اليوم الدولي للشعوب الأصلية
2013/08/9
يمثل اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم، الذي يجري الاحتفال به في 9 أغسطس من كل عام، اليوم الذي انعقد فيه أول اجتماع، في عام 1982، لفريق الأمم المتحدة العامل المعني بالسكان الأصليين والتابع للجنة الفرعية المعنية بتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها.
تفيد التقديرات بأن عدد السكان الأصليين في العالم يبلغ 370 مليون، مما يمثل نحو 5 في المائة من مجموع سكان العالم. ويصل عدد لغات الشعوب الأصلية إلى أكثر من 5000 لغة في ما يزيد على 70 بلداً منتشرة في قارات العالم الست؛ كما أن من المعتقد أن 75 في المائة تقريباً من جميع اللغات ما زالت باقية. وفي حالات كثيرة، فإن ممارسات هؤلاء السكان، التي تحرص على استدامة البيئة، تعمل على حماية جزء مهم من التنوع الحيوي في العالم. وعلى الرغم من تكريس الأمم المتحدة عقدين للشعوب الأصلية، فإن هذه المجموعة من الشعوب ما زالت تواجه مظاهر تمييز خطيرة في ما يتعلق بالانتفاع بالخدمات الاجتماعية الأساسية، بما فيها التعليم والرعاية الصحية. ويعاني عدد كبير من هذه الشعوب من أوضاع معيشية مهمشة وغير مستقرة، ويعود ذلك، عادة، إلى عمليات النزوح الإجبارية والآثار الناجمة عن العولمة وتغير المناخ.
وتحتاج الشعوب الأصلية الى اهتمام من اليونسكو يدفع الى:
ـ تطوير مبادئ توجيهية للشعوب الأصلية/ القبلية تتناسب مع احتياجاتها وتطلعاتها، مما يجمع بين ثقافاتها ولغاتها وأساليب تعلمها.
ـ دعم التفكير والعمل من أجل وضع المناهج الدراسية ومنهجيات التدريس التي تراعي حقوق الشعوب الأصلية، وإمكانياتها، وخبراتها وتطلعاتها، لاسيما عن طريق إشراك هذه الشعوب في العمل الذي يجري تنفيذه في هذا المجال.
ـ استحداث برامج تعليمية وتدريبية للشعوب الأصلية تتعلق بحقوق هذه الشعوب، واكتساب تقنيات التفاوض، والمهارات القيادية.
تقدم اليونسكو دعماً تقنياً للمنتدى الدائم المعني بقضايا الشعوب الأصلية التابع للأمم المتحدة (UNPFII)؛ وعرضت المنظمة العمل الجاري بشأن اللغات وساهمت في المناقشات الموضوعية المتعلقة باللغات في اجتماع لفريق الخبراء المعني باللغات الأصلية الذي نظمه المنتدى.
يرمي التعاون الجاري بشأن برنامج الزمالات الدراسية للشعوب الأصلية بين مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR) واليونسكو إلى تدريب الدارسين المنتمين إلى الشعوب الأصلية على برامج المنظمة وأنشطتها.
وبمناسبة هذا اليوم (9 أغسطس 2013) أصدرت مديرة عام اليونسكو الرسالة التالية:
في عام 2013، يقام اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم للاحتفال بأهمية التحالفات البناءة والاتفاقات المجدية والترتيبات الكفيلة بحماية حقوق الشعوب الأصلية.
وفي عالم يشهد تغيّراً بيئياً سريعاً وتعيش مجتمعاته تحولات عميقة، يجب أن يكون التضامن – الذي يتجلى عبر عقد تحالفات بين جماعات السكان الأصليين وشركاء من غير السكان الأصليين – المبدأ الرئيسي الذي نسترشد به لصون وحماية ما تنفرد به هذه الشعوب من هويات ولغات ونظم معرفية ورؤى للعالم. ويكتسي هذا الأمر أهمية خاصة إذ نحن بصدد تحديد ملامح خطة التنمية العالمية الجديدة لما بعد عام 2015.
وترى اليونسكو أن الاستدامة العالمية يجب أن تقوم على ركائز محلية تعبّر عن رؤى واحتياجات المجتمعات المحلية، بما فيها رؤى واحتياجات الشعوب الأصلية. ولهذا السبب، فإننا نسعى الى إدماج الثقافة في صميم عملية التنمية – بوصفها منبعاً يعزز الشعور بالهوية والتماسك ومصدراً للإبداع والتجديد. فلا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر بدون ثقافة – وعلى ذلك لا يمكن لأي تنمية أن تكون مستدامة بدونها. وهو أمر تعرفه الشعوب الأصلية أكثر من سواها، فهي تقوم بدور الحارس الأمين للثراء اللغوي والتنوع الثقافي، وتملك معارف فريدة من نوعها بشأن أنماط العيش المستدام واحترام التنوع البيولوجي.
نحن بحاجة الى تحالفات جديدة تروج هذه الرؤية – على نطاق منظومة الأمم المتحدة وفي الدول الأعضاء وداخل المجتمعات وفيما بينها. ولهذا السبب تسعى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) سعياً حثيثاً إلى التعاون مع الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية. وتتولى اليونسكو عن طريق برنامجها المعني بنظم المعارف المحلية ومعارف الشعوب الأصلية، قيادة الجهود المشتركة بين الوكالات لإدراج معارف الشعوب الأصلية، شأنها شأن العلوم الأخرى في التقرير التقييمي الخامس للهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ الذي سيصدر في عام 2014 والمعنون « آثار تغير المناخ وأشكال التكيف معه ومدى التأثر به ». وبالمثل، يسلّم المنبر الدولي الحكومي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية (IPBES)، المنشأ حديثاً، بأهمية التنوع البيولوجي بالنسبة للسكان الأصليين وبإسهامهم الحيوي في صونه. وتقود اليونسكو بالنيابة عن أمانة المنبر الجهود الرامية إلى وضع اتفاقات بناءة وذات منفعة مشتركة مع الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية.
ويسلّم إعلان الأمم المتحدة لعام 2007 بشأن حقوق الشعوب الأصلية بأن « احترام معارف الشعوب الأصلية وثقافاتها وممارساتها التقليدية يساهم في تحقيق تنمية مستدامة ومنصفة للبيئة وفي حسن إدارتها ». وانطلاقاً من هذه الرؤية وبغية حماية حقوق جميع الشعوب الأصلية، نحن بحاجة إلى عقد تحالفات واتفاقات وترتيبات جديدة لتحقيق الاستدامة العالمية. وهذا هو التعهد الذي تقطعه اليونسكو على نفسها بمناسبة اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم.
المصدر: اليونسكو (بتصرف)