اليوم العالمي للفلسفة
2013/11/21
يصادف اليوم الخميس الثالث من هذا الشهر الموافق 21 نوفمبر، اليوم العالمي للفلسفة لعام 2013.
وتحتفل اليونسكو بهذا اليوم العالمي، الذي يصادف هذا العام مع اختتام أعمال الدورة 37 للمؤتمر العام لليونسكو. وسوف يكون هذا الاحتفال فرصة فريدة للتأمل في التحديات المعاصرة، التي تسعى اليونسكو ومنظومة الأمم المتحدة بأسرها من أجل التصدي لها وبناء مجتمعات حاضنة في كوكب مستدام.
احتفال اليوم (21 نوفمبر) هو الطبعة (11) من اليوم العالمي للفلسفة، على أن تكون فرصة لتنظيم أنشطة مختلفة في جميع القارات في إطار الموضوع العام للفلسفة لهذا العام وهو: « مجتمعات حاضنة وكوكب مستدام »؛ وتمكين المشاركين فيه لتبادل العديد من الآراء والخبرات واحترام التنوع الثقافي بالكامل.
ولهذه المناسبة أصدرت المديرة العامة لليونسكو رسالة تقول فيها:
« يندرج اليوم العالمي للفلسفة هذا العام تحت موضوع « مجتمعات حاضنة وكوكب مستدام ». وهذا اليوم العالمي هو دعوة الى إعادة التفكير في ظروف الاندماج والاستدامة في مجتمعات ما برحت تتنوع وتترابط فيما بينها ومع بيئاتها.
وقد أدت العولمة، والنشاط البشري، والنهضة التي تشهدها التكنولوجيا الجديدة والتكنولوجيا البيولوجية الى إضفاء شيء من الضبابية على الحدود الفاصلة بين الجوانب الاجتماعية والبشرية والطبيعية. وأصبح النشاط البشري يمثل العامل الأساسي لتطوّر نظام كوكبنا وفاتحة لحقبة « الأنثروبوسين » التاريخية، حيث لم تعد البيئة خارجة كلياً عن تأثير البشر، بل أصبحنا نساهم في تشكيلها. مقابل ذلك، يفرض تدهور البيئة عبئاً على نسيج المجتمعات وديناميات الهجرات والتعاون.
والتنمية المستدامة، في هذا العالم الذي تعددت تشعباته، تعتمد في المقام الأول على الازدهار المشترك، سواء بين الدول أو داخل المجتمعات. وفي عالم يتسم بالتنوع، يتحقق الاندماج، أكثر من أي وقت مضى، عن طريق الحوار واحترام العدل والكرامة البشرية وحقوق الانسان. وتلك هي رسالة سوامي فيفكناندا الذي نحتفل بذكراه السنوية الخمسين بعد المائة: » هل أرتقي على حساب شخص آخر؟ ليس من أجل ذلك ولدت على وجه الأرض. »
ونحن أيضاً أكثر ارتباطاً الآن ببيئاتنا الطبيعية، التي هي نفسها مترابطة فيما بينها. وينبغي أن يلهم هذا البعد السياسات العامة الجديدة. كان ذلك حدس بول ريكور الذي مضى قرن على ولادته، عندما قال: « إن لم نتحدث عن العالم، فعن أي شيء نتحدث؟ ». واستجابة لهذا الترابط الأساسي، دعا مؤتمر قمة ريو+20 الى رسم سياسات أكثر تكاملاً، قادرة على استيعاب الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية.
ولن تتسنى مواجهة هذه التحديات باستعداد تقنية وترتيبات سياسة أو اقتصادية فحسب. فكلما ازداد تعقد القضايا، ازدادت معه الحاجة الى ضمان أن يمارس كل فرد في المدارس وفي وسائل الاعلام، ومنذ أصغر سنّ، حسه النقدي والمدني. وتندرج هذه القضايا في صلب المنتدى العالمي للعلوم، الذي يُعقد في ريو دي جانيرو عام 2013، وتقرير اليونسكو العالمي للعلوم الاجتماعية المخصص لموضوع « التغيرات البيئية العالمية ». وفي هذا العالم المتعدد الفجوات، ثمة دور لا بديل له تؤديه الفلسفة في توجيه الأفكار والأفعال نحو تحقيق الكرامة البشرية والانسجام. وتذكّرنا الفلسفة بأن الموارد التي ينهل منها الفكر هي الموارد الوحيدة المتاحة القابلة للتجديد. وأنا أناشد اليوم، من خلال شبكة اليونسكو، كل المهنيين والمؤلفين والمدرسين، في كل مكان من العالم، أن يطلقوا العنان لهذه القوة دون تحفّظ.«
المصدر: اليونسكو (بتصرف)