النساء في مجال العلوم – استكشاف البيانات ذات الصلة ببلدان في جميع أنحاء العالم
2014/03/12
تشكل النساء 30 في المائة فقط من الباحثين في العالم. وفي حين يزداد عدد النساء اللواتي يلتحقن بالجامعة، يتسرّب عدد كبير منهن من أعلى مستويات التعليم المطلوب إكمالها لممارسة وظيفة في مجال البحث. إلاّ أنّ التدقيق في البيانات يفضي إلى بروز بعض الاستثناءات المذهلة على هذا المستوى. فعلى سبيل المثال، تشكل النساء 63 في المائة من الباحثين في بوليفيا، بالمقارنة مع 26 في المائة في فرنسا أو 8 في المائة في أثيوبيا.
وبرنامج النساء في مجال العلوم – الذي يشكل أداة تفاعلية جديدة – يزوّد البلدان في جميع مراحل التنمية بآخر البيانات المتوفرة في هذا المجال. وتتيح لكم هذه الأداة، التي أعدّها معهد اليونسكو للإحصاء، استكشاف وتصوّر الفجوات الجنسانية التي تشوب المسار المؤدي إلى ممارسة وظيفة في مجال البحث، بدءا من اتخاذ القرار ذات الصلة، ووصولا إلى نيل شهادة الدكتوراه، ومرورا بمجالات العلوم التي تلتحق بها النساء وبالقطاعات التي يعملن فيها.
وفي السويد، على سبيل المثال، تشكل النساء أغلبية الطلبة (60 في المائة) الملتحقين ببرنامج البكالوريوس، إلا أنّ عددهن يتدنّى فيما يتسلقن سلم التعليم، فتبلغ نسبتهن 49 في المائة من طلبة الدكتوراه و36 في المائة فقط من الباحثين. وتظهر الأداة المذكورة أعلاه هذا الاتجاه عبر الأقاليم كافة، مع تسليط الضوء على العقبات التي تواجه عددا كبيرا من النساء اللواتي يحاولن التوفيق بين طموحاتهن الوظيفية ومسؤولياتهن المتصلة برعاية أسرهن.
كما تميل النساء الباحثات إلى العمل في القطاعين الأكاديمي والحكومي، في حين يسيطر الرجال على القطاع الخاص الذي يقدّم أجورا وفرصا أفضل. وينطبق ذلك أيضا حتى على البلدان التي تضم نسبا مرتفعة من النساء الباحثات. ففي الأرجنتين، على سبيل المثال، تشكل النساء 52 في المائة من الباحثين، إلا أنّهن يشكلن 29 في المائة فقط من الباحثين العاملين في القطاع الخاص.
ولعل من أهم ما تظهره هذه الأداة هو أهمية تشجيع الفتيات على دراسة الرياضيات والعلوم في سن مبكرة. وفي جميع الأقاليم، لا تزال النساء الباحثات يشكلن أقلية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ففي جمهورية كوريا، على سبيل المثال، تشكل النساء 17 في المائة فقط من الباحثين، و9 في المائة فقط من الباحثين العاملين في مجال الهندسة والتكنولوجيا.
ومن خلال تسليط الضوء على التوجّهات السائدة في مختلف الأقاليم والبلدان، توفر هذه الأداة صورة فريدة بشأن اليوم الدولي للمرأة (8 مارس). وهي مفيدة بشكل خاص للأشخاص المهتمين بوضع نهج عالمي لمعالجة الفجوة الجنسانية على صعيد البحث، ولا سيما في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. والأداة متاحة باللغات الإسبانية والإنكليزية والفرنسية، ويمكن جعلها بسهولة جزءا لا يتجزّأ من موقعكم الإلكتروني، أو من مدوّنتكم، أو من مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بكم.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذه الأداة تعرض بيانات قابلة للمقارنة على الصعيد الدولي وفّرها معهد اليونسكو للإحصاء، الأمر الذي يعني أنّه يمكن مقارنة المؤشرات مقارنة دقيقة عبر بلدان تختلف فيها البيئات المتاحة للنساء في مجال العلوم اختلافا كبيرا. إلا أنّه، نظرا للفروقات المنهجية، لا نزال نفتقر إلى بيانات متصلة ببلدان مثل الولايات المتحدة أو كندا. وبالإضافة إلى ذلك، لانزال نفتقر أيضا إلى بيانات متعلقة بعدد من البلدان النامية التي لا تملك الموارد الضرورية لجمع البيانات المرتبطة بالتنمية والبحث. ويسعى معهد اليونسكو للإحصاء إلى التعاون مع جميع البلدان لتحسين توفّر بيانات دقيقة يمكن مقارنتها على الصعيد الدولي.
المصدر: اليونسكو