الدورة 190 للمجلس التنفيذي في يومها الثاني
2012/10/10
واصل المجلس التنفيذي يوم أمس الثلاثاء 9/10/2012 ولليوم الثاني اجتماعاته الرسمية لدورته التسعين بعد المائة في جلسة عامة خصصت حسب جدول أعماله لإكمال مداخلات الدول الأعضاء ضمن إطار النقاش العام، للتعليق على تقرير المديرة العامة لليونسكو الذي قدمته يوم الاثنين 8/10/2012.
وقد تناول الكلمة (بحدود ست دقائق لكل وفد) مندوبو كل من: ايطاليا، كوبا، الجزائر، فنزويلا، الهند، اسبانيا، السعودية، موناكو، جمهورية التشيك، غانا، بنغلاديش، نيجيريا، تونس، سلوفاكيا، أوزباكستان، الإمارات العربية المتحدة، مالي، مالاوي، فرنسا، غرانادا، جمهورية كوريا.
وتناولت الدول الأعضاء في المجلس في كلماتها نشاطات بلدانها المرتبطة باليونسكو ومواقفها حيال المقترحات التي قدمتها المديرة العامة بشأن مشروع الاستراتيجية متوسطة الأجل والبرنامج والميزانية.
وقد أشار وفد ايطاليا في كلمته إلى الدعم الذي تقدمه ايطاليا إلى اليونسكو للاضطلاع بمشروع لدعم القدرات المؤسسية لمصلحة الآثار في ليبيا لتعزيز قدرتها على حماية الآثار.
وأشارت بعض الدول إلى التفاوت المتزايد بين الفقراء والأغنياء وإلى تمدد « الليبرالية المتوحشة » التي تضر بالإنسان وبالبيئة، وإلى الابتزاز الذي تمارسه بعض الدول من خلال الامتناع عن دفع الاشتراكات.
وقد اعتبرت بعض الدول أن دمج خمسة برامج في ثلاثة أمرا يثير الجدل، معتبرة أن الحل هو التركيز على الأمور المهمة وزيادة الفعالية.
وأيدت دول أخرى الإبقاء على البرامج الرئيسية لليونسكو وهي التربية والثقافة والعلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية والاتصال والمعلومات وتعريف أولويتي اليونسكو بشكل أفضل.
وعارضت بعض الدول دمج العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، بينما أيدت دول أخرى مقترحات المديرة العامة بتقليص الأهداف الرئيسية من خمسة إلى اثنين. وقد اعتبر الاتحاد الأوروبي أن مقترحات المديرة العامة تسير في الاتجاه الصحيح.
وقد عبرت عدة دول عن استيائها من الفيلم المسيء للإسلام وطالبت عدة دول ولا سيما العربية والإسلامية بوضع ضوابط أخلاقية تمنع التهجم على الأديان. وطالب البعض المجلس التنفيذي بإصدار بيان يدين بوضوح الفيلم المسيء مع إدانة أعمال العنف كذلك .
وأشار ممثل المجموعة العربية في المجلس أنه في إطار دعم التعددية الثقافية أضافت المجموعة بندا على جدول أعمال المجلس حول الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، معتبرا أن صدور هذا القرار سيعزز اللغة العربية وتواصلها مع اللغات الأخرى.
وقد اعترضت بعض الدول على إلغاء قطاع الاتصال والمعلومات أو دمجه بقطاع آخر نظرا لأهمية هذا المجال في عالم اليوم، وطالبت بضرورة الإبقاء عليه.
وشددت بعض الدول على أن أزمة اليونسكو ليست مالية فقط بل فلسفية وأخلاقية، وتناولت بعض الدول العربية الأعضاء في المجلس ما تتعرض له مدينة القدس من عملية تهديد ممنهجة، ودقت ناقوس الخطر بهذا الشأن، كما ذكرت بفلسطين وبالأراضي العربية المحتلة وما تعانيه من قبل الاحتلال الإسرائيلي مؤكدة على ضرورة تنفيذ القرارات الخمسة الصادرة عن المجلس في دورته الماضية.
كما عبرت غالبية الدول عن دعمها لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة « التعليم أولا »، وأعلن وفد جمهورية كوريا قرار بلاده استضافة منتدى التعليم في أبريل 2015.
