انطلاق مرحلة جديدة لتحقيق التنمية البشرية في إعلان هانغزو
2013/05/25
إذْ يُذكّر « إعلان هانغزو » بضرورة إعادة النظر في نماذج التنمية المستدامة، فإنه يدعو إلى أن تؤخذ الثقافة في الاعتبار على نحو أفضل، وذلك عند إعداد السياسات العامة ذات الصلة. ومن ثم فإن هذا الإعلان يدعو الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص إلى زيادة تعبئة إمكانيات الثقافة لمواجهة التحديات المطروحة في مجال التنمية الأكثر إلحاحاً، مثل الاستدامة البيئية والفقر والاندماج الاجتماعي.
قالت المديرة العامة لليونسكو: »إن الثقافة على وجه التحديد هي عامل من عوامل الاستدامة، وذلك باعتبارها مصدراً للقيم وقوة دافعة لتحقيق التلاحم الاجتماعي؛ كما أن من شأنها تعزيز تقدير الذات وإتاحة المشاركة المجتمعية. والثقافة هي أيضاً وسيلتنا الأكثر فعالية في ما يخص الإبداع وتجديد الأفكار، وذلك بما يتوافر لها من تنوع ودينامية ».
وهذا الإعلان، الذي اعتمده مؤتمر هانغزو الدولي عند اختتام أعماله يوم الجمعة 17 مايو، هو ثمرة المناقشات التي أجرتها عدة مئات من المشاركين، بما فيهم خبراء وجهات فاعلة عامة على أعلى مستوى في مجالي الثقافة والتنمية. وبيّن هؤلاء جميعاُ الدلائل التي تشير إلى الصلات الوثيقة للغاية بين الثقافة والتنمية المستدامة والسلام الدائم. وجدير بالذكر أن هذا المؤتمر إنما يُعتبر بمثابة الحدث العالمي الأكثر أهمية الذي تم تخصيصه لهذا الموضوع منذ أكثر من 15 عاماً. وعقب اعتماد الإعلان مباشرة، قامت كل من اللجنة الوطنية لليونسكو في جمهورية الصين الشعبية وبلدية هانغزو والحكومة، التي مثلها نائب وزير التربية والتعليم، بالتوقيع على إعلان إضافي لتنفيذ التوصيات الواردة في الإعلان.
وانطلاقاً من دعوة اليونسكو التي أطلقتها منذ أمد بعيد بشأن الصلات التي تربط بين الثقافة والتنمية المستدامة، فإن الإعلان يستند إلى نماذج ومبادرات تم العمل بها خلال ما يقرب من عشر سنوات والتي كانت ترمي إلى تعزيز الدور الذي لا غنى عنه للثقافة في مجال التنمية المستدامة. فالثقافة هي في طليعة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في عدد متزايد من البلدان. ومع ذلك، فإنها لم يتم إدراجها حتى الآن إدراجاً كاملاً في الاستراتيجيات العالمية المتعلقة بالتنمية المستدامة. ويدعو إعلان هانغزو إلى أن تأخذ السياسات العامة ذات الصلة هذا التطور في الاعتبار وأن توفر مزيداً من الدعم للعديد من المبادرات التي يتم تنفيذها على المستوى المحلي والوطني. وبالنظر إلى الدور المتعدد الأوجه للثقافة في ما يخص التعليم والصحة والتخطيط العمراني، فإن الإعلان يحث الجهات المعنية على إدراج الثقافة في جميع الاستراتيجيات الخاصة بالتنمية الاجتماعية، وفي ما يتجاوز قطاع الثقافة.
إن الصناعات الثقافية والإبداعية، مثل السياحة أو التراث، والبنى الأساسية، مثل المتاحف والمسارح العامة، هي من الوسائل التي تتيح الحوار والتلاحم الاجتماعي، فضلاً عن كونها مصادر لفرص العمل والدخول، لاسيما في البلدان النامية؛ ومن شأنها مكافحة الفقر والبطالة والعنف. ويقترح الإعلان أن يفتح الاقتصاد الإبداعي، باستناده إلى قوة التكنولوجيات الجديدة، السبيل إلى توفير نمط جديد يحل محل النظم الاقتصادية الزراعية والصناعية والخاصة بالخدمات.
إن إعلان هانغزو يمثل خطوة رئيسية في عمل اليونسكو الذي يرمي إلى إدراج الثقافة في استراتيجيات التنمية المستدامة، وذلك في الوقت الذي يشكل فيه المجتمع الدولي خطة عالمية جديدة للتنمية المستدامة لفترة ما بعد عام 2015. وتنص التوصيات الواردة في الإعلان بشكل خاص على:
· إدراج الثقافة في جميع السياسات والبرامج الإنمائية، مثلها في ذلك مثل حقوق الإنسان والمساواة والاستدامة
· تعبئة الثقافة والتفاهم من أجل تعزيز السلام والمصالحة
· ضمان الحقوق الثقافية للجميع من أجل تعزيز التنمية الاجتماعية الاستيعابية
· تعبئة الثقافة للحد من الفقر وتحقيق التنمية الاقتصادية الاستيعابية
· الاستناد إلى الثقافة لتعزيز الاستدامة البيئية
· استخدام الثقافة لتعزيز التصدي للكوارث وتغير المناخ، وذلك بالعمل على التخفيف من الآثار الناجمة والتكيف معها
· تعزيز الثقافة وصونها ونقلها إلي الأجيال المقبلة
· استخدام الثقافة كمورد للإدارة وتحقيق التنمية الحضرية المستدامة
·الاعتماد على الثقافة لتعزيز نماذج التعاون الإبداعية والمستدامة
إن إعلان هانغزو سيكون له دور محوري في إدراج الثقافة ضمن أهداف التنمية لفترة ما بعد عام 2015.
وتختتم المديرة العامة كلمتها قائلة: »إننا لعلى يقين من أن إدراج الثقافة في السياسات الإنمائية سيكون من شأنه إطلاق مرحلة إنمائية عالمية جديدة. ومن ثم فنحن نوصي باعتماد هدف محدد يتمثل في إدراج الثقافة في إطار البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لفترة ما بعد عام 2015.
المصدر: اليونسكو