اليوم العالمي لمكافحة التصحر
2014/06/17
الأرض ملك للمستقبل، فلنتح للمناخ فرصة لإثبات ذلك
يصادف اليوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو، اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف. وبهذه المناسبة، أصدرت المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا الرسالة التالية:
لطالما اعتبرت الأراضي الجافة والمناطق القاحلة « أراضي جدباء » تتميز بمواردها المائية الشحيحة وظروفها المناخية المتطرفة، وتربتها المفتقرة إلى المواد العضوية. وغالباً ما تستبعد الأراضي القاحلة من مراكز صنع القرار، مما أدى إلى إهمالها في السياسات ولدى صانعي القرارات.
بيد أن المناطق القاحلة نظم إيكولوجية أساسية يعيش فيها بين 100 و 200 مليون شخص. وتأوي هذه المناطق أنواعاً فريدة، متكيفة مع البيئة العسيرة، وهي بمثابة مقياس لتغير المناخ العالمي. وتعد هذه المساحات أشد الأراضي هشاشة في كوكبنا، ويشكل تصحرها وتدهورها الناجمان عن تغيّر المناخ وعن الممارسات الزراعية غير المستدامة، خطراً على مساحات واسعة من الأراضي كما أنهما يهددان سبل عيش ملايين الأشخاص.
وفي هذا اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، نؤكد مجددا الحاجة الماسة إلى وضع حلول من أجل الإدارة المستدامة للأراضي الجافة. وتعد هذه الحلول مفيدة أيضاً للأشخاص الذين يعيشون خارج هذه المناطق، لأن الإدارة المستدامة للأراضي قضية عالمية. وليس برنامج اليونسكو المخصص للمناطق القاحلة إلاّ مثالاً على مبادرة أتاحت تسريع خطى البحوث العلمية التي تتعلق بهذه النظم الإيكولوجية. فقد أثبت أن الإدارة المستدامة لهذه الأراضي هي الطريقة المثلى للمساعدة على التكيف مع الآثار الناجمة عن تغير المناخ.
وليس تغير المناخ ظاهرة عامة ومجردة، بل ظاهرة تمس يومياً ملايين من الأشخاص الذين يعتمدون مباشرة على هذ الموارد الهشة للعيش والذين يرون بيئتهم تتدهور تدريجياً. وانطلاقاً من تشاطر تجارب هؤلاء السكان الذين يعيشون في خضم هذه البيئة وإدراك الأثر الحقيقي لتغير المناخ على حياتهم اليومية، بإمكاننا أن نساعدهم على التكيف وأن نضطلع بتوعية الرأي العام العالمي.
وهذا هو هدف البرنامج الذي تنفذه اليونسكو منذ عام 2002 بالتعاون مع معهد المياه والبيئة والصحة التابع لجامعة الأمم المتحدة من أجل الإدارة المستدامة للأراضي القاحلة (مشروع الإدارة المستدامة للأراضي الجافة الحدية). ويرمي هذا المشروع، الذي تدعمه الحكومة الفلمنكية، إلى مكافحة التصحر في المواقع الرائدة لتسعة بلدان وهي: بوليفيا وبوركينا فاسو والصين ومصر والهند وإيران والأردن وباكستان وتونس، من خلال استصلاح الأراضي القاحلة المتدهورة وزيادة المحاصيل الزراعية، وذلك بتحسين إدارة المياه ووضع مبادئ توجيهية لصانعي القرارات وتشاطر المعلومات والخبرات بين العلماء.
وبفضل هذا المشروع، استطاعت المجتمعات المحلية اعتماد سبل عيش أكثر استدامة (كالسياحة الإيكولوجية أو المنتجات الحرفية أو تربية النحل أو التنويع الغذائي) بغية تقليل تبعيتها للزراعة التقليدية في بيئات قاحلة هشة.
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أنه بإمكاننا مكافحة الفقر وتحسين رفاه المواطنين من خلال استكشاف حلول ملائمة لكل ظرف. ولتحقيق هذا الهدف، ينبغي تعجيل التعاون العلمي العالمي وتشاطر الخبرات بين كل الدول تعجيلاً بالغاً واعتماد نهوج أكثر تكاملاً، تراعي جميع العوامل المادية والاجتماعية والثقافية اللازمة للحفاظ على النظم البيئية القاحلة بما يضمن استدامتها. هذا هو التزام اليونسكو بمناسبة هذا اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف.
المصدر: اليونسكو (بتصرف)