يصادف اليوم الاثنين الموافق 10 نوفمبر اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية لعام 2014. اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، الذي أقره المؤتمر العام لليونسكو في دورته 21 في العام 2001، هو حدث سنوي يُحتفل به في جميع أنحاء العالم لتذكر الالتزام الذي قطعه المشاركون في المؤتمر العالمي للعلوم ببودابست في العام1999. والغرض من هذا اليوم هو الالتزام الوطني والدولي للعلوم من أجل السلام والتنمية والتأكيد على الاستخدام المسؤول للعلم لصالح المجتمع. ويهدف أيضاً إلى رفع مستوى الوعي العام بأهمية العلم ولسد الفجوة بين العلم والمجتمعات.

وموضوع اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية لعام 2014 هو؛ جودة تعليم العلوم: ضمان مستقبل مستدام للجميع.

نوعية تعليم العلوم تثير فضول التلامذة في سن مبكرة

تستخدم اليونسكو رزما وأدوات عملية ابتكارية (مشروع التجارب المخبرية المصغّرة في العلوم، ومعرض الرياضيات)، فضلا عن المنهجية الفعّالة لبرامج تعليم العلوم، وذلك لإثارة فضول المتعلّمين وتعزيز طموحهم ورغبتهم في الحصول على المعرفة وتعزيزها. وتسعى المنظمة أيضا إلى جذب أكثر الشباب الموهوبين نحو المواد والمهن العلمية من خلال تعريفهم بالعلوم التجريبية، الأمر الذي يفضي، في سن مبكرة، إلى توليد بيئة قدرات علمية، وعادات تعاونية، وبيئة تنافسية صحية. والرزم العلمية المنقولة (المختبرات المصغّرة الحقيقية) تسهم أيضا في التخفيف من حدّة النقص في المختبرات والمرافق في المناطق النامية، وبخاصة في أفريقيا، وتُستخدم بوصفها أدوات تجريبية لتحسين المناهج من خلال التجارب العملية.

بعض الأمثلة:

• تجربة نمو البلورات ومسابقة اليونسكو والاتحاد الدولي للبلورات في إطار السنة الدولية لعلم البلورات2014
• التجارب المخبرية المصغّرة في العلوم
• معرض الرياضيات المتنقّل « اختبار الرياضيات »
• برنامج منظار غاليليو والرزم البصرية الذي أُعِدَّ من أجل السنة الدولية للضوء وتكنولوجيات الضوء 2015

تستفيد نوعية تعليم العلوم من التطورات الحديثة في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات

تقوم اليونسكو، بهدف بناء القدرات العلمية، بتشجيع إنشاء مقرّرات علمية عالية الجودة على الشبكة العالمية للمعلومات، ومضامين وقواعد بيانات إلكترونية مفتوحة، وبرامج تعلّم متنقلة. وتسمح هذه الأدوات للتلامذة والمعلّمين والجمهور العام بالانتفاع على نحو ملائم بالمعارف العلمية الرفيعة المستوى الضرورية لتمكينهم وضمان مشاركتهم في مجال العلوم.

بعض الأمثلة:

• المكتبة العلمية العالمية
• مكتبة « إنفينيو » الرقمية التابعة للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سرن)، التي يدعمها برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الأساسية

يشجّع تعليم العلوم الأساسية على الابتكار الذي هو ضروري للتنمية المستدامة

تشكل نوعية تعليم العلوم الأساسية أداة ضرورية للابتكار، وتفضي إلى التنمية المستدامة من أي نوع كانت. وتقوم على القدرات المؤسسية والبشرية، وعلى الشبكات الدولية التي تولّدها المنصّات العلمية من خلال إنشاء مراكز التميّز. كما يساعد هذا الأمر في مكافحة هجرة الأدمغة وفي تعزيز قدرات كل بلد على توفير إعداد وتدريب ذي جودة عالية لأجيال الشباب (من خلال تدريب المعلّمين).

بعض الأمثلة:

• برنامج اليونسكو للتعلّم النشط في مجال البصريات والفوتونات
• المختبرات المفتوحة المعنية بعلم البلورات والتابعة لليونسكو والاتحاد الدولي للبلورات
• كرسي اليونسكو لتدريس العلوم الفيزيائية بالتجارب في جامعة القاضي عيّاض في مراكش، المغرب
• مشروع بناء القدرات والشبكات للجنة الدولية لتدريس الرياضيات الذي يدعمه برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الأساسية

نوعية تعليم العلوم تعالج التحديات العالمية والمحلية على حد سواء

توفّر اليونسكو فرصا مثيرة للجمهور والمدارس لاكتشاف واختبار جوانب عديدة من العلوم، بما في ذلك تطبيقاتها في الحياة اليومية، وأهميتها في ما يتصل بالمشكلات المجتمعية والبيئية. ويجري توفير معلومات بشأن وقع البحوث العلمية على مسائل محددة، بما في ذلك الاتجاهات ووجهات النظر المحلية والعالمية المتصلة بالعلوم من أجل التنمية المستدامة في أجزاء مختلفة من العالم، مثل الحلول والفرص الموفّرة في السياق الأفريقي. وهذا الأمر يمكّن واضعي السياسات ويُبرهن أنّ العلوم تشكل جوهر التطورات التكنولوجية التي ترسم ملامح اقتصاديات ومجتمعات اليوم.