استقبال الأمين العام للأمم المتحدة:
استقبل المجلس التنفيذي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، وألقت رئيسة المجلس كلمة رحبت فيها به مذكرة بأن مؤسسي اليونسكو أرادوا أن تكون هذه المنظمة ضمير منظومة الأمم المتحدة.
وأكدت رئيسة المجلس على دور اليونسكو الرئيسي في تحقيق التنمية المستدامة عالميا. وتمنت رئيسة المجلس على الأمين العام للأمم المتحدة أن يحمل معه إلى نيويورك (مقر الأمم المتحدة) رسالة فحواها أن لليونسكو دور اساسي في تحقيق التنمية المستدامة وأن اليونسكو يجب أن لا ينظر اليها كوكالة تقليدية للتنمية فهي ليست كذلك بل إنها وكالة متخصصة تسعى إلى تحقيق المجتمعات المتقدمة على المدى البعيد، وهي منظمة فكرية وأخلاقية، وأن الاستثمار في اليونسكو هو استثمار في السلام الدائم للأجيال القادمة.
وتناولت المديرة العامة لليونسكو الكلمة للترحيب بالأمين العام للأمم المتحدة الذي يزور المنظمة للمرة الثانية في أقل من سنتين حيث شارك العام الماضي في إطلاق الشراكة العالمية لتعليم البنات والنساء. واعتبرت المديرة العامة أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة تعتبر رسالة قوية تعبر عن توحد منظومة الأمم المتحدة وشكرته على ثقته الكبيرة باليونسكو وبوضعها في صميم عدة مبادرات هامة مثل « التعليم أولا »، التحالف الدولي للمحيطات، المجلس الاستشاري العلمي، وبدعم نشاطات مرتبطة بولاية اليونسكو مثل التنمية المستدامة والتعليم وحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر.
وتناول الأمين العام للأمم المتحدة الكلمة ليعبر عن شكره لليونسكو على استقبالها له، وللمجلس التنفيذي على إتاحة الفرصة له لمخاطبته .
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن اليونسكو لها دور محوري في التعامل مع غالبية التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم، وأن لها مكانة خاصة في منظومة الأمم المتحدة كما في قلبه وفي تاريخ بلده. حيث أن اليونسكو عملت في الماضي مع اليونيسيف على تقديم المساعدات لبلده بعد الحرب الكورية بتقديم الغذاء والدواء والكتب. وبين الأمين العام للأمم المتحدة تأثير هذه الكتب التي كانت توزعها اليونسكو عليه حين كان طالبا صغيرا وعلى الكثير من الطلاب في بلده.
وقال أنه يرحب في هذه المناسبة بلقاء المجلس والتحدث معه عما يمكن أن يقوما به معا لتعزيز السلام. وبين أنه خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة شعر بالحاجة لدق ناقوس الخطر حول توجه العائلة الإنسانية حيث يعيش الكثير من البشر بشكل يومي في ظروف انعدام الأمن، وانعدام العدالة والمساواة، وعدم التسامح، وتتمثل مطالبهم الأساسية بمزيد من المساواة والكرامة والاحترام. واعتبر أن مهمته الأساسية تتمثل في مساعدة الدول على تلبية الطموحات الأساسية لشعوبها، وتتوزع على خمسة محاور:
- تحقيق التنمية المستدامة
- الحماية من/ أو تجنب الصراعات السياسية والكوارث الطبيعية
- بناء عالم أكثر أمنا
- مساعدة الدول التي تمر بمرحلة انتقالية
- تمكين النساء والشباب
وأشار في هذا المجال إلى أن كثير من الدول العربية يسعى شعبها للعيش بكرامة دون قمع. واعتبر أن من واجب الأمم المتحدة تقديم المساعدة لتحقيق هذه الطموحات.
