنغافورة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وألقى السيد بوتنام كلمة أمام راسمي السياسات ومهنيي التعليم المشاركين في المنتدى قال فيها إن « مستقبل التعليم مثير للاهتمام إلى حد كبير ». وعُقد المنتدى بصورة مشتركة بين اليونسكو و »رابطة مشغلي النظام العالمي للاتصال بالأجهزة المحمولة » (GSMA) في إطار فعاليات أسبوع التعلّم بالأجهزة المحمولة (18-22 فبراير 2013) الذي نُظم للسنة الثانية على التوالي وركز على موضوع تحقيق التعليم للجميع عن طريق زيادة الانتفاع بالتعليم وتعزيز الجودة والإنصاف في النظم التعليمية باستخدام الأجهزة المحمولة.
وثمة ما يدل على أن التعلّم بالأجهزة المحمولة يبشر بالخير للمستقبل. فعدد مستخدمي هذه الأجهزة التي تشمل الحواسيب اللوحية والهواتف المحمولة وأجهزة القراءة الإلكترونية يزداد يوماً بعد يوم. وبلغ المجموع العالمي للمشتركين في خدمات الهاتف المحمول مستوى قياسياً إذ ارتفع إلى 6 مليارات مشترك في عام 2012. ونظراً إلى تراجع كلفة حيازة الهاتف المحمول، يعمد المزيد من سكان المناطق الشديدة الفقر إلى شراء هواتف من هذا النوع علماً بأن الحواسيب والكتب وحتى المدارس نادرة في هذه الأماكن.
ويقدّم التعلّم بالأجهزة المحمولة فرصاً هائلةً للجميع، ولاسيما للأشخاص الذين يفتقرون إلى إمكانية الانتفاع بالتعليم الجيد. ومن الأمثلة على ذلك، « مشروع اليونسكو لتعلّم القراءة والكتابة بالأجهزة المحمولة » في ريف باكستان الذي استخدم الهواتف المحمولة لاستكمال الدورة التقليدية لمحو الأمية التي تُقدَّم إلى المراهقات الباكستانيات وجهاً لوجه. وحقق هذا المشروع نتائج مذهلة. فبعد أن تم دعم دورة محو الأمية بواسطة الهواتف المحمولة، ارتفعت نسبة الفتيات اللواتي حصلن على درجة « A » ممن أتممن هذه الدورة من 28% إلى 60%.
وقال مساعد المديرة العامة للاتصال والمعلومات في اليونسكو، جانيس كاركلينز، للمشاركين في المنتدى إنه على الرغم من هذه الإمكانات الكبيرة، لا يتم تسخير تكنولوجيات الأجهزة المحمولة بالطريقة المناسبة لأغراض التعليم. وأضاف: « لا يمكننا أن نعيش كأننا ما زلنا في عصر « ما قبل التكنولوجيات الرقمية » لأن ذلك قد يحد من جدوى التعليم المتاح في المدارس. وإننا نعيش في عالم يحمل فيه الكثير من الشباب، إن لم يكن معظمهم، حواسيب محمولة قوية وسهلة الاستعمال في جيوبهم. ولا يتمحور السؤال المطروح حول احتمال إقدام المدارس والنظم التعليمية على استخدام التكنولوجيات المحمولة، بل يتمحور حول التاريخ الذي ستعتمد فيه هذه التكنولوجيات والطريقة التي ستتبعها لإنجاز هذه الخطوة ».
وبمناسبة أسبوع التعلّم بالأجهزة المحمولة، أطلقت اليونسكو مجموعة من المبادئ التوجيهية لسياسات التعلّم بالأجهزة المحمولة وشجع السيد كاركلينز المشاركين على الانضمام إليه لاستكشاف سبل تسخير تكنولوجيات الأجهزة المحمولة من أجل زيادة فرص التعلّم لمنفعة الجميع. وذكرت المديرة العامة « لرابطة مشغلي النظام العالمي للاتصال بالأجهزة المحمولة »، آن بوفرو، أنها واثقة من أن التعلّم بالأجهزة المحمولة جمع من الزخم ما يمكّنه من الانتقال إلى المرحلة التالية.
وقالت: « نعتبر أنه بات بإمكاننا أن ننتقل إلى المرحلة التالية وأن ننفذ في شتى أنحاء العالم برامج ناجحة وواسعة النطاق تحظى بدعم الحكومات في مجال التعلّم بالأجهزة المحمولة ».
المصدر: اليونسكو