المديرة العامة لليونسكو تهيب بكافة الأطراف إلى حماية التراث الثقافي في اليمن
2015/05/24
فيما تتواصل التقارير المثيرة للقلق بشأن تعرض موقع التراث العالمي في مدينة صنعاء القديمة للقصف بالقنابل، تدعو المديرة العامة لليونسكو كافة الأطراف إلى حماية التراث الثقافي الفريد من نوعه في اليمن.
خلال الأيام القليلة الماضية، تلقت اليونسكو تقارير عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بمواقع التراث الثقافي البارزة في اليمن. فوفقاً للعديد من التقارير الواردة من وسائل الإعلام والمصادر الرسمية، فإن المدينة القديمة في صنعاء، عاصمة اليمن، تعرضت لقصف بشكل كبير أثناء ليلة 11 مايو 2015، مما أسفر عن وقوع خسائر جسيمة في عديد من الأبنية التاريخية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مدينة صعدة القديمة، المدرجة في قائمة اليمن المؤقتة للتراث العالمي، وكذلك الموقع الأثري لمدينة براقش المحصنة، التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، لحقت بهما أضرار جسيمة.
وقالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا: »إنني أدين ممارسات التدمير هذه، وأدعو كافة الأطراف إلى إبعاد التراث الثقافي عن دائرة النزاع. وإني قلقة أشد القلق بسبب الأخبار الخاصة بالضربات الجوية على مناطق كثيفة السكان، مثل مدينتي صنعاء وصعدة. فبالإضافة إلى المعاناة الإنسانية القاسية التي تسفر عنها هذه الهجمات، فإنها تدمر التراث الثقافي الفريد من نوعه في اليمن، الذي يضم في طياته هوية وتاريخ وذاكرة الشعب، فضلاً عن أنه يشهد على إنجازات الحضارة الإسلامية ».
وأضافت المديرة العامة: »إنني أدعو كافة الأطراف إلى الامتناع عن القيام بأي عمل عسكري من شأنه استخدام أو استهداف مواقع التراث الثقافي والآثار، وذلك احتراماً لالتزاماتهم بموجب المعاهدات الدولية، ولاسيما اتفاقية لاهاي بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح وبروتوكولاها (1954) واتفاقية اليونسكو بشأن التراث العالمي (1972) »، وحثت على حماية مواقع التراث العالمي في اليمن من الأضرار الجانبية أو الاستهداف المتعمد.
وأخيراً، أعربت المديرة العامة عن ترحيبها القوي بإعلان وقف إطلاق النار المقرر أن يبدأ في الساعة الحادية عشر مساء الثلاثاء، والذي من شأنه توفير إمدادات الإغاثة الإنسانية للبلاد، فضلاً عن القيام بعمليات التقدير الأولية للخسائر التي وقعت.
وجدير بالذكر أن مدينة صنعاء القديمة أُدرجت في قائمة التراث العالمي في عام 1986. وأصبحت هذه المدينة، التي تقع في واد جبلي يرتفع إلى 2200 متر، مأهولة بالسكان منذ أكثر من 2500 سنة. وتحولت المدينة في القرنين السابع والثامن إلى مركز هام لنشر الإسلام، فحافظت على تراث ديني وسياسي يتجلى في 103 مسجداً، و14 حماماً و6000 منزل بُنيت جميعها قبل القرن الحادي عشر. أما المساكن البرجية المتعددة الطبقات ومنازل الآجر القديمة فتزيد الموقع جمالاً.
وقد تم ترميم مدينة صنعاء القديمة من خلال حملة كبيرة أطلقتها اليونسكو في أواخر الثمانينيات، وذلك بفضل إسهام العديد من البلدان والالتزامات المستمرة من شعب وحكومة اليمن.
وتجدر الإشارة إلى أن لليمن موقعين آخرين للتراث العالمي هما: مدينة شبام القديمة وسورها (1982) وحاضرة زبيد التاريخية (1993)؛ وهاتان المدينتان مدرجتان في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر منذ عام 2000.
المصدر: اليونسكو