المدارس معطلة في شمال مالي
2013/11/23
أسفر احتلال الجماعات المسلحة للمناطق الواقعة شمال مالي عن نتائج بالغة الخطورة في ما يتعلق بالنظام التعليمي. فقد أفضى هذا الاحتلال إلى تعطيل هذا النظام تقريباً في المنطقة التعليمية لمدينة « تومبكتو ». أما في مدينتي « غاو » و »كيدال » فلم يكن من الممكن بدء السنة الدراسية. هذه هي الأوضاع التي تحققت منها البعثة المشتركة بين اليونسكو وحكومة مالي التي زارت هذه المناطق في الفترة من 18 إلى 23 أكتوبر الماضي.
وعقب احتلال مناطق شمال مالي، تضررت المدارس في مدن « تومبكتو » و »غاو » و »كيدال » جراء العديد من ممارسات التدمير. وتبين للبعثة المذكورة أن جزءاً كبيراً من البنى الأساسية المدرسية تم تخريبه ونهبه. فقد دُمّر أثاث المدارس واُستخدم كوقود. كما تم تخريب وحرق المواد الكهربائية والإلكترونية (مثل مولدات الكهرباء والكابلات وأجهزة الكمبيوتر والطابعات، وغير ذلك).
وفي هذا الصدد، قالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو « إن وضع التعليم في شمال مالي هو وضع يثير بالغ القلق. فمن خلال الاعتداء على المدارس، حاول المتطرفون تقويض دعائم المجتمع، وذلك هو ما تأكدت منه أثناء زيارتي للبلاد في فبراير الماضي. والأمر يقتضي اليوم أن نبذل كل ما في وسعنا لكي يتمكن التلاميذ من العودة إلى مدارسهم في أقرب وقت ممكن. فالأمر يتعلق بتأمين مستقبل هذه المنطقة في مجملها ».
وبالإضافة إلى ذلك، أسفر الاحتلال عن نزوح العديد من المعلمين وطلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية، وذلك إلى مناطق داخل البلاد أو إلى البلدان المجاورة، مثل النيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو والجزائر. وفي مدينة « تومبكتو »، تبين للبعثة أن معظم المعلمين لم يلتحقوا بعد بأماكن عملهم.
وفي ما يتعلق بالتعليم الابتدائي، لا يوجد الآن سوى 52% من المعلمين يمارسون عملهم، في حين يتغيب 1197 معلم في مجمل المنطقة التعليمية لمدينة « تومبكتو ». أما في ما يخص التعليم الثانوي، لا يمارس العمل سوى 8% من المعلمين، بينما يتغيب 150 معلماً. وعلى مستوى التعليم التقني والمهني، عاد 7،5% فقط من المعلمين إلى ممارسة عملهم، في حين يتغيب 134 معلماً. وفي ما يتعلق بالتلاميذ الملتحقين بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وبالتعليم الابتدائي، فإن نسبة من عادوا للمدارس منهم لا تتجاوز 60%. وعلى مستوى التعليم الثانوي، يتغيب 3200 طالب من أصل 3616 طالباً الذين تضمهم المنطقة التعليمية. وفي التعليم التقني، لم يعد إلى المدارس سوى 167 طالباً من أصل 1412 طالباً.
في منطقتي « غاو » و »كيدال » لم يكن من الممكن بدء السنة الدراسية بسبب عدم تسلم المعلمين مكافآت الانتقال والإقامة.
وفي مواجهة هذه الأوضاع المقلقة، وجهت اليونسكو ومالي نداءً إلى المجتمع الدولي من أجل جمع الأموال اللازمة لتأمين عودة المعلمين إلى أماكن عملهم، وذلك من خلال حملة توعية وإقرار مكافآت للمعلمين الذين يعملون في شمال البلاد. ويتعلق الأمر أيضاً بإجراء مسح لجميع البنى الأساسية المدرسية التي تعرضت للتلف.
وتوصي البعثة أيضاً بتنفيذ رعاية نفسية ـ اجتماعية للمعلمين ولأولياء أمور التلاميذ وللتلاميذ انفسهم الذين تأثروا جراء الأزمة. كما تدعو البعثة إلى إطلاق حملة وطنية لمحو الأمية، تستهدف النساء على وجه الخصوص، من أجل أن يدركن أهمية التحاق الأطفال، ولاسيما الفتيات الصغيرات، بالتعليم.
المصدر: اليونسكو