تسجيل 3 مواقع أثرية ليبية على القائمة التمهيدية للتراث العالمي
2020/08/18
دنشرت وكالة الأنباء الليبية في 15أغسطس 2020 تقريرا حول تسجيل 3 مواقع أثرية ليبية على القائمة التمهيدية للتراث العالمي هذا نصه:
طرابلس 15 أغسطس 2020 ( وال ) – تلقت مصلحة الآثار بتاريخ 28 يوليو الماضي اشعاراً من منظمة اليونسكو بقبول ملفات الترشيح واستيفائها للشروط والمعايير الفنية والعلمية المطلوبه، لعدد ثلاثة مواقع أثرية ليبية، وهى مدينة طلميثه، وكهف هواء فطيح بالجبل الأخضر، ومدينة قرزة الاثرية بسرت، وتسجيلها على القائمة المبدئية للتراث الثقافي العالمي .
وقد كان هذا الخبر في ذاته تتويجاً نوعياً لجهد جماعي ليبي مميز، تظافرت خلاله، وفي ظروف شديدة الصعوبة ، خبرات فريق عمل إستثنائي في مجال الآثار والهوية التاريخية لبلادنا . جمع نخبة من العاملين في مصلحة الآثار، وفي المندوبية الليبية لدى اليونيسكو. وذلك في تعاون، وشراكة علمية مع أعرق الصروح العالمية ذات العلاقة، وعلى رأسها مركز التراث العالمي باليونيسكو، والمكتب الإقليمي لليونيسكو في الرباط، وجامعة كامبريدج في بريطانيا، وجامعة أوبرلين في الولايات المتحدة.
وفق هذا التكامل المعنى الذي أنضج مشروع تقديم هذه المواقع لقائمة التراث العالمي، كانت النتائج إيجابية على الفور،;حيث كان الرد الذي وصل المندوبية يشير إلى أن الملفات ملبية للمواصفات والشروط المطلوبة;، وفق ما يؤكد سفيرنا المندوب الدائم لليبيا لدى اليونيسكو الدكتورحافظ الولدة. وهو يشرح بالخصوص;لعل المهنية العالية والالتزام بالمعايير العلمية اثناء عمل الفريق، والذي استمر لفترة غير قصيرة، هو الذي أنتج عملاًعلمياً متكاملاً كان له أن يحظى بالقبول دون تأخير أو مراجعة، ونجح في إدراج المواقع على القائمة التمهيدية للتراث العالمي وعلى الفور، بالقياس الى توفر المعايير المطلوبة. وهو الامر الذي أسعدنا كثيراً، وكان محل فخر على المستوى الوطني ;.
ويشرح الدكتورالولدة عن هذه المواقع ;تعكس هذه المواقع، بالاضافة الى قيمتها التاريخية في ذاتها، طبيعة التنوع الثقافي للموروث الحضاري الليبي، والذي يجد جذوره في حضارات ما قبل التاريخ، وماقبل الصحراء، وحضارات البحر المتوسط، وفق ما تترجمه هذه المواقع الثلاث;.
ويشدد السيد السفير بأن ;هذه ليست الا خطوة أولى باتجاه الكشف عن مختلف جماليات العمق الحضاري الليبي، عبر مساحة الجغرافيا الليبية وتاريخها العريق المتجدر في أعماق تاريخ البشرية. وإن الفريق لازال على قدم وساق لتقديم المزيد من الواقع، وتسليط الضوء عن أبعاد التنوع الحضاري الليبي بالغ الأهمية ;. ويأتي هذا الخبر بخلفيته الإحتفالية، مذكراً بما يجمع ويوحد بين أطراف البلاد، ويذكر بعمق وحدتها الوطنية الضاربة في عمق تربة المكان وتاريخه. وهو يسلط الضوء على ثراء موروث بلادنا الحضاري، ويقدمها للعالم عبر مراحلها التاريخية زمنيا، وعبر تلاحمها الجغرافي الموحد لمكان وزمان ليبيا الخالدة. وهذه هي المواقع المُحتفي بها اليوم على قائمة الأرث العالمي للإنسانية:
1. موقع قرزة الاثري ,Archaeological site of Ghirza :
مدينة أثرية ليبية عرفت بكونها مركزاً حيوياً وشريان اتصال بين جنوب وشمال أويا. تقع جنوب شرق طرابلس، وعلى مسافة ( 130 ) كيلومتر جنوب شرق مدينة بني وليد ضمن نطاق بلدية سرت. وتقع في الجزء الشمالي من وادي قرزة، بين الحصنيين الرومانيين الكبيرين، حصن أبي نجيم وحصن القريات الغربية، وعرفت كونها مركزا تجاريا وزراعيا على طريق القوافل بين جنوب ليبيا وشمالها خلال القرنين الرابع والخامس الميلاديين، كما احتوت عددا من سدود المياه.
