المديرة العامة لليونسكو تترافع بشأن التعليم في مؤتمر « قمة الفتاة » في لندن
2014/08/12
أكدت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، خلال مؤتمر « قمة الفتاة » الذي أُقيم في مدرسة بجنوب لندن يوم 22 يوليو 2014، على أن التعليم هو الطريقة الأكثر فعالية لتجنب الزواج القسري للفتيات.
وكان المؤتمر، الذي استضافته الحكومة البريطانية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، قد بحث الدعم الدولي وسبل إنهاء، خلال جيل واحد، ظاهرتي ختان الفتيات والزواج المبكر والقسري للأطفال. وقد حضر هذه القمة سياسيون دوليون، ونشطاء، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ورئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة، ونائب رئيس وزراء إثيوبيا ديميكي ميكونين، والسيدة الأولى لبوركينا فاسو شانتال كومباوري، والناشطة الباكستانية مالاله يوسف زاي، وعدة وزراء آخرين للصحة، والشؤون الاجتماعية والتنمية الدولية، ودعاة ونشطاء المجتمع المدني.
وقد سلط المتحدثون الضوء على القانون، والتعليم، وفرص العمل، وحماية حقوق المجتمع باعتبارها استراتيجيات مناسبة للنجاح في مواجهة ما وصفه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون انتهاكا لحقوق الفتيات، و »شرا » يستلزم « حركة عالمية » لتجنبه. وتشير الإحصاءات إلى أن الفتيات المتزوجات قبل سن الثامنة عشرة يمثلن ثلث مجمل الفتيات في البلدان النامية، في حين يصل عدد الفتيات ضحايا عملية الختان في جميع أنحاء العالم إلى 130 مليون فتاة.
وقد صرحت السيدة بوكوفا قائلة: « أكد جميع القادة السياسيين الحاضرين اليوم معنا على أهمية الدور الذي يلعبه التعليم في تجنب ظاهرة الزواج القسري »، وأضافت « يعتبر الفقر سببا من الأسباب الرئيسية التي تمنع الأولياء من إرسال بناتهم إلى مقاعد المدرسة. وهذا ما جعلنا نركز في جميع استراتيجياتنا على أهمية تعميم التعليم الابتدائي والثانوي المجاني والإلزامي في جدول أعمال الفترة ما بعد عام 2015 – ما سيفيد الفتيات بالدرجة الأولى. »
وحسب ما جاء به تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع، لو توفرت فرصة الالتحاق بالتعليم الثانوي لدى جميع الفتيات في أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب وغرب آسيا، لانخفضت ظاهرة الزواج القسري بنسبة 64٪ والإنجاب في سن مبكر بنسبة 59٪.
كما أصرت بوكوفا على ضرورة الانتباه إلى الفتيات في سن المراهقة وفي مرحلة الانتقال إلى سن البلوغ، حينها يصبح خطر التسرب من المدرسة مرتفعا، وقالت « إن تدريب المعلمات، وإصدار كتب مدرسية مراعية للفوارق بين الجنسين، وجعل المدارس أماكن آمنة هي أمور بالغة الأهمية. وينبغي علينا العمل مع الأسر، والزعماء التقليديين والدينيين، وحتى الفتيات، لا سيما من خلال تعليم أحكام البلوغ، لكي يدركوا الرهان القائم حاليا.
لقد أكدت الناشطة مالاله يوسف زاي أن « التعليم هو أفضل حل ممكن – فهو يجعل الفتاة مستقلة وعلى علم بحقوقها ». وقد تطرق معظم المتحدثين إلى كيفية تغيير العادات والتقاليد الاجتماعية، « إن التقاليد ليست من الوحي الإلهي، فنحن من يصنع الثقافة ولدينا الحق في تغييرها. »
و أشارت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، إلى محاربة الزواج القسري، وإلى مجموعة تدابير تشمل قوانيناً صارمة، وكتبا مدرسية مجانية، و إعانات مالية للفتيات خلال المرحلة الثانوية وبعدها، وابتكارات على مستوى المجتمع. كما بذل نائب رئيس الوزراء ميكونين كل ما في الوسع من أجل تحدي المحرمات السائدة في إثيوبيا، وكان ذلك من خلال السلطة اللامركزية، ومشاركة وتأييد وملكية المجتمع، ودعوة ونظم تعليم أكثر فعالية. وأكدت السيدة كومباوري أن الإرادة السياسية ضرورية لتحقيق هذه الأهداف، وأشارت إلى أن بوركينا فاسو ستدرج مواد دراسية جديدة تتعلق بمكافحة ختان الإناث في دورات تدريب المعلمين للعام الدراسي المقبل.
ويُقر الميثاق الذي اعتمده المؤتمر أن « هذه الممارسات تنتهك الحقوق الأساسية لجميع الفتيات والنساء وتحرمهن من حياة خالية من العنف والتمييز »، و على هذا النحو، حدد عشرة إجراءات لمحاربتها، شاملة قوانين، وسياسات، وبيانات، وبحوث واستثمارات في مجالي التعليم والصحة.
لقد التزمت اليونسكو بتكثيف الدعوة القائمة على سياسات عالية المستوى من أجل إبقاء الفتيات في المدرسة وإعادتهن إليها، وتعزيز النشاط المعياري، وزيادة الدعم المقدم إلى الدول الأعضاء من أجل تعزيز بيئة تعلم آمنة ومواتية للفتيات.
المصدر: اليونسكو