اليونسكو تحيي الذكرى الستين لاكتشاف الحمض النووي
2013/06/18
بمناسبة الذكرى الستين لاكتشاف الحمض النووي، نظمت اليونسكو في مقرها بتاريخ 10 يونيو 2013، بالتعاون مع المندوبية الدائمة للمملكة المتحدة ومشروع تغير المجين البشري (The Human Variome Project ) وبرنامج اليونسكو الدولي للعلوم الأساسية (IBSP)، ندوة بعنوان « ستون عاماً على الحمض النووي: من الحلزون المزدوج إلى تغير المجين البشري مروراً بمشروع المجين البشري ».
وقد افتتح الندوة نائب المديرة العامة لليونسكو (السيد انجيدا) الذي ألقى كلمة بالمناسبة رحب فيها بالحضور ثم قام بعرض تاريخي لنشاط اليونسكو المرتبط بالمجين البشري وبأخلاقيات البيولوجيا. حيث ذكّر بأن اليونسكو بدأت تعاونها مع مشروع المجين البشري منذ عام 1988، كما ذكّر بتنظيم اليونسكو للمؤتمر الدولي حول أخلاقيات البيولوجيا الذي تبعه إعلان عام 2003 حول بيانات المجين البشري، والإعلان العالمي حول أخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان لعام 2005 الذي تم اعتماده من قبل الدول الأعضاء.
وبيّن نائب المديرة العامة أن اليونسكو بدأت تتعاون مع مشروع تغير المجين البشري (The Human Variome Project) باعتباره التتمة الطبيعية لمشروع المجين البشري(The Human Genome Project). حيث عملت معه على تعزيز الأبحاث لأجل فهم وإدارة أفضل للأمراض البشرية ولتقاسم التقدم المحرز في الوراثة البشرية عبر الحدود وتشجيع اكتشافات جديدة. كما بين أن اليونسكو تعمل على زيادة الوعي لدى الدول الأعضاء بشأن أهمية الأبحاث الوراثية، خاصة بالنسبة للصحة، ودعا الحكومات والمؤسسات إلى تقديم المزيد من الاستثمارات في علم الوراثة والمجين. كما دعا إلى مزيد من التعاون بين الدول في هذا المجال، والى تقاسم المعرفة حتى تستفيد كافة المجتمعات.
واعتبر (السيد انجيدا) أن سرعة التطور والتغيير تشكل تحدياً آخر، حيث أن مجال الوراثة الشخصية وصل حدا من التطور أصبح فيه ممكناً لأكثر الدول المتقدمة الحصول على التقنية اللازمة لفك الشفرة الوراثية وتحديد التغير الجيني الحاصل لدى الأفراد.
واعتبر أن سرعة تطور هذا المجال تجاوزت المحددات والأطر القانونية ورأى أنه يتحتم على اليونسكو القيام بدور أساسي في حشد التعاون والدعم الدوليين للأبحاث الجينية واستكشاف آثارها الأخلاقية. وبين أن الأبحاث في هذا المجال تتطلب جمع مواد وراثية من كافة أنحاء العالم، وتتطلب عملاً جماعياً على الصعيد الدولي، مع إتاحة النتائج للتقاسم بحرية عبر الحدود الوطنية.
وأكد المسؤول في اليونسكو على أن المجين البشري وتغيراته لا يجب أن تصبح ملكية دولة واحدة أو مجموعة أو شركة. ولهذا السبب يجب رفع مستوى الوعي بهذا الشأن حول العالم، والاضطلاع بحوار عالمي حول التأثيرات الأخلاقية والثقافية والقانونية لهذا العمل. فتفسير بيانات التشفير التي تم الحصول عليها يتطلب عدة عقود وتعاوناً وإسهاماً دولياً، ويجب أن تكون مردوداته في الفهم الأفضل للتطور البشري والأمراض متاحة للجميع، وبخاصة للدول النامية. وأكد (انجيدا) على حماية مبدأ عالمية العلوم من خلال تعزيز الوصول الكامل والمفتوح للبيانات العلمية.
وتولت مساعدتا المديرة العامة للعلوم الطبيعية، وللعلوم الاجتماعية والإنسانية مهمة إدارة أعمال الندوة التي تحدث فيها عدد من المختصين في مجال علم الوراثة والجينات والفلسفة والأخلاقيات.
