شاركت اليونسكو وإدارة الآثار الليبية بتنظيم دورة تدريبية خلال الفترة: 15ـ26 سبتمبر 2013 بمدينة صبراتة، وهي موقع تراث عالمي، كجز من برنامج واسع لبناء القدرات والممول من حكومة ايطاليا، وبدعم من المجلس المحلي لمدينة صبراتة، بشأن منع ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية في ليبيا.

وكان الهدف تدريب 42 موظفاً مختاراً من مختلف الهيئات والمؤسسات العامة (مثل الجمارك، وإدارات الشرطة والنيابة العامة) من المنطقتين الغربية والجنوبية، وذلك بهدف فرض نظام الحماية الفعالة للتراث الثقافي وبناء شرطة ليبية لحماية التراث. وقد شاركت منظمة الجمارك العالمية والانتربول والمجلس الدولي للمتاحف أيضاً في هذا التدريب، الى جانب عدد من علماء الآثار والأكاديميين الدوليين والليبيين.

وأسست هذه الدورة التدريبية على التوصيات التي اعتمدت خلال ورشة العمل التمهيدية الأولى بشأن منع ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية والتي تم عقدها في متحف ليبيا بطرابلس خلال الفترة: 27ـ30 أبريل 2013.

وستعقد الدورة التدريبية الثانية التي تهدف الى تدريب موظفي مختارين من المنطقتين الشرقية والجنوبية بمدينة (شحات) وهي موقع تراث عالمي لليونسكو في شهر نوفمبر 2013.

افتتحت الدورة التدريبية في 15 سبتمبر من قبل وكيل وزارة الثقافة، (الدكتور موسى هريم)، ورئيس دائرة الآثار المكلف، (الدكتور عبد الرحمن يخلف)، ومدير المعهد الثقافي الايطالي ممثلاً للسفارة الايطالية في ليبيا، (السيد روبنز بيوفانو)، وممثل اليونسكو في ليبيا، (الدكتور لودوفيكو فولين كالابي)، وممثل عن المجلس المحلي لمدينة صبراتة.

وتم في هذه الدورة مناقشة وضع الممتلكات الثقافية المسروقة في البلاد التحديات الرئيسية للتراث الثقافي الليبي اليوم. ومن ثم ركزت الدورة على قوائم الموجودات وتوثيق التراث الثقافي، وذلك بعرض لمحة عامة عن تلك الممتلكات الثقافية في ليبيا والتي من المحتمل أن تتأثر أكثر من غيرها بسبب الحفريات غير المشروعة والاتجار غير المشروع، بهدف تسهيل التعرف عليها من قبل رجال الجمارك والشرطة.

كما تم إبراز السمات الرئيسية للقطع الأثرية الثقافية من المناطق الشرقية والغربية والجنوبية بليبيا. وبالإضافة الى ذلك اشتمل التدريب على زيارات ميدانية لمدينة صبراتة، التي تعتبر موقع تراث عالمي لليونسكو؛ وإدارة الجمارك في معبر رأس أجدير على الحدود التونسية الليبية؛ والمتحف الوطني بطرابلس، وإدارة وحدة المحفوظات الأثرية، والمكتب الوطني للإنتربول. وقد ساهمت هذه الزيارات أيضاً في استكشاف التدابير الأمنية المحسنة في موقع التراث العالمي بمدينة صبراتة والمتحفين التابعين لها.

النتائج الرئيسية للتدريب:

• استكشاف وسائل لفرض وحدة متخصصة في البلاد يكون لها ولاية التحقيق ورصد الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية في ليبيا، مما يمهد الطريق لوضع مسودة شروط اختصاص مرجعية لمشروع لكل وحدة. ولهذا الغرض، تم التأكيد على دور قاعدة بيانات المواد المسروقة كأحد الاجراءات العاجلة الرئيسية التي يجب أن تطلق على المدى القصير.
• إتاحة الفرصة لإقامة منبر حوار مع أعضاء النيابة العامة وقضاة التحقيق. وقد تم أيضاً مناقشة قضايا هامة لتسهيل الاجراءات القضائية. وقد اعتبر ضعف قانون التراث الثقافي الحالي، ولاسيما عدم وجود أحكام محددة لضبط السرقة وإعادة الممتلكات المسروقة، أحد القضايا الرئيسية التي يتعين معالجتها. وقد تمت التوصية بتكوين مجموعة عمل مع السلطات القضائية، وموظفي العدل والخبراء القانونيين. وإضافة الى ذلك، اقترح المجلس المحلي لمدينة صبراتة إنشاء لجنة تضم مختلف الجهات المعنية العامة والخاصة، للتعامل مع الانشاءات غير الشرعية حول أو بالقرب من المواقع التراثية وذلك من خلال نهج متكامل وتخطيط حضري سليم.
• تصميم استراتيجية حملة لزيادة الوعي من أجل مشاركة أكبر من طرف المجتمع المدني، وخاصة الشباب والأطفال، في مجال حماية التراث الثقافي ومنع ومكافحة الاتجار غير المشروع. وقد تم اختيار ثلاث قضايا متشابكة رئيسية كحملات تجريبية في مدارس مختارة: الاتجار غير المشروع، والحفريات غير المشروعة، والانتهاك. وقد أصبحت القضية الأخيرة أكثر إلحاحاً، مع النمو الحضري الموازي غير المنضبط و/ أو المخطط وعدم وجود تحديد واضح للحدود والخطط للمناطق المحمية والمناطق الأثرية المستقبلية.

اختتمت الدورة يوم 26 سبتمبر بحضور وكيل وزارة الثقافة الليبي وممثل عن سفارة ايطاليا في طرابلس ورئيس دائرة الآثار المكلف في ليبيا، وأيضاً بحصور ممثل اليونسكو في ليبيا. وقامت منسقة برنامج الثقافة التابعة لليونسكو بليبيا بتقديم لمحة عامة عن البرنامج التدريبي ونتائجه والخطوات المستقبلية لتحسين حماية الممتلكات الثقافية في ليبيا.

المصدر: وزارة الثقافة والمجتمع المدني/ مصلحة الآثار في ليبيا بالتنسيق مع مكتب المشروعات لليونسكو في طرابلس