اليونسكو تعبئ جهودها لوقف « التطهير الثقافي » في العراق
2015/03/12
« إن صور الاعتداء الذي تعرض له متحف الموصل، فضلاً عن مواقع أثرية في منطقة نينوي، أثارت فينا الرعب. فقد تم تشويه أو تدمير عدد كبير من التماثيل والنقوش البارزة، وذلك في موجة من الهوس المدمر، حيث استخدمت الفئوس والمطارق وآلات ثقب الصخور »، صرحت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الجمعة الماضي بعد نشر شريط فيديو لأعمال التخريب التي وقعت في متحف الموصل بالعراق.
وشددت المديرة العامة على أن « هذه المأساة هي أبعد ما تكون عن مجرد قضية ثقافية، إذ أنها تعتبر قضية أمنية رئيسية؛ كما يتبين بوضوح تام كيف أن الإرهابيين يمارسون أعمال التدمير التي تنال من التراث في استراتيجية لبث الذعر، سعياً لزعزعة استقرار السكان وفرض هيمنتهم عليهم، فضلاً عن إحكام سيطرتهم »؛ كما أشادت بـ » التعبئة الدولية » التي استهدفت مكافحة التطهير الثقافي في العراق.
جدير بالذكر أنه بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يُعتبر التدمير المتعمد للتراث الثقافي بمثابة جريمة حرب. وعليه، فإن اليونسكو قامت بإحاطة المحكمة الجنائية الدولية علماً بالأحداث الأخيرة، عن طريق فاتو بينسودا، المدعي العام لهذه المحكمة، مطالبةً بفتح تحقيق في ما ارتكب من جرائم ضد التراث الثقافي في العراق.
أخيراً، وفي ما يتعلق بمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وهو الاتجار الذي يمول مباشرة الإرهاب في كل من العراق وسوريا، كما أشار إلى ذلك القرار رقم 2199 الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي في 12 فبراير الجاري، تجري اليونسكو اتصالات مع كافة شركائها (المنظمة العالمية للجمارك، والإنتربول، والمجلس الدولي للمتاحف، والمجلس الدولي للآثار والمواقع). كما أن المنظمة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجميع البلدان المجاورة ودور البيع بالمزاد الرئيسية. وسوف تعقد اليونسكو قريباً اجتماعاً يضم هؤلاء الشركاء من أجل تنفيذ هذا القرار.
بيان مجلس الأمن الدولي الذي يدين فيه الاعتداء الذي تعرض له متحف الموصل
قالت المديرة العامة: « إن البيان الذي أصدره مجلس الأمن إنما يُعتبر دعوة قوية لوحدة المجتمع الدولي إزاء التدمير المأساوي الذي لحق بتراث فريد لا يُعوض بالنسبة إلى الإنسانية جمعاء ». وأضافت: « إن أعضاء مجلس الأمن أكدوا من جديد على الارتباط الوثيق بين تدمير التراث الثقافي في الموصل وبين اضطهاد الشعب هناك. فالأمر يتعلق بذات الاستراتيجية القائمة على بث الذعر؛ ومن ثم فعلينا أن نواصل الكفاح ضد هذه الممارسات من خلال تآزر جهودنا في جهد شامل ».
واختتمت إيرينا بوكوفا تصريحها قائلة: « إن قيم التسامح والتنوع الثقافي واحترام حقوق الإنسان إنما تفوق قوةً وصلابةً هذه الممارسات البربرية. وستظل اليونسكو عازمة على بذل كل ما في وسعها من أجل مساعدة الحكومة العراقية في ما يتعلق بالحفاظ على التراث الثقافي في البلاد ».
المصدر: اليونسكو (بتصرف)