يقول الاستاذ رمضان الشيباني;عندما نتكلم عن قرزة فإننا نتكلم عن حضارة اسسها ووضع أركانها الليبيون بما جادت به الطبيعة عليهم، فقد تمكن سكان قرزة في العصور الميلادية الاولى من تشييد حضارة عمرانية عظيمة لها نظمها وقوانينها ، لازالت أطلالها شاهد على عظمتها . حيث تمكن الليبيون وفي مناخ شبه صحراوي وجاف وبيئة قاسية، من خلق زراعة موسمية أمنت لهم حياة كريمة. فقد شيدوا السدود في مصبات الوديان، وحفروا الصهاريج، وشقوا قنوات الري لمسافات طويلة بمحادات الوديان كي تصل الي مزارعهم المحصنة ;.
ويضيف ;وهم قد دونوا لنا كل ذلك من خلال نحاتين وبنائين مهرة. جسد النحاتون والفنانون كل جوانب الحياة في منحوتات زينت بها عمائرهم، وصوروا لنا جوانب من الحياة الدينية المتمثلة في بعض الطقوس والميثولوجيا ، والاقتصادية بما فيها الزراعة والصناعة والتجارة .الرعي والصيد والحرث وزرع المحاصيل وجنيها وصناعة الفخار ومعاصر الزيتون والعنب ، والسياسية المتمثلة في الحروب والدفاع عن حدود أراضيهم . أما البنائين فقد طاوع الصوان الصلب سواعدهم القوية المبدعة ليلين أمامها حيت شيدوا به البنيان من منازل ودور عبادة وأضرحة ونصب فريدة وأسوار في قمة الابداع والتقنية;.
من جانبه يقول استاذ قسم الاثار بجامعة بنغازي الدكتور خالد الهدار ، تقع قرزة على خط طول 14.33 درجة شرقا وعلى خط عرض 30.57 درجة شمالا ، وعلى مسافة 130 كم من خليج السدرة و 250 كم جنوب شرق طرابلس في المنطقة المعروفة باسم ماقبل الصحراء التي تنتشر بها مجموعة من الاودية شهدت منطقة استيطان وحضارة ليبية مزدهرة اثناء الاستعمار الروماني للمناطق الساحلية من منطقة المدن الثلاث (لبده واويا وصبراته).وتقع مستوطنة قرزة جنوب غرب وادي زمزم بمسافة 10 كيلو متر شمال وادي صغير يحمل اسم قرزة ، وتشكل هذه المدينة او المستوطنة رأس المثلث الذي يتكون من ثلاثة مواقع اثرية مهمة هي قرزة، و بونجيم، والقريات الغربية. وتعد قرزة من أهم المستوطنات الليبية في منطقة ما قبل الصحراء في العصر الروماني. ولا تكمن أهميتها بالقياس إلى الحالة الجيدة لآثارها التي لم تتعرض للدمار بسبب جفاف الجو وهجر المدينة، ونظرا ; للاساطير التي حاكها السكان المحليون حولها مما أدى الى عدم حدوث استقرار بها في العصر الحديث بما ساعد على بقاء اثارها بحالة جيدة ، ولكن تكمن أهميتها في المنحوتات البارزة التي تزخرف الكثير من عمائرها، والتي تعكس الحضارة الليبية القديمة في ازهى صورها. يُضاف إلى ذلك الحفريات والمسوحات المنظمة التي اجريت بالمدينة بواسطة بروجان وسميث، في الخمسينيات من هذا القرن والتي تمخض عنها عمل علمي متكامل نشر عن تلك المدينة.
