بعد مضي أكثر من ثلاثين عاماً على إصدار اليونسكو للمجلد الأول من تاريخ أفريقيا العام لا يزال السؤال عن المكانة التي يحتلها هذا المؤلَّف في البرامج التعليمية للجامعات الأفريقية مطروحا مرفقا بسؤال آخر هو: كيف يتم تدريسه؟ يتصدر هذان السؤالان جدول أعمال المؤتمر الإقليمي المعني بالاستخدام التربوي لتاريخ أفريقيا العام، وهو المؤتمر الذي تنظمه اليونسكو في أكرا (غانا) من 22 إلى 24 أكتوبر الجاري.

سوف يضم هذا المؤتمر، الذي تسبقه ورشة عمل ترمي إلى مراجعة المفاهيم المستخدمة في العلوم الاجتماعية والمطبقة في أفريقيا (21 أكتوبر)، أعضاء اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة مشروع استغلال تاريخ أفريقيا العام لأغراض التعليم، ورؤساء جامعات، وعمداء كليات العلوم الإنسانية، ومديري أقسام التاريخ، فضلاً عن خبراء معنيين بتاريخ أفريقيا. ويتمثل الهدف من ذلك في حشد الأطراف الفاعلة في قطاع التعليم العالي في أفريقيا بشأن ضرورة امتلاك تاريخ أفريقيا العام وتحسين سبل إتاحة مجلداته المنشورة.

انطلقت مبادرة إصدار تاريخ أفريقيا العام في سنة 1964، وذلك بناءً على طلب من دول أفريقية حصلت على استقلالها حديثاً ورغبت في إعادة النظر في الرؤية الأوروبية لماضي القارة وكتابة تاريخ لأفريقيا يخلو من الأحكام المسبقة الموروثة عن الفترة الاستعمارية. وقد بدأت بالفعل كتابة المؤلف ابتداءً من عام 1970 مع إنشاء اللجنة الدولية المكونة من 39 عضواً ينتمي ثلثاهما إلى أفريقيا، وهي اللجنة المكلفة بإعداد المضمون الفكري والعلمي للمؤلف.

وصدر من هذا المؤلف ثمانية مجلدات حتى اليوم. أما إعداد المجلد التاسع الذي يهدف إلى تحديث مضمون المجلدات السابقة وإلى إعادة النظر في إسهامات الشتات الأفريقي في العالم فإنه سينطلق في نوفمبر 2013 في البرازيل.

في عام 2009، اُستهلت المرحلة الثانية من مشروع تاريخ أفريقيا العام التي تم تخصيصها لمسألة الاستغلال التربوي للمؤلف. ويتعلق الأمر بتطوير المضامين المخصصة للمدارس الابتدائية والثانوية استناداً إلى هذه المجموعة، وهي المضامين التي سيتم إدراجها في برامج جميع البلدان الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.

المصدر: اليونسكو