واعتبر أن أفضل وسيلة لتحقيق السلام المستدام والتنمية المستدامة والحلول المستدامة هي بوضع الشعوب أولا، واعتبر أن التعليم هو البداية. فهو حق أساسي من حقوق الإنسان وهو حجر الأساس لكل مجتمع ومحرك لكل تقدم. وشكر الأمين العام للأمم المتحدة اليونسكو على دورها القيادي في مجال التعليم، حيث أطلقت حملة « التعليم للجميع » وأهداف الألفية للتنمية وتم تحقيق نتائج مهمة ولكن الأزمات الاقتصادية حالت دون تحقيق النتائج المرجوة، ولهذا ظهرت الحاجة إلى قوة دفع جديدة بوضع التعليم على رأس قائمة « الأجندة السياسية » فأطلق منذ أسبوعين في نيويورك المبادرة العالمية الجديدة « التعليم أولا » لهذا الغرض.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن مبادرة « التعليم أولا » ليست بديلا للتعليم للجميع التي أطلقتها اليونسكو، بل على العكس من ذلك فإنها ستكون معجلا لتحقيق أهداف التعليم للجميع ولجمع كافة الشركاء لتحقيق هدف التعليم. وأعاد التذكير بالأولويات الثلاث للمبادرة وهي:
- وضع كل طفل في المدرسة (هناك حاليا 61 مليون طفل خارج المدرسة)
- تحسين نوعية التعليم
- تعزيز المواطنة العالمية
وأشار إلى أن المديرة العامة لليونسكو تشغل مسؤولية الأمينة التنفيذية للجنة التسييرية للمبادرة التي ستجتمع للمرة الثانية في 1 نوفمبر 2012.
بعدها تناول الأمين العام للأمم المتحدة ما ينتظره من اليونسكو للسير قدما في التنمية المستدامة في ظل الحاجة إلى رابط أقوى بين العلوم والسياسة، حيث طلب من المديرة العامة إنشاء مجلس استشاري علمي مقره اليونسكو لجمع الخبراء من كافة الاختصاصات لمده بالمشورة .
وبعد انتهاء الأمين العام للأمم المتحدة من كلمته تناول الحديث نيابة عن أعضاء المجلس نواب رئيسة المجلس التنفيذي، رؤساء المجموعات الجغرافية الست في المجلس وهم:
- بلجيكا (نيابة عن المجموعة 1 أوروبا الغربية وأميركا الشمالية)
- سلوفانيا ( نيابة عن المجموعة 2 أوروبا الشرقية )
- فنزويلا ( نيابة عن المجموعة 3 أميركا الجنوبية والكاريبي)
- الهند (نيابة عن المجموعة 4 آسيا والمحيط الهادي)
- جيبوتي (نيابة عن المجموعة 5 أ -أفريقيا )
- السعودية (نيابة عن المجموعة 5 ب الدول العربية)
ورحب ممثل المجموعة العربية في المجلس التنفيذي مندوب المملكة العربية السعودية بالأمين العام للأمم المتحدة قائلا:
« باسم الدول العربية الأعضاء في اليونسكو نرحب بكم في منظمتنا التي نحبها ونفخر بها، وازداد حبنا وفخرنا بها عندما ازدادت عدالة وإنسانية في منعطفها الكبير وقرارها النبيل الذي اتخذته في 2011 بأن صوتت لفلسطين بأن تكون دولة كاملة العضوية في اليونسكو ونتمنى أن تذوق الأمم المتحدة، المنظمة الأم، طعم هذا الفخر الذي ذقناه في اليونسكو … »
وقال ممثل المجموعة العربية في المجلس في كلمته « أن السلام الحقيقي المستدام لا يصنع هناك في مجلس الأمن بل يصنع هنا في اليونسكو » وأشار في كلمته إلى ما يقال عن برنامج إصلاح الأمم المتحدة والوكالات الدولية وترقبنا لبزوغ ملامح هذا الإصلاح وتناول أحد أوجه الإصلاح المأمولة وهو « مبدأ (الفيتو) الذي يناقض مبدأ الديمقراطية والمساواة » حيث تغيرت الكثير من الموازين والقوى منذ تشريع هذا المبدأ، وأشار إلى أن (الفيتو) « لم يستخدم يوما لصالح الإنسان المستضعف بل لصالح الإنسان القوي. فالدولة الإسرائيلية المحتلة تعبث بفلسطين أرض الرسالات وتضطهد أهلها وتخرب هوية القدس في مساعيها لتهويد القدس، القدس الإسلامية والمسيحية واليهودية، ولا يحميها في اعتداءاتها هذه سوى قرار (الفيتو) ». وتساءل عن إمكانية أن تكون الذكرى السبعين للأمم المتحدة في 2015 « موعدا لإصلاح هذا المبدأ المناقض لمبادئ الأمم المتحدة وإصلاح منظومة الأمم المتحدة بشكل عام ».