2. موقع طلميثة الاثري, The Archaeological Site of Ptolemais:
طلميثة بلدة صغيرة في شمال شرق ليبيا. تبعد عن مدينة المرج 20 كيلو متر شمالاً. المدينة القديمة بها تأسست في القرن السادس قبل الميلاد تحت اسم بطولومايس الذي حُرف ليصبح كما هو الآن . وكانت مرسى للسفن والقوارب لمدينة بارشي المرج حالياً، وهي مركز جميل بين البحر والجبل والغابات ، وهي إحدى المدن الخمس الليبية التاريخية، وتعتبر من أهم المواقع الأثرية بالمنطقة.
ووفقا لمكتب الاعلام بالهيئة العامة للسياحة فقد شيدت مدينة طلميثة على شاطيء البحر المتوسط في إقليم (سيرينايكا) شمال شرقي ليبيا، أخصب المناطق الزراعية بسهولها ومراعيها مترامية الأطراف ، وأكثرها انتاجاً للغلال والثمار والحبوب، الأمر الذي أسهم وبشكل كبير في تطور المدينة وازدهارها اقتصادياً وزراعياً وتوسع الأعمال الفلاحية وتربية النحل.
و شكلت المدينة أحد أركان إقليم ;البينتابوليس;، أي المدن الخمسة، محل مدينة برقة في مجلس مدن الإقليم ، وتعد رسائل الفيلسوف والأديب ;سنيسيوس القوريني ; الذي عاش في المدينة سنة 370 – 413 للميلاد أهم المصادر التاريخية عن تاريخ طلميثة، جنباً إلى جنب مع مدونات المؤرخ البيزنطي ;بروكوبيوس ; مؤلف كتابي ;التاريخ السري ;، ورسالة في البناء ;، بالإضافة إلى النقائش، والحفريات الأثرية التي أسفرت عن فرد صفحات كاملة من تاريخ المدينة.
الرحالة الأوائل :
استقطب الموقع عدد من الرحالة والمستكشفين منذ بدايات القرن الثامن عشر، حيث زارها الرحالة ; كلود لامير ; سنة 1705 – 1706، والرحالة ;جرانجير ; سنة 1730، و ;جيمس بروس ; 1768;سير فيللي ; في العام 1811 –
1812، وخلال القرن التاسع عشر أعد الأخوان ;بيتشي ; سنة 1828 أول المخططات الأثرية للمدينة. ونشر ;جان ريموند باشو ; لأول مرة ملاحظات حول الموقع، وكان عالم الآثار البريطاني ;جولد تشايلد ; أول من أطلق عمليات النشاط الأثري أو الأبحاث العلمية الجادة خلال الفترة من 1959 – 1964.
وتشير المراجع التاريخية إلى أن أول عمليات نقل آثار من المدينة تمت سنة 1851 قام بها القنصل الفرنسي في بنغازي ;فاتيير دي بورفيل ;، بعد أن اقتلع نقش كتابي من أحد جدران مقر القائد أو قصر الدوق يحمل نص قرار ;اناستاسيوس ; الذي يرقى تاريخه إلى مطلع القرن السادس الميلادي، وتم نقله إلى متحف اللوفر بباريس.
غرابة الموقع :
تؤكد عمليات المسح الجغرافي أن موقع طلميثة ، يتميز بشي من الغرابة ، بداية من اختياره ، بإطلالة على ضفاف البحر المتوسط ، وخلفية مرتفعات الجبل الأخضر بمرتفعاتها المنهمرة على المياه الفيروزية، وسط منطقة تتميز بتضاريس صخرية وعرة، وتعرجات ساحلية متواصلة، بين واديان ;زوانة ، وخنبش ;، ما شكل تحصيناً طبيعياً للمدينة ، فضلاً عن توسطها المسافة بين مدن طرابلس ، والإسكندرية ، وأثينا ، والمقدرة بنحو 1000 كيلومتر، وهي المسافة الفاصلة بين طلميثة، والمدن الثلاثة.
