اليوم العالمي لفيروس ومرض الإيدز، 1 ديسمبر
2013/12/1
يحظى موضوع مكافحة فيروس ومرض الإيدز والآثار المدمرة الناجمة عنهما باهتمام متزايد على نطاق اليونسكو. ويمثل تركيز المنظمة على التربية الوقائية جزءاً مهماً من الحملة العالمية الرامية إلى وقف انتشار الجائحة. ولوباء فيروس ومرض الإيدز يعد اجتماعي، فهو يعني كل إنسان في العالم، علماً بأن الشباب، والفتيات على وجه الخصوص، هم من أشد الفئات تأثراً به.
وبرزت منذ المراحل الأولى للوباء بعض الاستعارات الشديدة التأثير بشأن فيروس ومرض الإيدز. وأدت هذه الاستعارات التي صاغتها ونشرتها وسائل إعلام إلى زيادة الوصم والتمييز في المجتمع، وهي تدفع ببعض الناس إلى تكوين أفكار خاطئة عن المرض وإلى رفض احتمال إصابتهم بفيروس أو مرض الإيدز رفضاً تاماً. ومن شأن أنشطة الاتصال الجيدة أن تساعد الشباب على إعادة النظر في الاستعارات وأشكال الوصم المتصلة بفيروس ومرض الإيدز وعلى إعداد مشروعات جديدة لمنع انتشار الفيروس. وبالتالي، تُعد حملات التوعية المدعومة بأنشطة تعليمية غير نظامية وفرص الانتفاع بمصادر المعلومات عاملين أساسيين في الحد من انتشار فيروس ومرض الإيدز في صفوف الشباب.
واضطلعت اليونسكو بعدد من الأنشطة لزيادة وعي الشباب بسبل الوقاية من فيروس ومرض الإيدز بفضل الإمكانات الجديدة التي تقدمها تكنولوجيات المعلومات والاتصالات مثل المعلومات المتاحة على الإنترنت والحملات الإعلامية ومراكز الإعلام المخصصة للشباب. وتواصل اليونسكو التشجيع على تمكين جميع الشباب، ولا سيما الشباب المنتمين إلى الفئات المحرومة، من الانتفاع بمعلومات شاملة وموثوق بها ملائمة لهم، سعياً إلى تغيير أنماط السلوك التي يتبعونها.
وتعمل اليونسكو على دعم الأجوبة اللازمة على التحديات التي يطرحها فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز التي تشمل حاجات سكّان كافةً وقضاياهم وتأخذها في الاعتبار.
غير أن أولى الأولويات تعطى إلى مجموعةٍ سكّانيّةٍ أساسيّةٍ تشمل الفئات الأكثر تأثّرًا بفيروس نقص المناعة البشرية والشباب في المدارس. كما تعمل المنظمة على بلورة الأجوبة التي تأخذ في الاعتبار الجنس والعمر، وتكون ملائمةً ثقافيًّا، وتعتمد على أدلّة، وترتكز على حقوق الإنسان، وتتعلّق بأشخاصٍ يتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشرية وفئات أخرى متأثّرة في المراحل كافةً.
وتؤدي اليونسكو دورًا رائدًا في المبادرة العالمية بشأن فيروس/مرض الإيدز والتعليم وفي فريق العمل المشترك بين الوكالات المعني بالتعليم والتابع لبرنامج الأمم المتحدة الخاص بفيروس ومرض الإيدز، وهما آليّتان أساسيّتان لتعزيز جهود برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) المشتركة من أجل تحقيق الانتفاع للجميع ببرامج الوقاية والعلاج والرعاية والدعم.