كما تناولت الكلمة للترحيب بالأمين العام، رئيسة المؤتمر العام السيدة كاتالين بوغياي، وأشادت بالتزامه بنشر التعليم، الذي يعتبر الحجر الأساس في السلام المستدام. وختمت اللقاء رئيسة المجلس التنفيذي شاكرة الأمين العام على حضوره وعلى مبادرته بشأن التعليم.
مواصلة مداخلات الدول، وإجابة المديرة العامة
بعد تناول كل من سوريا وسانت لوسيا الكلمة لإكمال قائمة المتحدثين من الدول الأعضاء في المجلس، تحدثت رئيسة المؤتمر العام مؤكدة على إيجاد توازن بين اليونسكو الأخلاقية والمؤسسة المرتبطة بمنظومة الأمم المتحدة وعلى ضرورة البقاء في المقدمة في مجال إيجاد أفكار جديدة. وأكدت على ضرورة الإبقاء على صيغة التوافق في الآراء بدل اللجوء إلى التصويت.
وطلب الكلمة عدد من المراقبين وهم الأرجنتين والأوروغواي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأكدوا في مداخلاتهم على ضرورة الإبقاء على الأهداف الخمسة لليونسكو وعلى برنامج التحولات الاجتماعية وعلى المساواة في استخدام لغتي العمل (الفرنسية والإنجليزية) في أعمال المجلس.
وتناولت المديرة العامة الكلمة لتجيب على ملاحظات الدول الأعضاء في المجلس وتساؤلاتها، وبينت في معرض اجابتها أن ما تقوم به من إصلاحات ليس كله بسبب الأزمة المالية بل أنها بدأت بطرح وتنفيذ إصلاحاتها من قبل ذلك. وطمأنت بعض الدول الأعضاء في أن مبادرة التعليم أولا لا تحل محل التعليم للجميع بل تعطيها مزيدا من الرؤية، وأن اليونسكو تبقى الوكالة الأساسية المعنية بالتعليم. كما أكدت على الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، وأكدت على احترام المعتقدات الدينية، وبينت أن مشروع استخدام تاريخ أفريقيا العام لن يتوقف وشكرت فنزويلا ودولا أخرى على دعمها لهذا المشروع. وأيدت المطالبة بتعزيز برنامج المعلومات للجميع وبينت أنها ستخصص له دعما من صندوق الطوارئ.
لأسئلة والأجوبة :
ثم منحت الدول الأعضاء في المجلس فرصة طرح أسئلة أو تعليقات موجهة للمديرة العامة بحدود ثلاث دقائق لكل متحدث.
وتناول الحديث كل من أوزباكستان، أندونيسيا، الدانمارك، النمسا، السعودية، تونس، الجزائر، المملكة المتحدة، مصر.
وتناولت المديرة العامة الكلمة للإجابة على أسئلة وتعليقات الدول الأعضاء وبينت بشأن موضوع الإساءة للاسلام أنها أدانت الفلم المسيء في أكثر من مناسبة (في نيويورك وباريس) وأن المجلس التنفيذي يمكنه أيضا تناول الموضوع إذا رأى ذلك. كما بينت أن خلال الاجتماع الثاني للجنة التسييرية لمبادرة (التعليم أولا) المقرر انعقاده في الأول من شهر نوفمبر القادم ستوضع خارطة طريق لهذه المبادرة.
وقد طالبت أوروغواي بإعادة البند 18.5 إلى جدول الأعمال وهو يتعلق بمقترح إنشاء مركز إقليمي لإدارة المياه الجوفية في أميركا اللاتينية والكاريبي في مونتينيفيديو بأوروغواي. وكان البند 18 المتعلق بالمعاهد والمراكز من الفئة 2 قد تم تأجيله للدورة القادمة لتخفيف جدول الأعمال الكثيف. وبررت أوروغواي طلبها بأن الأموال جاهزة للتخصيص للمركز، وأنه إن تم تأجيل الموافقة عليه فقد لا تمنح الأموال بعد أشهر من الآن.
وقد لاقت أوروغواي تأييدا من سانت لوسيا وتايلند وفنزويلا وبيرو وكوبا والبرازيل وتقرر على أثر ذلك إعادة البند 18.5 بصورة استثنائية إلى جدول الأعمال.
المصدر : مندوبية ليبيا لدى اليونسكو