تاريخ طلميثة:
برزت طلميثة منتصف القرن السابع قبل الميلاد ضمن المدن الإغريقية ، وميناء لمدينة برقة (المرج) بين عامي 675 – 650 قبل الميلاد وخضعت للأسكندر سنة 331 قبل الميلاد، ووقعت تحت سيطرة الرومان في القرن الأول قبل الميلاد، واندرجت تحت سيف البيزنطيين خلال القرن الخامس للميلاد.
أطلق الملك بطليموس الثاني فيلادلفوس إسمه عليها بعد زواجه من برنيق ابنة ماجوس ملك قورينا، وشهدت المدينة أوج ازدهارها فى عهده (258- 246 ) ق.م، سيطر عليها الرومان خلال سنة 74 ق.م حيث شهدت المدينة نشاطاً أدى إلى ازدهارها حتى أضحت عاصمة لاقليم برقة إلى القرن الخامس للميلاد.
الهندسة الشبكية:
تغطي آثار المدينة مساحة المحصورة داخل الأسوار 250 هكتار، تضم بقايا القصور الفخمة والخزانات الكبيرة التى تعد من أكبر صهاريج المياه الرومانية في شمال أفريقيا، كما يظهر في المدينة بشكل واضح نظام الطرق الشبكية، الذي أسسه ( هيبوداموس) المالطي خلال القرن الخامس، ما يؤكد الأصول الهيلينستية. ويُظهر مخطط المدينة النظام الشبكي القائم على تعامد الطرق، مايجعل تمييز شوارعها بوضوح تام على أنها شبكة من الجزر بمساحة 100 × 500 قدماً بلطمياً أي مايعادل 365 × 36.5 متراً خصصت لإقامة المباني.
استرعى موقع المدينة اهتمام عدد من الرحالة خلال مرورهم إلى مدينة شحات، وكان الرحالة ملود لامير 1705 – 1706، وجرانجير سنة 1730، وجيمس بروس 1768 أبرز من دون الملاحظات حول الموقع، وخلال القرن العشرين الماضى أقام الايطاليون سور حول المدينة يعرف بالسور الايطالي.
طلميثة اليوم:
قرية صغيرة هادئة وادعة على ضفاف البحر المتوسط، ذات كثافة سكانية منخفضة، تضم مرفأ صغير يشغله بعض الصيادين، وبها بعض المحال التجارية ، ومرافق الخدمات العامة. أما المدينة الأثرية الواقعة جنوباً فقد كشفت الحفريات وأعمال التنقيب فيها عن نحو 43 معلماً أثرياً، من قلاع وفلل ومبان عامة، والحصون التي شيدت للدفاع عن المدينة خلال نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس للميلاد، تظهر على مساحة 1450 × 1700 متراً، ويلاحظ ندرة وجود المعابد التي يبدو أنها حورت إلى استخدامات أخرى، أو دفنت إثر الزلازل التي ضربت المنطقة، ويلاحظ اتنشار القلاع والصون مشيدة خلال القرنين
الرابع والخامس للميلاد.
كما تضم المدينة متحف يضم أهم اللقى والآثار المكتشفة في المدينة، فيما أظهرت صور الأقمار الصناعية أساسات عدد كبير من المباني ، مايؤكد أن أجزاء واسعة من المدينة لاتزال مدفونة تحت الرمال، كما إن الدراسات متواصلة للكشف عن استخدامات المباني، بيد أن المعالم المكتشفة تفي بإعطاء لمحة عن تاريخ المدينة واثارها : من المدافن البطلمية، والصهريج العظيم، والمسرح الروماني .