المنتجون الشباب للبرامج التلفزيونية المتعلقة بفيروس ومرض الإيدز
تشارك في شبكة اليونسكو للمنتجين الشباب للبرامج التلفزيونية المتعلقة بفيروس ومرض الإيدز مجموعة من المؤسسات الإذاعية في أفريقيا، وآسيا والمحيط الهادي، وأمريكا اللاتينية والكاريبي، وأوروبا. ويرمي هذا المشروع الخاص ببناء القدرات إلى تحسين الكفاءات المهنية للمنتجين الشباب الذين يعدون برامج تلفزيونية تتعلق بفيروس ومرض الإيدز، وإلى تعبئة المؤسسات الإذاعية والمؤسسات المعنية بالتدريب الإعلامي القائمة على المستويين الإقليمي ودون الإقليمي لتقديم التزامات طويلة الأجل من أجل دعم الوقاية والعلاج والرعاية فيما يتعلق بفيروس ومرض الإيدز. وتواجه المؤسسات المعنية بالبث والإنتاج التلفزيونيين في البلدان النامية تحديات يستلزم التصدي لها توافر المساحة الكافية وما يلزم من الإبداع والأدوات الاستقصائية لإنتاج معلومات موثوق بها ونشرها لمنفعة الجمهور العام. ويفترض كل ذلك التمتع بمعارف جيدة عن قضايا فيروس ومرض الإيدز والاطلاع على هذه القضايا باستمرار. وتقدّم شبكة اليونسكو للمنتجين الشباب للبرامج التلفزيونية المتعلقة بفيروس ومرض الإيدز فرصةً إلى المهنيين الملتزمين لاكتساب الخبرات المطلوبة وتوفير الزخم اللازم لتحقيق ما ذُكر من أهداف. وأتاح هذا المشروع حتى تاريخه دعم تدريب 212 منتجاً تلفزيونياً شاباً أعدوا 107 برامج تم بثها في 74 بلداً.
نتائج المشروع
تمثلت إحدى النتائج المباشرة للمشروع في إنتاج أفلام قصيرة وسيناريوهات وثائقية عالية الجودة. ويقدّم المشروع أيضاً الدعم اللازم لإنتاج الأدلة، والمراجع المحررة باللغات المحلية، كما يوفر تمويلاً أولياً لدعم مواهب منتجي البرامج التلفزيونية الشباب. وتُسجل المواد المنتجة على أقراص فيديو رقمية توزَّع مجاناً وتوضع في متناول المؤسسات الإذاعية والمؤسسات المعنية بالتدريب الإعلامي.
التدريب والإنتاج
يشكل التدريب جزءاً مهماً من المشروع. وتُتبع في هذا الصدد منهجية تدريبية معيارية تشتمل على مرحلتين، مما يعزز إمكانية إقامة شبكة أفقية بين المشاركين. وترمي المرحلة الأولى التي تُنظم على الصعيد الإقليمي إلى توجيه البحوث وعملية كتابة السيناريوهات. ويعود المشاركون بعد ذلك إلى بلدانهم لجمع اللقطات المصورة وإنتاج الأفلام القصيرة، مع الإشارة إلى أنهم يجرون في الوقت عينه مناقشات على الإنترنت مع أقرانهم يتولى إدارتها المدرِّب الرئيسي. ويعمد المشاركون عند التقائهم في إطار المرحلة الثانية إلى استعراض ما اضطلعوا به من أعمال وإلى استكمال أفلامهم القصيرة. وتُسجل هذه الأفلام فيما بعد على أقراص فيديو رقمية تتولى مؤسسة التدريب توزيعها على الهيئات الإذاعية لبثها مجاناً في شتى أنحاء العالم. وبإمكان الناشطين والمنظمات غير الحكومية أن يستخدموا أقراص الفيديو الرقمية هذه في إطار عملهم.
شركاء التنفيذ
معهد آسيا والمحيط الهادي لتطوير البث الإذاعي (AIBD)، والمجلس الدولي لهيئات الإذاعة والتلفزيون الناطقة بالفرنسية (CIRTEF)، ومكتب الشبكة الإقليمية لتبادل الأنباء في جنوب شرق أوروبا (ERNO)، والمعهد الوطني للسينما والتلفزيون في غانا (NAFTI)، ومؤسسة الأطفال والبث الإذاعي من أجل أفريقيا (CBFA)، و »أم تي في » أوروبا، ومنظمة « بروميسا » (PROMESA) غير الحكومية المعنية بتعزيز الصحة وتحسينها.
وبمناسبة اليوم العالمي لفيروس ومرض الإيدز لهذا العام، أصدرت المديرة العامة لليونسكو (إيرينا بوكوفا) كلمة قالت فيها:
« إن هذا اليوم العالمي لمكافحة الإيدز هو للاحتفال بالتقدم الكبير الذي تم إحرازه.
فالإصابات الجديدة بفيروس الإيدز تراجعت بنسبة 33 في المائة على الصعيد العالمي بين عاميّ 2001 و2012. وشهد عدد الإصابات الجديدة لدى الأطفال تراجعاً أكبر، إذ انخفض بنسبة 52 في المائة ليصل الى 260.000 حالة. أما الوفيات الناجمة عن مرض الإيدز، فتراجعت بنسبة 30 في المائة عن الحد الأقصى الذي بلغته في عام 2005، ويعود الفضل في ذلك، في المقام الأول، الى العلاج المضاد للفيروسات الرجعية الذي يحصل عليه قرابة عشرة ملايين شخص في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. ومن المتوقع أن تتجاوز الأمم المتحدة هدفها المتمثل في ضمان تلقي 15 مليون شخص هذا العلاج بحلول عام 2015.