وشارك في الندوة كل من:
· متحدث عن السيد ديفيد ابراهام/ رئيس شركة مشروع تغير المجين البشري العالمية المحدودة (شركة عامة غير ربحية)، الذي تحدث عن مشروع تغير المجين البشري. وأشار إلى أن هذا المشروع الذي بدأ عام 2006، جامع للتخصصات ويهدف إلى التقاسم الحر والمفتوح للمعلومات بشأن التغيرات الجينية التي تسبب أمراضاً للإنسان. ويضم المشروع حالياً ما يزيد عن 1000 مشارك في مجال العلوم من كافة التخصصات.
· أ. ويرنر آربر/ حاصل على جائزة نوبل في الطب، الذي قدم عرضاً تاريخياً عن تطور العلوم في مجال الجينات والحمض النووي حتى يومنا. فبدأ عرضه بالإشارة إلى اكتشاف مندل (Mendel) منذ 150 سنة لدور الجينات في نقل الخصائص الوراثية من جيل إلى آخر، مروراً باكتشاف التركيب الهيكلي للحمض النووي (DNA) عام 1953، ومشروع فك شفرة المجين البشري الذي أنجز عام 2003 بعد 13 سنة من العمل وتكاليف باهظة (مبيناً أن هذا العمل يمكن انجازه اليوم بأيام معدودة وبكلفة زهيدة)، ووصولاً إلى آخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال.
· أ. ميشيل مورانج/ مدير مركز كافاي لتاريخ وفلسفة العلوم في (Ecole Normale Supérieure)، الذي تناول موضوع « الطريق المعقد إلى الحلزون المزدوج ». وبين في عرضه أن التركيب الهيكلي للحمض النووي الذي اكتشفه واطسن وكريك عام 1953، وإن كان الأكثر انتشاراً، ولكنه ليس الشكل الوحيد الذي تأخذه هذه الجزيئة، وتطرق إلى الصعوبات التي واجهها العلماء منذ البداية في كشف أسرارها.
· أ. ستيفانو سيمبليسي/ رئيس اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا التابعة لليونسكو، الذي تناول موضوع « إرث الإنسانية، ليس بالمعنى المجازي/الرمزي فحسب ». وقد تناول المحددات الأخلاقية الموضوعة حتى الآن في مجال علم الوراثة والجينات. وتطرق إلى الإعلان الدولي للمجين البشري وحقوق الإنسان الذي صدر عن المؤتمر العام لليونسكو عام 1997، مؤكداً على أن المجين البشري هو إرث الإنسانية جمعاء.
· أ. جون بيرن/ جامعة نيوكاسل، الذي تناول موضوع « مشروع تغير المجين البشري ومستقبل الطب الوراثي/ الجيني ». ويهدف مشروع تغير المجين البشري إلى تجميع البيانات من كافة أنحاء العالم بشأن التغيرات التي تطرأ على جينات الإنسان والتي تؤدي إلى اصابته بأمراض وإعاقات، وتقاسم هذه البيانات على أوسع نطاق في جميع أنحاء العالم.
أما البرنامج الدولي للعلوم الأساسية التابع لليونسكو(IBSP)، فهو، كما تعرفه المنظمة، برنامج متعدد التخصصات أنشأته الدول الأعضاء لتوطيد التعاون الدولي الحكومي والتعاون بين المنظمات الشريكة في مجال العلم من أجل تعزيز القدرات الوطنية في مجال العلوم الأساسية وتعليم العلوم. وتقوم بتسيير وتوجيه أعمال البرنامج هيئة استشارية تقوم أيضاً بإسداء المشورة للمدير العام للمنظمة هي المجلس العلمي الدولي للبرنامج. ويتألف المجلس من عضوية اثنين وعشرين (22) متخصص في مجالات العلوم الأساسية يمثلون كافة مناطق العالم، يختارهم المدير العام لليونسكو بصفتهم الشخصية وعلى أساس كفاءاتهم العلمية لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. وقد شغل المندوب الدائم لليبيا لدى اليونسكو (د. عبد السلام القلالي) عضوية هذا المجلس للفترة: 2009-2012 وجدد له لولاية ثانية للفترة: 2012-2015 . ويوصي المجلس بالمشاريع التي يتم تنفيذها والتي تحظى بدعم برنامج (IBSP)، ومنذ بدء تنفيذ أنشطة البرنامج عام 2005 جرى إطلاق وتنفيذ حوالي 40 مشروعاً في إطاره.
رابط إلى صفحة البرنامج الدولي للعلوم الأساسية (IBSP) على الانترنت
رابط إلى صفحة برنامج تغير المجين البشري على الانترنت (بالانجليزية)
المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو