اليونسكو: العلوم والثقافة وإطلاق السنة الدولية للضوء في الجزائر
2015/04/25
شاركت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في فعالية تحت عنوان « رحلة عبر أضواء ابن الهيثم » في جامعة قسنطينة بالجزائر، وذلك في 12 أبريل الجاري. وقد جرت هذه الفعالية بحضور معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالجزائر، والسيد والي ولاية قسنطينة، ورئيس جامعة قسنطينة، فضلاً عن طلاب الجامعة.
وفي هذه المناسبة، قالت المديرة العامة « إن العلوم يجب أن تستند إلى مجتمع معرفة يعتمد على احترام التنوع والانتفاع بالتعليم، فضلاً عن حرية التعبير. وإن الاحتفال بعلوم الضوء إنما يُذكّرنا أيضاً بأهمية بناء بيئة ثقافية تتناسب مع حب الاستطلاع والإبداع، مما يدفع الكفاءات الشابة إلى الامتياز والتجديد ».
وأضافت المديرة العامة قائلة « لقد اختيرت هذه المدينة لتكون عاصمة للثقافة العربية لعام 2015؛ وإنني حرصت على القدوم هنا للاحتفال بالثقافة العربية في فترة مأساوية تتعرض فيها الثقافة العربية للاعتداءات »، مشيرةً إلى الاعتداءات التي نالت من مواقع ثقافية في العراق وإلى ممارسات التطهير الثقافي التي من شأنها تعرض الأقليات للاضطهاد والنيل من تراثها في الوقت عينه.
ثم قالت المديرة العامة « إن هذه الجرائم تتناقض كل التناقض مع التراث الذي خلفته الثقافة العربية ورسالة الإسلام، وهي الرسالة التي تدعو إلى التسامح والانفتاح والسلام ».
وجاء في كلمة المديرة العامة أن « الثقافة العربية، شأنها شأن جميع الثقافات الحية، تتعزز وتتجدد من خلال الحوار والعلوم. وهذه الرسالة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى ـ كما أن قسنطينة تبين لنا الطريق الذي ينبغي أن نسلكه ».
ومن جانبه، أكد معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي على تقدير السلطات الجزائرية للزيارة التي قامت بها إيرينا بوكوفا إلى قسنطينة.
وقال معالي الوزير وهو يدلي بملاحظاته الافتتاحية: « إن مدينة الجسور فخورة لاختيارها عاصمة الثقافة العربية لعام 2015؛ فهي جسر يربط بين الضوء والثقافة ». وأضاف قائلاً « إن حضور السيدة بوكوفا إنما أضاء مدينة قسنطينة، كما أن زيارتها الرسمية ستساهم دون أدنى شك في تعزيز التعاون القائم منذ زمن بعيد بين الجزائر واليونسكو ».
وقد قامت المديرة العامة في نفس اليوم بزيارة متحف « سيرتا » الوطني وقصر أحمد باي اللذين تضمهما مدينة قسنطينة.
إطلاق السنة الدولية للضوء وتكنولوجيات الضوء 2015
كما شاركت المديرة العامة لليونسكو في الحفل الوطني المنظم بمناسبة إطلاق السنة الدولية للضوء وتكنولوجيات الضوء 2015، والذي أقيم هذه السنة في قصر الثقافة بالجزائر العاصمة بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزيرة الثقافة.
صرحت المديرة العامة لليونسكو قائلة « إن العلم يحمل أجوبة عديدة للتحديات التي تواجهنا حاليا »، وأضافت « والغرض الأساسي من إنشاء السنة الدولية للضوء وتكنولوجيات الضوء هو إبراز الدور الرئيسي لتكنولوجيات الضوء في حياة مواطني العالم. وقالت « يجب أن تكون السنة الدولية للضوء وتكنولوجيات الضوء فرصة لتوحيد البلدان والشعوب »، تأكيدا على قوة العلوم وقدرتها في تحقيق الإبداع والعمل والدينامية الصناعية وكذلك الحوار والتسامح، وهكذا ألقت الضوء على أهمية الإنجازات العلمية والفكرية التي أتت بها الحضارة الإسلامية ما بين القرنين الثامن والعاشر للميلاد، وأشارت إلى إلزام « محاولة استجابة ظلام الجهل بنور العلوم ».
ترمي مبادرة السنة الدولية للضوء وتكنولوجيات الضوء العالمية إلى توعية مواطني العالم من أهمية الضوء وتكنولوجيات الضوء في حياتهم اليومية، لا سيما البصر. فالضوء وتكنولوجيات الضوء تساهم بشكل كبير في تطوير المجتمعات. وهكذا تعد هذه المناسبة فرصة لنشر الإلهام والتربية والاتصال في العالم كله.
وفي اليوم نفسه، التقت المديرة العامة لليونسكو برئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال الذي أشكرها على زيارتها لمدينتي الجزائر العاصمة وقسنطينة، عاصمة الثقافة العربية 2015. وحيا سلال عمل اليونسكو في حماية الثقافة والتعليم وتعهد بمواصلة التزامات الجزائر تجاه اليونسكو.
كما التقت أيضا بوزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة الذي صرح قائلا « إن اليونسكو تتواجد في الجانب المناسب للإنسانية لما تواجه الظلامية بالثقافة والنور »، وأضاف « إن ولاية اليونسكو سديدة اليوم أكثر من أي وقت مضى » مشيرا بشكل خاص إلى مكافحة التطرف في كل أشكاله.
المصدر: اليونسكو (بتصرف)