3. كهف هواء فطيح, Haua Fteah Cave:
ويقع ( بين رأس اهلال وسوسة شرق ليبيا ) ويعرف أيضا بباب فطيح وفي بعض المراجع التاريخية ذكر هذا الكهف على انه باب الفتايح. وكهف هواء فطيح هو كهف كبير جداً من اكبر الكهوف في ليبيا وقد يكون الأكبر في شمال أفريقيا، إذ يبلغ ارتفاعه حوالى 23 متراً وعرضه 72 متراً والعمق 30 متراً، وقد أطلق اسم ;هواء فطيح ; على هذا الكهف نسبة لشخص اسمه فطيح. وهو يقع بمنطقة بين مدينة سوسة ومنطقة رأس هلال السياحية القريبة من مدينة درنة.
ويطل الكهف على أطلال الجبل الأخضر بين الجبل والغاب ليعطي لمسة جمالية عند الاقتراب من المكان. وقد اكتشف الكهف بواسطة عالم أثار انجليزي خلال القرون الماضية حيث يروى أن هذا العالم مكث عند هذا الكهف 3 سنوات متواصلة. وتوصل في نهاية التنقيب والدراسة إلي جمجمة وبقايا جسم إنسان نقلة ومع كل أسف، إلي المتاحف البريطانية. وهذا دليل يشير إلي وجود الإنسان القديم (التيندرتال) بهذا الكهف في قديم الزمان، فيما تتواصل إلي ألان عملية التنقيب والحفر في هذا الكهف من قبل أحدا الجامعات البريطانية وذلك لمدة 10 أيام في فصل الصيف من كل عام، والجدير بالذكر أن مدرج جامعي بأحد الجامعات البريطانية يطلق عليه اسم (هواء فطيح) وهو ما يدل على عراقة وأهمية هذا الكهف التاريخي حتى في عيون الغرب والذي لم يكن يلقى أي اهتمام من قبل الدولة الليبية .
يقول أستاذ إدارة الآثار والتراث بكلية السياحة بسوسة » أحمد عيسى « ، إن كلية السياحة جامعة عمر المختار بسوسة قدمت في العام 2015 دراسة أثرية حول كهف ;هواء فطيح ;، وذلك بالتعاون مع مجلسي سوسة وشحات بعنوان ;استكمال أعمال الدراسات الأثرية في كهف هواء افطيح ;. وأضاف أن الدراسة تمت عبر استضافة الفريق الليبي المكلف من قبل مركز ماكدونالد للدراسات الأثرية بجامعة “كامبردج لاستكمال أعمال الدراسات العلمية الأثرية في الموقع.
وكان الهدف حسب الدكتور احمد عيسي من هذ الدراسة، ;إشراك المجتمع المحلي في كل الأعمال الأثرية والبحوث التي تجري، وذلك وفق ما يمثله هذا المنهج من أهم أسس التوعية، لأن المعرفة هي أهم أسس الحماية بالنسبة للآثار والتراث.
أثارنا على مواقع الخطر :
للاشارة فان منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو)،كانت قد قررت في يوليو من العام 2017 الاحتفاظ بالمواقع الأثرية والثقافية الليبية الخمسة الموضوعة على قائمة مواقع التراث العالمي المهدّد في نفس القائمة، نتيجة تواصل الخطر الذي يهدّدها.
وأوضحت « ;اليونسكو »; أنها وضعت قائمتها للتراث المهدد والمعرض للخطر لإبلاغ العالم عن المخاطر التي تتعرض لها هذه المواقع، والحصول دعم فوري من صندوق التراث العالمي لهذه المواقع.
وتشمل المواقع الليبية المصنفة ضمن قائمة الخطر، المدينة القديمة في غدامس، التي غالبًا ما يشار إليها باسم «لؤلؤة الصحراء» والموقع الأثري في مدينة سوسة شرق ليبيا، وهي واحدة من المدن الرئيسية في العالم الإغريقي، والمواقع
الصخرية الفنية في جبال أكاكوس على الحدود مع الجزائر التي تتميز باحتوائها ومحافظتها داخل الكهوف والمغارات على العديد من لوحات يعود تاريخها إلى ما بين 12 ألف عام قبل الميلاد إلى 100 بعد الميلاد.
