التنوع البيولوجي والمنظومة البيئية
2013/06/20
يعتمد البشر على التنوع البيولوجي في حياتهم اليومية على نحو لا يكون واضحاً بصورة دائمة. فصحة الإنسان تعتمد اعتماداً جذرياً على منتجات النظام الإيكولوجي (المياه العذبة، والغذاء، ومصادر الوقود) وهي منتجات وخدمات لا غنى عنها لتمتع الإنسان بالصحة الجيدة ولسبل العيش المنتجة. وخسارة التنوع البيولوجي يمكن أن تكون لها آثار هامة ومباشرة على صحة الإنسان، إذا أصبحت خدمات النُظم الإيكولوجية غير كافية لتلبية الاحتياجات الاجتماعية. وللتغيرات الطارئة على خدمات النُظم الإيكولوجية تأثير غير مباشر في سبل العيش والدخل والهجرة المحلية وقد تتسبب أحياناً في الصراع السياسي. إضافة إلى ذلك فإن التنوع الفيزيائي البيولوجي للكائنات المجهرّية، والنباتات، والحيوانات يتيح معرفة واسعة لها فوائد هامة في العلوم البيولوجية والصحية والصيدلانية. وهناك اكتشافات طبية وصيدلانية هامة تتحقق بفضل تعزيز فهم التنوع البيولوجي على كوكب الأرض. وقد تتسبب خسارة التنوع البيولوجي في الحد من اكتشاف العلاجات المحتملة لكثير من الأمراض والمشاكل الصحية. أكثر من 1.3 مليار شخص يعتمدون على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية، وعلى السلع والخدمات الأساسية في معيشتهم. ومع ذلك، فإنّ التنوع البيولوجي وخدمات النظام الإيكولوجي آخذة في الانخفاض بمعدل لم يسبق له مثيل في العالم.
لم تكن هناك آلية عالميّة تعترف بها المجتمعات العلميّة والسياسة لجمع وتأليف وتحليل المعلومات المتعلقة بالتنوع البيولوجي وذلك لاتخاذ القرارات المناسبة، حتى تأسست IPBES في أبريل 2012 بعد أن نبّهت اليونسكو إلى وجود قلق متزايد إزاء العواقب الصحية لخسارة التنوع البيولوجي. وتغيرات التنوع البيولوجي الّتي تؤثر في أداء النُظم الإيكولوجية كما أن الاضطرابات الكبيرة في النُظم الإيكولوجية يمكن أن تُسفر عن سلع وخدمات داعمة للبقاء على قيد الحياة. وتعني خسارة التنوع البيولوجي أيضاً أننا نخسر الكثير من المواد الكيميائية والجينات الموجودة في الطبيعة قبل أن نكتشفها، وهي من النوع الذي حقق بالفعل للجنس البشري فوائد صحية ضخمة. كما يلاحظ ثمة صلة بين التغذية وبين التنوع البيولوجي على أكثر من مستوى: النظام الإيكولوجي الذي يشكل إنتاج الغذاء خدمة من خدماته. ويمكن أن يكون هناك اختلاف في التركيب الغذائي بين الأغذية وفيما بين أنواع/ سلالات الغذاء الواحد، الأمر الذي يؤثر في توفر المغذيات الزهيدة المقدار في النظام الغذائي. كما أن النُظم الغذائية المحلية المحتوية على مستويات متوسطة وكافية من الدخل الغذائي تحتاج إلى الحفاظ على مستويات عالية من التنوع البيولوجي.
فعمدت اليونسكو إلى اتّخاذ بعض الإجراءات فألزمت أعضاءها ببناء، IPBES والهيئة الحكومية الدولية الرائدة بتقييم حالة التنوع البيولوجي على كوكب الأرض، والنظم الإيكولوجية والخدمات الأساسية التي تقدمها للمجتمع. واقترحت تكوين هيئة حكومية دولية مستقلة مفتوحة لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، واليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة(UNEP)، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي(UNDP) .
ويبقى صناع القرار بحاجة إلى معلومات ذات مصداقية علميّة ومستقلة تأخذ بعين الاعتبار العلاقات المعقدة بين التنوع البيولوجي، وخدمات النظام الإيكولوجي من أجل اعتماد وتنفيذ سياسات ملائمة. كما أنها تحتاج إلى طرق فعالة لتفسير هذه المعلومات العلمية من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة. ونبّهت اليونسكو إلى أنّ المجتمع العلمي يحتاج إلى فهم أفضل لاحتياجات صانعي القرار من أجل تزويدهم بالمعلومات ذات الصلة. و يحتاج الحوار بين المجتمع العلمي والحكومات وأصحاب المصلحة الآخرين حول خدمات التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية إلى تعزيز. ولتحقيق ذلك تأسست IPBES ، الّتي تسعى إلى تعزيز القدرة على الاستخدام الفعال للعلوم في صنع القرار على جميع المستويات. وتهدف إلى تلبية احتياجات الاتفاقات البيئية المتعددة الأطراف التي ترتبط بالتنوع البيولوجي وخدمات النظام الإيكولوجي، وبناء على العمليات القائمة لضمان التآزر والتكامل في عمل بعضهم البعض.
المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر من اليونسكو