اليونسكو في مالي
2013/02/5
قامت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، بزيارة إلى مالي يوم السبت 2 الجاري بصحبة الرئيس الفرنسي والرئيس المالي بالوكالة. ويتمثل الغرض الرئيسي من هذه الزيارة في إطلاق عملية إعادة بناء وصون التراث الثقافي في شمال مالي، بما في ذلك أضرحة تومبكتو والمجموعة الرائعة لمخطوطات المدينة.
وخلال هذا اليوم، قامت المديرة العامة بزيارة مواقع التراث العالمي في مدينة تومبكتو ومركز بحوث أحمد بابا الذي كان يضم نحو 40000 مخطوطة. ثم غادرت المديرة العامة إلى مدينة باماكو بصحبة الرئيس أولاند، وذلك لعقد لقاءات مع بعض قادة مالي.
ويتمثل الغرض الرئيسي من هذه الزيارة في إطلاق عملية إعادة بناء وصون التراث الثقافي في شمال مالي، بما في ذلك أضرحة تومبكتو والمجموعة الرائعة لمخطوطات المدينة. وصرحت المديرة العامة قائلة: »أن الكنوز التي تحويها مدينة تومبكتو تمثل مبعث فخر كبير بالنسبة إلى مالي. أما إعادة ترميم هذا التراث الثقافي العظيم فإن من شأنه أن يعيد للشعب المالي قوته وثقته من أجل إعادة بناء وحدته الوطنية والتطلع إلى المستقبل ».
وقالت المديرة العامة إن بعثة من الخبراء ستقوم بزيارة مالي قريباً، وذلك للعمل مع حكومة مالي في ما يخص تقييم الخسائر التي لحقت بهذا التراث وإعداد خطة عمل لترميمه. وأضافت المديرة العامة أن اليونسكو سوف تحشد الخبرات والموارد الضرورية لضمان أن تجري كل هذه الأمور على نحو فعال ومستدام.
ومن بين الجوانب الرئيسية في المشروع الذي ستقوم اليونسكو بتنفيذه في هذا المجال رقمنة مخطوطات تومبكتو وإنشاء مكتبة افتراضية لحفظها.
وجدير بالذكر أن المساجد الرئيسية الثلاثة « جنغريبير » و »سانكور » و »سيدي يحيى » كان قد تم تسجيلها أولاً مع 16 ضريحاً في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1988. أما ضريح « أسكيا » الواقع في مدينة غاو فقد سُجّل في عام 2004. وفي شهر يوليو 2012، وبعد تدمير 11 ضريحاً وأبواب مسجد « سيدي يحي »، تم إدراج هذين الموقعين في قائمة اليونسكو للتراث العالمي المعرض للخطر. وقامت اليونسكو بتوفير خرائط طبوغرافية وإحداثيات جغرافية للقوات المسلحة التابعة لمالي وفرنسا وتشاد من أجل العمل على منع قصف هذه المواقع بالقنابل.
وتشير التقديرات إلى أن 300000 مخطوطة محفوظة في مجموعات خاصة وعامة في تومبكتو. ويعود تاريخ كثير من هذه المخطوطات إلى الفترة ما بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر، وهي مخطوطات قام بإنجازها كبار العلماء من هذه المدينة ومن خارجها، وجاء بعضها من الأسواق القديمة في شمال أفريقيا والأندلس ومن معظم البلدان الواقعة أقصى شرق المنطقة العربية. وتقدم هذه المخطوطات دليلاً فريداً على قرون من الحضارة بما تحويه من مواضيع تتعلق بالدراسات الدينية والرياضيات والطب وعلم الفلك والموسيقى والشعر والفن المعماري.
المصدر: اليونسكو