الصحافة في العالم الرقمي
2012/02/23
اجتمع عدد من الصحفيين ومسؤولي بعض وسائل الإعلام الهامة في العالم، إلى جانب أكاديميين، وخبراء متخصصين بقانون الصحافة، ومندوبين عن الجمعيات المدنية المعنية بحرية الصحافة، للبحث في مستقبل الصحافة المهنية في العصر الرقمي، في مؤتمر انعقد في مقر اليونسكو بباريس بين 16 و 17 فبراير.
انعقد المؤتمر تحت عنوان « عالم وسائل الاعلام بعد ويكيليكس، ونيوز أوف ذا ورلد » وتنظمه اليونسكو والمنظمة غير الحكومية اللجنة العالمية لحرية الصحافة، ويهدف إلى قياس أثر المقاربات والعوامل الجديدة، التي باتت مستعملة في الفضاء الرقمي، على الصحافة المهنية، بما فيها من ممارسات وموروث ومقاييس متبعة.
ويقدر عدد مستخدمي الإنترنت، عام 2011، بما يقارب ملياري نسمة، الأمر الذي أسهم في إصدار 156 مليون مدونة موجهة لجمهور المتصفحين، الأمر الذي أدى إلى نشوء وسيلة إعلام جديدة أسسها من بات يمكن تسميتهم بالمواطنين الصحفيين.
وقام المشاركون بدراسة التداعيات الناجمة عن نشر المراسلات من قبل موقع ويكيليكس وفضيحة القرصنة والتنصت على الهواتف المعنية بها الصحيفة البريطانية « نيوز أوف ذا ورلد »، ومحاولة رسم خريطة طريق للمضي قدما من أجل تعزيز المعايير المهنية والأخلاقية في البيئة الرقمية.
و في حديثها عن هدف اليونسكو، المنصوص عليه في الميثاق التأسيسي للمنظمة، وذلك لتعزيز « التدفق الحر للأفكار عن طريق الكلمة والصورة »، قالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا في رسالة الى المشاركين: « إن التفاني من أجل هذا الهدف اليوم لا يزال بحاجة إلى التجديد المستمر في الاستجابة للأحداث والتطورات السياسية وبيئة الاعلام الجديدة (…) كل هذا يثير أسئلة مهمة – أسئلة حول التنظيم والأمن، وحول التوازن بين التعبير والمسؤولية، و عن المساءلة والمصداقية. »
وقد قامت المديرة العامة بافتتاح المؤتمر، الذي يشمل في برنامجه ستة منتديات للحوار على مدى يومين، والتي من شأنها دراسة كيفية التعامل مع وسائل الإعلام المهنية في البيئة الرقمية، والأخلاق المهنية في بيئة وسائل الإعلام الجديدة بعد ويكيليكس و »نيوز أوف ذا ورلد »، وحرية التعبير على شبكة الانترنت، وغير ذلك.
و من المؤكد أن تنوع المتحدثين أدى إلى تعدد أوجه النظر في هذه المسائل من قبل وسائل الإعلام العالمية.
وهذا مؤتمر هو الثاني لليونسكو لدراسة التحديات التي تفرضها وسائل الإعلام الرقمية على الصحافة. حيث ان الأول، الذي عقد قبل خمس سنوات، والذي نظم أيضا مع اللجنة العالمية لحرية الصحافة، ركز على مدى حرية الصحافة ضمن وسائل الإعلام الجديدة.
وشارك في رعاية المؤتمر الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (WAN-IFRA)، و المنتدى العالمي للمحررين ومعهد الصحافة الدولي، بدعم من: مجموعة ج. ب-بوليتيكن للنشر، (كوبنهاغن، الدنمارك)؛ برنامج شبكة الإعلام في مؤسسة المجتمع المفتوح (لندن، المملكة المتحدة)؛ و مؤسسة نيكولاس ب. أوتاواي (نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية).
المصدر: اليونسكو