وتقتصر حراسة المواقع الأثرية حاليًّا على الموظفين المدنيين غير المسلحين والتابعين لمصلحة الآثار وبعض المتطوعين
والموقعان الآخران وهما لبدة وصبراتة على الساحل الغربي للبلاد، ويعتبران موقعين تجاريين هامين على البحر الأبيض المتوسط، كانا ذات يوم جزءًا من المملكة النوميدية الزائلة في ماسينيسا قبل الاكتساح الروماني.
وترجع المنظمة الأممية سبب تواصل وضعها المواقع الليبية الخمسة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي المهدّد، إلى عدم الاستقرار الذي يؤثر على البلاد، والخطر الذي تمثّله الجماعات المسلحة وأمراء الحرب على هذه المواقع، بالإضافة إلى عدم تقديم السلطات الليبية معلومات مقنعة عن وضع المواقع الخمسة.
تهديم وتجريف وسرقة وتخريب :
تقارير اعلامية ورسمية عديدة، أكّدت أنَّ قطاع الآثار في ليبيا يتعرَّض لاعتداءات متنوِّعة منذ نحو تسع سنوات، إذ هُـدِّمت أضرحة وجُرِّفت مواقع وسُرقت قطعٌ أثرية، بحسب علماء آثار ومصادر رسمية. ومنذ 2011، تعرّض أكثر من 15 موقعًا أثريًّا، حسب علماء الآثار، للتجريف وتحوَّلت إلى مساكن، بينها مواقع داخل مدينة شحات، كما تعرَّضت نقوشًا صخرية في جبال أكاكوس في قلب الصحراء، أيضًا، إلى أعمال تخريب بالطلاء، فيما طالت عمليات القصف العشوائي قصرًا عثمانيًّا في بنغازي، وطال التخريب قصر إسلامي بناه المعز لدين الله الفاطمي في منطقة العزيات غرب مدينة طبرق على الحدود الليبية – المصرية، ليتحوَّل إلى حظيرة للحيوانات.
من جهتها تعرَّضت كثيرٌ من الأضرحة للتدمير على أيدي مسلحين بينها أضرحة في زليتن شرق طرابلس وفي العاصمة نفسها، وأضرحة زويلة التاريخية في الجنوب وأضرحة في درنة والأضرحة والمواقع الصوفية في مدينتي صرمان وصبراتة غرب العاصمة. وفي 2013، قام عدد من السكان بهدم مقبرة مدينة قورينا التاريخية، الواقعة شمال شرق البلاد، وذلك بهدف بناء منازل ومحلات تجارية.
تفتقر المواقع التراثية اللليبية إلى الحراسة :
كما وثّقت مصلحة الآثار عدة سرقات تمثَّلت في سرقة بعض الأواني الفخارية من متحف سلطان بالقرب من مدينة سرت وسرقة عدد من الأواني الفخارية من متحف سوسة، إضافة إلى سرقة لوحتين من الفسيفساء في شحات، وكنز بنغازي، وهو عبارة عن مجموعة من القطع النقدية الذهبية والفضية والبرونزية التي يعود بعضها إلى عصور ما قبل التاريخ، ويبلغ عددها نحو 7700 قطعة.
وأقدم مجموعة من المخربين على تدمير نحوت صخرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في موقع تادرارت أكاكوس الواقع في جنوب ليبيا، مما يعرض اللوحات والمنحوتات التاريخية، التي تقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة إنها تحمل “قيمة عالمية استثنائية”، إلى الخطر. ويخشى الليبيون من تداعيات تواصل وضع اليونسكو لهذه المواقع الخمسة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي المهدّد، الذي يمكن أن تصل إلى امكانية شطب هذه المواقع الاثرية من لائحة التراث العالمي، بسبب ما تم، ويتم اقترافه من تجاوزات.
المصدر: وكالة الأنباء الليبية -وال