بعض الأمثلة:

• برنامج رياضيات كوكب الأرض
• السنة الدولية للضوء وتكنولوجيات الضوء 2015
• السنة الدولية لعلم البلورات 2014

تمكين الفتيات من خلال تعليم العلوم

علينا أن نحتفي بإنجازات النساء والفتيات في مجال العلوم ونعمّمها، مثل البروفسورة مريم ميرزخاني، التي كانت أول امرأة تحصل على ميداليات ذهبية مرموقة في مجال الرياضيات هذا العام. وقد شكلت السنة الدولية لعلم البلورات 2014 فرصة مذهلة لعرض إنجازات النساء العالمات في مجال البلورات مثل دوروتي هودجكين، التي قامت بتحديد هياكل جزئيات حيوية عدّة (مثل الأنسولين والبنسلين، وفيتامين بي 12، الخ)، وروزاليند فرانكلين، التي أسهمت في اكتشاف التركيبة البلورية للحمض النووي. وتُبذَل جهود لجعل العلوم شاملة للفتيات في جميع أنحاء العالم، وبخاصّة في أفريقيا.

بعض الأمثلة:

• إنشاء شبكة للنساء المعنيات بالرياضيات في أفريقيا
• برنامج من أجل النساء في العلوم

وبهذه المناسبة أصدرت المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا البيان التالي:

في هذا العصر الجديد ذي الموارد المحدودة، يتعيّن علينا الآن، وأكثر من أي وقت مضى، أن نرعى طاقة الشابات والشباب وقدراتهم الابتكارية غير المحدودة لمواجهة التحديات الجديدة المعقدة. ويمثل توفير تعليم جيّد للعلوم عاملاً حيوياً في هذا الصدد، من أجل إرساء الأسس اللازمة لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.

نحن الآن بحاجة إلى العمل المنسٍّق لوضع حدّ للانخفاض الذي يشهده التحاق الشباب بدراسة العلوم، بدءاً من باكورة العمر. وإدراج التعليم في المناهج الدراسية ليس كافياً لوحده، إذ علينا أن نهيئ البيئة الداعمة له، من خلال رسم سياسات تعليمية تضمن المساواة في انتفاع الفتيات والفتيان بالتعليم، ومن خلال الاستثمار في المختبرات والموارد التي يمكنهم أن يؤدوا دوراً رائداً فيها. ويجب علينا أن نقر بأهمية المعارف التقليدية ومعارف السكان الأصليين، وأن نسخّر في الوقت نفسه تكنولوجيات المعلومات والاتصالات الجديدة للابتكار والإبداع. وكل هذه العوامل أساسية لدعم تحقيق نمو أكثر إنصافاً وشمولاً ولتحسين فرص العمل وتنظيم المشاريع، مع تعزيز الصحة وقدرة المجتمع على الصمود.

وتوخياً لبلوغ تلك الغايات، تعمل اليونسكو الآن على إدراج العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في السياسات الإنمائية والتعليمية الوطنية في بلدان مثل تنزانيا وكينيا ونيجيريا وسيشيل. ولقد أطلقنا في سبتمبر التحالف العالمي في مجال العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مع أكاديمية نيويورك للعلوم، بهدف الربط بين الحكومة والأمم المتحدة والقطاع الخاص والقطاع الأكاديمي بشأن مسألة تندرج في صميم كل الجهود الرامية إلى بناء مستقبل مستدام. ويركز نشاط اليونسكو تركيزاً خاصاً على الفتيات والنساء، من خلال برنامج لوريال ـ اليونسكو للنساء في مجال العلوم، لحفز الفتيات والنساء على ممارسة المهن العلمية ودعمهن في هذا المجال، وكذلك من خلال الشراكة العالمية من أجل تعليم الفتيات والنساء التي أقامتها اليونسكو.

ونحن بحاجة إلى تحالفات جديدة لترويج هذه الرؤية، عبر منظومة الأمم المتحدة، ومع الدول الأعضاء، وداخل المجتمعات وفيما بينها. وهذا هو السبب الذي دفع اليونسكو، في هذا اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، إلى تدشين مكتبة اليونسكو العالمية للعلوم، بالتعاون مع مؤسسة روش وقسم « التعليم في مجال الطبيعة »، وهي مكتبة تتيح مجاناً على الإنترنت موارد لتعلّم العلوم، وتتضمن مئات من المقالات الخاضعة لاستعراض النظراء، باستخدام النصوص والصور ووسائل الإيضاح وتسجيلات الفيديو من أجل تيسير فهم المفاهيم العلمية.

ويشكل تعليم العلوم الجيد دعامة في بناء مستقبل أكثر استدامة، ويجب علينا أن نستثمر فيه، وأن نمكّن كل امرأة ورجل، وأن نحفز الابتكار والإبداع الذي نحتاج إليه في القرن المقبل. تلك هي رسالة اليونسكو في هذا اليوم.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)