المنتدى العالمي للتعليم والمهارات 1: تعزيز تعليم الفتيات
2014/04/4
دعت المديرة العامة لليونسكو، الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني إلى الارتقاء والتعجيل بالجهود الرامية إلى توفير تعليم جيد النوعية للفتيات. وحذّرت بوكوفا من: » أن جيلاً بأكمله من الشابات سيتخلف عن الركب » ما لم يتحقق الآن توجه عالمي متضافر، وعلى كافة مستويات المجتمع، من أجل تغيير الأمر الواقع.
جاء ذلك في كلمة ألقتها المديرة العامة أمام المنتدى العالمي للتعليم والمهارات الذي عقد في دبي في الفترة: 15ـ17 مارس. وتولى تنظيم هذا المنتدى اليونسكو ووزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومجموعة GEMS التعليمية، ومؤسسة « فاركي جيمس التعليمية » و »دبي العطاء »، وذلك لدعم مبادرة « التعليم أولاً » العالمية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة. وحضر دورة المنتدى لهذا العام أكثر من 1000 ممثل عن الحكومات والمنظمات غير الحكومية الرئيسية ورؤساء قطاعات الأعمال، فضلاً عن الأوساط الأكاديمية.
أشارت المديرة العامة إلى: « أنه في عام 2011، كان هناك 31 مليون فتاة ما زلن غير ملتحقات بالمدرسة، من بينهن 55 في المائة لا يُتوقع البتة أن يُقيدن في النظام التعليمي »، كما « أن النساء ما زلن يمثلن ثلثي البالغين الأميين في العالم البالغ عددهم 774 مليون نسمة ».
وقالت المديرة العامة: « إن هذا الأمر إنما يُعد بمثابة ضياع للمواهب وللمهارات البشرية، وهو ما لا يمكن أن يتحمله أي مجتمع من المجتمعات. فما من مجتمع في مقدوره أن يحقق تنمية مستدامة بالاكتفاء بما نسبته 50 في المائة من رأس ماله البشري ».
وأضافت المديرة العامة قائلة: « إن تعليم الفتيات إنما يمثل عاملاً من عوامل تعزيز التنمية وقوة من أعظم القوى التحويلية التي تتيح لنا بناء السلام وتحقيق الاندماج الاجتماعي. كما يُتاح للفتيات المتعلمات تكوين أسر تتمتع بأتم صحة ويكون في مقدورها توليد مزيد من الدخول والمساهمة في النمو الوطني. ومن ثم ستعود الفائدة على الجميع ».
وملخص اليونسكو بشأن النوع الجنساني، الذي يحلل بيانات واردة في تقرير الرصد العالمي الـ 11 للتعليم للجميع، يسلط الضوء على هذه النتائج. وقد أُصدِر هذا الملخص لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بالتشارك مع مبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات؛ وهو يدعو إلى جعل تعليم الفتيات في طليعة الأهداف التربوية العالمية الجديدة في مرحلة ما بعد عام 2015.
وقالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا إنّ الشراكات سوف تشكل حافزا لتخطي العراقيل التي تحول دون توفير التعليم للفتيات والنساء، والتي تشمل الفقر، والمسافة التي تفصلهن عن المدرسة، وبيئات التعلّم غير الآمنة، والنقص في المعلمات الإناث المؤهلات. وأضافت بوكوفا: « إنّ الفجوة الجنسانية في التعليم غير مقبولة على الإطلاق، ليس فقط بالنسبة للأفراد ولكن أيضا بالنسبة للمجتمع ككل. فعلى المنظمات الدولية، والجهات المعنية، والحكومات، والمجتمع المدني والقطاع الخاص التعاون من أجل التغلّب على التمييز والاستبعاد المتناميين.
وقالت السيدة بوكوفا: « إنّ المنتدى العالمي للتعليم والمهارات لعام 2014 يوفر فرصة فريدة لاقتراح أفكار جديدة بشأن الشراكات الرامية إلى دعم الفتيات والنساء المهمشات. ولما كان ملخص اليونسكو بشأن النوع الجنساني يشير إلى أنّ أكثر من 100 مليون فتاة في البلدان المنخفضة الدخل وفي بلدان الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط لا يمكنها قراءة ولو جملة واحدة، فإنّ إرساء شراكات ابتكارية أصبح حاجة ماسة ».
شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة برؤيتها التنموية في افتتاح المؤتمر العالمي للتعليم والمهارات في أبو ظبي. وفي كلمته أمام رؤساء الحكومات وقطاعات الأعمال والمجتمع المدني الحاضرين في هذا المؤتمر، أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، على أن التعليم إنما يمثل الدعامة التي تستند إليها تنمية الأمة منذ إنشائها في عام 1971.
وقال معالي الوزير: « إن بناء جيل من الشباب المتعلم وحسن الاطلاع من خلال التعليم هو من الأمور التي تُعتبر من أهم أساسيات التزامنا ». كما طالب المشاركين في هذا المنتدى العالمي بأن يعملوا على وضع نظم تعليمية من شأنها أن تعزز السبل الجديدة للتفكير وأن تشجع الطلاب على أن يصبحوا مواطنين عالميين من خلال « ملاقاة العالم الخارجي وإقامة الشراكات الدولية »، مؤكداً على أن « أسمى إنجازات أمة من الأمم إنما تكمن في قوة نظامها التعليمي ».
في الجلسة العامة المخصصة للشراكات الجديدة لتعليم الفتيات والنساء*، شجعت المديرة العامة لليونسكو رؤساء قطاعات الأعمال الحاضرين على الانضمام إلى شراكة اليونسكو العالمية لتعليم الفتيات والنساء. وقد أطلقت إيرينا بوكوفا هذه المبادرة في عام 2011 مع السيد بان كي ـ مون، الأمين العالم للأمم المتحدة والسيدة هيلاري رودهام كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية سابقاً؛ وهي مبادرة تستهدف معالجة أضعف مراحل الانتقال في التعليم ـ أي الانتقال إلى المرحلة الثانوية وتحقيق محو الأمية.
ومنذ انطلاق هذه الشراكة، فقد انضم إليها كثير من الحكومات وقادة من القطاع الخاص ومنظمات غير حكومية، وذلك لكي توفر للفتيات والنساء في المناطق الحضرية والريفية المحرومة في أفريقيا وآسيا فرصاً في مجالي التعليم والتعلم. وقد استفاد نحو 20000 متدرب ومئات من المعلمين والموظفين الحكوميين من المشاريع التي نُفذت في سبعة بلدان (هي: إثيوبيا وكينيا وليسوتو ونيجيريا وباكستان والسنغال وتنزانيا)، كما استفادت هذه البلدان من حملات تعزيز الوعي وأنشطة بناء القدرات، والدعم الأكاديمي، والحصول على الفرص التعليمية، والإرشاد وتسديد المشورات، فضلاً عن الانتفاع بتكنولوجيات المعلومات والاتصالات والتدريب في مجالاتها واستخدامها.
ثم قالت المديرة العامة : »لقد رأينا أن في مقدورنا إحراز نتائج. بيد أن تحقيق فارق حقيقي إنما يقتضي أن نرتقي بجهودنا على نحو ملحوظ. كما يجب أن ترتقي أنشطتنا إلى مستوى طموحاتنا. ويقتضي ذلك أن تزيد جميع القطاعات من التزاماتها ».
وسوف تسعى اليونسكو، واضعة نصب عينيها هذا الهدف في عامي 2014 و2015، إلى زيادة عدد وتنوع شركائها في مجال تعليم الفتيات؛ وإلى توسيع نطاق التغطية الجغرافية لأنشطتها؛ وإلى زيادة أحجام الموارد المستثمرة في هذا المجال، فضلاً عن تعزيز النهج الابتكارية وتشجيع التعاون بين بلدان الجنوب وبين بلدان الشمال والجنوب.
* ضمت هذه الجلسة كل من سعادة السيد محمد بليغ الرحمن، وزير الدولة لشؤون التعليم والتدريب ومعايير التعليم العالي في جمهورية باكستان الإسلامية؛ ؛ ريم الهاشمي رئيسة مؤسسة « دبي العطاء » والسيد لي كسياومينغ، الرئيس التنفيذي لمجموعة HNA، والسيد جون ديفيز، نائب رئيس شركة « إنتل »؛ وجوهانا روبينشتين، المديرة المساعدة للبرامج الدولية، معهد الأرض، جامعة كولومبيا؛ والسيد سهيب إرشاد، شركة « موبيلينك ».
المصدر: اليونسكو (بتصرف)