بعثة الخبراء الأولى إلى غاو منذ انتهاء الاحتلال المسلح لشمال مالي تستعرض الأضرار الجسيمة التي لحقت بالتراث الثقافي للمدينة

2014/02/16

أتمّ خبراء من اليونسكو ومالي وخبراء دوليون التقييم الأول للأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي في مدينة غاو عقب احتلال جماعات مسلحة لبعض المناطق الشمالية من مالي. وتمحور عمل هؤلاء الأخصائيين حول مواقع التراث الثقافي والممارسات الثقافية للسكان المحليين.

وقال مدير مكتب اليونسكو في باماكو، لازار إيلوندو أسومو، الذي كان من المشاركين في البعثة إنه « يتعين اتخاذ تدابير عاجلة لصون موقع « مدفن أسكيا » المدرج في قائمة التراث العالمي، وذلك قبل حلول موسم الأمطار في يونيو ».

وختم إيلوندو أسومو بالقول: « بالنسبة إلى تراث مدينة غاو، علينا أن نعالج الصدمة التي عاشها السكان المحليون عقب المحاولات العنيفة التي قام بها المتطرفون المسلحون بهدف تدمير هويتهم وممارساتهم الثقافية، بما في ذلك الموسيقى التقليدية. ولا بد لنا من مداواة هذه الجراح لتمهيد الطريق للمصالحة والسلام الدائم في المنطقة ».

وشارك أيضاً في البعثة إلى غاو رئيس إدارة التراث في مالي، لاسانا سيسيه، وألان كريدفيل من السفارة الفرنسية في باماكو، ورئيسة وحدة الثقافة والبيئة في « بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي »، صوفي رافييه1.

وعلِم الخبراء خلال الزيارة أن المجتمع المحلي اضطلع بأعمال لإصلاح « مدفن أسكيا » سعياً إلى تجنيب هذا الموقع الترابي العائد إلى القرن الخامس عشر المزيد من الأضرار. وعرّض شباب مدينة غاو أنفسهم للخطر من أجل الدفاع عن الموقع خلال فترة الاحتلال ومنعوا المتطرفين من أن يلحقوا بالموقع القدر عينه من الأضرار التي ألحقوها بموقع « تمبكتو » المدرج في قائمة التراث العالمي.

وعلى الرغم من جهود المجتمع المحلي، أوضح الخبراء أنه يتعين تنفيذ أعمال صون واسعة النطاق في غرف الصلاة داخل المسجد قبل حلول موسم الأمطار المقبل.

وتبيّن للخبراء أيضاً أن مواقع ثقافية أخرى قد تدهورت أيضاً في غاو. فالمتطرفون نهبوا تسعين في المائة من محتويات موقع « غاو سانييه » الأثري العائد إلى القرن الحادي عشر، ومكثوا لمدة عام تقريباً في « متحف الساحل » المنشأ حديثاً والذي كان من المفترض أن تُنقل إليه مجموعات من الآثار في مارس 2012، وهو أمر أدى إلى تلف المعدات الموجودة فيه. ويجب معالجة هذا الوضع ليتسنى نقل المجموعات إلى المتحف.

ونجح أمين وموظفو المتحف في صون المجموعات المودَعة في المبنى القديم « لمتحف الساحل » عن طريق تخبئتها. وتشمل هذه المجموعات آلة « الإمزاد » الوترية الخاصة بقبائل الطوارق البدوية، وهي آلة موسيقية أُدرجت حديثاً في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

واطّلع أعضاء البعثة خلال المشاورات المكثفة التي أجروها مع ممثلي المجتمع المحلي على المشاكل التي واجهها السكان، بمن فيهم أفراد الجماعات الثقافية والموسيقيون والراقصون، الذين أُحرقت آلاتهم الموسيقية وأتلِفت معداتهم وملابسهم التقليدية. ومُنع السكان كذلك من أداء رقصة سونغهوي الشعبية المعروفة باسم « تاكامبا »، ورقصة المسكون بالجن المسماة « هولي-أوري ». كما أُجبرت النساء على قصّ ضفائرهن التقليدية ومُنعن من ارتداء الملابس الإثنية التقليدية. وجرى أيضاً تخريب « دار الحرفيين »، الأمر الذي حرم الحرفيين العاملين فيه مما كان لديهم من مصادر دخل.

وستتعاون اليونسكو مع سلطات مالي لإجراء تقييم شامل لاحتياجات صون تراث غاو الثقافي وستتخذ ما يلزم من تدابير لحماية هذا التراث.

المصدر: اليونسكو

Print This Post