اليوم العالمي للفلسفة 2014؛ التحولات الاجتماعية والحوار بين الثقافات
2014/11/20
يصادف اليوم الخميس الموافق 20 نوفمبر 2014، اليوم العالمي للفلسفة.
اليوم العالمي للفلسفة 2014 – إطلاق « دليل الفلسفة، منظور جنوب – جنوب »
واحدة من الأحداث الرئيسية لليوم العالمي للفلسفة 2014 ستكون مناقشة مائدة مستديرة في مقر اليونسكو في باريس في 20 نوفمبر 2014 لإطلاق « دليل الفلسفة، منظور جنوب – جنوب ».
وقد تم تطوير دليل تدريس الفلسفة هذا من خلال مشروع شامل بين الأقاليم، بقيادة مكتب اليونسكو في الرباط وبدعم من برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لثقافة السلام والحوار، بتمويل من المملكة العربية السعودية.
وتسعى اليونسكو من خلال ترويج الحوار الفكري والفلسفي بين بلدان الجنوب لتشجيع تطوير وجهات النظر المختلفة من خلال دعم وتعزيز التقاليد الفلسفية غير المعروفة في كثير من الأحيان للتعبير المجازي « الجنوب ». ما هي أفضل طريقة للقيام بذلك من توفير موارد تعليمية سليمة تهدف إلى تعليم الشباب حول تنوع الفكر الفلسفي؟
والدليل هو أداة مبتكرة وذات جودة عالية للشباب في التعليم الثانوي والعالي، والتعليم غير النظامي. دليل يسهل ليس فقط اكتشاف النصوص الفلسفية من أفريقيا والمنطقة العربية وآسيا والمحيط الهادئ، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ولكن أيضاً يعزز فهمهم الكامل من خلال جهاز هام يمكن تكييفها للاستخدام التعليمي بسهولة.
فضلاً عن كونه غنياً بالمعلومات، يوفر الدليل قراءة مقارنة للنصوص بنظرة تفكير واسعة ومتنوعة على الأسئلة الرئيسية على امتداد فلسفة العالم. سوف تعزز اليونسكو اعتمادها في برامج تعليم الفلسفة في جميع أنحاء العالم.
الدليل متاح باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.
كما ستقام ضمن فعاليات هذا اليوم، وبتنظيم من مندوبية العراق لدى اليونسكو، مائدة مستديرة بعنوان « مساهمات فكر الامام علي بن أبي طالب في ثقافة السلام والحوار الثقافي » والتي تتضمن العديد من المحاور وبمشاركة أكاديميون وخبراء من بعض الدول. كما سيتم مساء هذا اليوم إطلاق كتاب « النجف: بوابة الحكمة »، الذي صدر تحت إشراف اليونسكو.
وبهذه المناسبة أصدرت المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا البيان التالي:
يشكّل اليوم العالمي للفلسفة مناسبةً للتأكيد مجدداً على أهمية الفكر النقدي في إدراك تحولات المجتمعات المعاصرة. فالتغيير يدفعنا إلى ابتكار أساليب جديدة للعيش المشترك ولبناء مجتمعات أكثر عدلاً. وبوسعه أيضاً أن يقوّض الثقة وأن ينشئ أوجه توتر. وفي هذا السياق، تعتبر الفلسفة حليفاً قيّماً يرتكز على التفكير التأملي وممارسة الحوار الذي ننفتح من خلاله على تنوع الآراء ووجهات النظر. فعملية الابتعاد عن الذات هذه أساسية في عالم يسوده التنوع. وهي تمثّل، في الوقت نفسه، أساساً للتسامح والسلام، وأسلوباً يتيح إطلاق الطاقة الإبداعية التي تدفع المجتمعات نحو التقدم في إطار احترام حقوق الإنسان.
إذا كان الناس يغيّرون العالم من خلال تناوله بالكلام والتعبير، فإن الحوار يفرض نفسه سبيلاً يكتسب الأشخاص بواسطته معنى كونهم أشخاصاً ». هذه هي رسالة البروفسور باولو فرايري في « دليل الفلسفة: منظور بلدان الجنوب » الجديد الذي تطلقه اليونسكو رسمياً بمناسبة هذا اليوم، والمنجز بدعم من برنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لثقافة السلام والحوار. فلا وجود للفلسفة الحقيقية بلا حوار، وفي عالم تسوده العولمة، ينبغي أن يحتضن هذا الحوار تنوع ضروب الحكمة التي أثرت في الشعوب على مر التاريخ، والتي ليست على الدوام حاضرة أو موثّقة بما فيه الكفاية في الكتب الدراسية التقليدية. وإن هذه التعددية الفكرية والفلسفية الحقيقية هي التي ستتيح لنا استشراف آفاق أفضل للمستقبل. فمن خلال إطلاع الطلاب والمعلّمين والمواطنين على تنوع هذه التقاليد، يتسنى لنا وضع أسس مواطنة عالمية. وأتمنى أن يشكل هذا الدليل مصدر إلهام لأجيال الطلاب والمعلّمين الشابة، وأدعو الدول الأعضاء وشركاءنا كافة إلى دعم هذه المبادرة وكل المبادرات الأخرى التي تساعدنا، من خلال الفلسفة، على التشارك في التفكير مع الآخرين.
هذه الروح هي في صميم العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013-2022)، وهذه هي الحكمة التي تريد اليونسكو مواصلة ترويجها من أجل بناء حصون السلام في عقول البشر كافة، رجالاً ونساءً، وفق ما ينص عليه ميثاقها التأسيسي.
المصدر: المندوبية واليونسكو