وتُعتبر كل هذه التطورات إيجابية، ولكن الوضع لا يزال هشاً.
فثمة دلائل مثيرة للقلق تشير الى أن درجة الأولوية التي تحظى بها البرامج الاجتماعية والسلوكية تراجعت عما كانت عليه في الفترة الماضية. وأُحرز تقدّم بطيء في ضمان احترام حقوق الانسان وتمكين الأشخاص الأكثر عرضةٌ للإصابة بفيروس الإيدز من الانتفاع بالخدمات الوقائية اللازمة. أما فيما يخص الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، فلم يطرأ أي تغيّر يُذكر على العبء الذي يثقل كاهلهم بسبب فيروس الإيدز، وما زال معدل انتشار فيروس الإيدز لدى هؤلاء الأشخاص عالياً، وقد وصل الى 28 في المائة في آسيا. وتبقى مسألة الوقاية من العنف الذي يستهدف النساء والفتيات، والذي يمثل عاملاً رئيسياً في قابلية الإصابة بفيروس الإيدز، مسألة مهمة للغاية.
ولا يزال الشباب يحظون بالأولوية في إطار التدابير المتخذة على الصعيد العالمي لمكافحة فيروس الإيدز. وما زالت هذه الفئة تحتاج الى برامج فعالة خاصة بالتثقيف بفيروس الإيدز والتربية الجنسية، والى إمكانية الانتفاع بخدمات عالية الجودة تلبي احتياجات الشباب في مجال الصحة الجنسية والانجابية، والى تدابير تكفل القضاء على العنف الجنسي الذي يستهدف الشابات والفتيات.
وتدأب اليونسكو على تعزيز عملها في هذا المجال. ففي أفريقيا الشرقية والجنوبية، تولينا قيادة مبادرة جديدة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/ متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز). وتشمل الجهات المشاركة في رعاية هذه المبادرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الصحة العالمية. ويتم تنفيذ المبادرة المذكورة في منطقة ما زالت تُسجل فيها، كل ساعة، 50 إصابة جديدة بفيروس الإيدز في صفوف الشباب. وأصدرت اليونسكو تقريراً جديداً عنوانه « الشباب اليوم: آن الأوان للتحرك »، يتضمن بيانات عن الوضع الذي يواجهه الشباب في هذا الصدد في 21 بلداً من بلدان المنطقة، كما يدعو التقرير الى اتخاذ تدابير عاجلة لضمان انتفاع الشباب بتربية جنسية شاملة وبخدمات خاصة بالصحة الجنسية والانجابية. ويشكل هذا التقرير وثيقة مرجعية رئيسية في المشاورات القطرية الجارية استعداداً لعقد مؤتمر قمة لوزراء التربية والصحة في المنطقة، في كيب تاون بجنوب أفريقيا، في 7 ديسمبر 2013. وسيوفر هذا الحدث لجميع الجهات المعنية فرصة لتعزيز التزامها باتخاذ تدابير حازمة.
وقد ترأست اليونسكو طيلة هذا العام لجنة المنظمات المشاركة في رعاية برنامج الأمم المتحدة المذكور المعني بالإيدز. وبهذه الصفة، قمت بقيادة المناقشات حول النهج الذي ينبغي أن تتبعه منظمات الأمم المتحدة الإحدى عشرة المشاركة في رعاية البرنامج المعني بالإيدز، وأمانة هذا البرنامج، من أجل تسريع وتيرة العمل على تحقيق الأهداف الانمائية للألفية، وبشأن الأنشطة التي سنفذها معاً لمساندة البلدان في مرحلة ما بعد عام 2015، في عالم يفرض فيه فيروس ومرض الإيدز أن نستخدم كل مورد من الموارد المتاحة للتغلب على هذا الوباء الفظيع. ومع أنه أُحرز تقدّم فعلي في شتى أنحاء العالم، فإن المخاطر الماثلة أمامنا ما زالت كبيرة وعلينا ألا نتوانى في تسريع زخم التدابير المتخذة« .
المصدر: اليونسكو (بتصرف)