تعاون ليبيا واليونسكو في مجال الثقافة
2012/04/29
أن مجال الثقافة من أقدم مجالات التعاون بين ليبيا واليونسكو، فقد ساهمت ليبيا في تمويل كتابة (تاريخ أفريقيا العام) أقدم الموسوعات التاريخية التي أنجزها قطاع الثقافة باليونسكو؛ والتي بدأت في منتصف الستينات من القرن الماضي، ومرحلته الثانية قيد التنفيذ. كما أبرمت اتفاقية بين ليبيا واليونسكو لتنفيذ مشروع (دراسة الوديان الليبية القديمة) والذي بدأ العمل فيه منذ الثمانينات من القرن الماضي ولا يزال تقريره الختامي قيد الإعداد، واتفاقية لتنفيذ مشروع (المتحف الوطني – متحف السراي الحمراء – ) الذي انتهى العمل فيه قبل بداية العقد الماضي بعد أن استمر تنفيذه أكثر من عقدين من الزمن. ومشروع (الصوت والضوء) الذي انتهى تنفيذي منذ سنوات.
لقد نتج عن هذا التعاون تسجيل خمس مواقع أثرية في ليبيا على قائمة التراث العالمي وهي:
صبراتة، لبدة، شحات، جبال أكاكوس، مدينة غدامس. والواقع أن ليبيا تزخر بعدد أكثر من المواقع المؤهلة للتسجيل على هذه القائمة ولكن قصور أدوات التنفيذ، وتعثر البرامج والخطط المؤدية إلى تلك النتيجة حالت دون ذلك.
عند قيام الثورة الليبية في 17 فبراير 2011 أصدرت اليونسكو نداءات للمحافظة على هذه الآثار. كما اتخذت إجراءات بتجميد مشاريع التعاون للمحافظة على مخصصات هذه المشاريع. وكان لا بد – بعد انتصار الثورة – من تفعيل هذه المشاريع بعد مراجعتها طبقاً لأولويات الشعب الليبي وتطلعاته المستقبلية. وللقيام بهذه المراجعة عقدت اجتماعات تشاوريه بين الخبراء والمختصين الليبيين ونظرائهم من اليونسكو. وكان أحد هذه الاجتماعات ذلك الذي عقد بديوان وزارة الثقافة بتاريخ 14/3/2012 حضره عن الجانب الليبي وكيلة وزارة لثقافة وأعضاء من هذه الوزارة بالإضافة إلى خبراء من مصلحة الآثار وممثلين عن لجنة تنمية وتطوير مدينة غدامس وممثل عن اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ومندوب ليبيا لدى اليونسكو وعن اليونسكو مدير مكتبها الإقليمي بالقاهرة، ومستشارة المديرة العامة للنشاط القائم في إطار الربيع العربي وعضو من قطاع الثقافة والمسؤولة عن المشاريع الليبية بالمنظمة.
تناول هذا الاجتماع العديد من القضايا ذات اهتمام الطرفين مما أدى إلى تعديل الرؤية نحو التعاون بين ليبيا واليونسكو في مجال الثقافة وهو الآن يأخذ المسارات التالية:
1) مراجعة الاتفاقيات الثنائية (بين ليبيا واليونسكو) السابقة. وتحديد الموقف منها وهي:
· مشروع (دراسة الوديان الليبية القديمة) الذي توقف العمل فيه منذ سنوات. والتوجه الآن لإصدار النتائج المتحققة في المرحلة السابقة من المشروع، والعمل على إعداد التقرير الختامي له.
· مشروع (الصوت والضوء) والذي انتهى تنفيذه، والعمل المنتظر هو توثيق نتائجه واعتماد التقرير الختامي له.
· مشروع (المتحف الوطني) والذي انتهى تنفيذه. والعمل المنتظر هو الانتهاء من هذا المشروع بشكل رسمي.
2) مراجعة المقترحات المقدمة والتي ساهم في إعدادها خبراء من الطرفين، وهذه المقترحات هي:
- مشروع (التدخل في حالات الطوارئ في أمن المتاحف والنصب التذكارية في ليبيا). والجهة المشرفة على هذا المشروع هي مصلحة الآثار. لقد تم إعداد هذا المشروع وهو قيد الدراسة من قبل الطرفين.
- مشروع (تعزيز حماية التراث الثقافي غير المادي في ليبيا) والجهة المشرفة على هذا المشروع هي مركز المأثورات الشعبية. ثم إعداد هذا المشروع وهو قيد الدراسة بين الطرفين.
- مشروع (تنمية وتطوير مدينة غدامس) والجهة المشرفة على هذا المشروع هي لجنة مدينة غدامس. تم إعداد هذا المشروع وقد لاحظت عليه لجنة مدينة غدامس بعض الملاحظات والتي هي محط دراسة من قبل اليونسكو.
3) التسجيل على قائمة التراث العالمي
التسجيل على قائمة التراث العالمي والمحافظة على المواقع المسجلة على هذه القائمة يتطلب مساعدة فنية في وضع وتنفيذ برنامج لتعزيز القدرات في مجال إعداد ملفات المواقع الواعدة للتسجيل على قائمة التراث العالمي. وعليه فإن العمل المستهدف من التعاون بين ليبيا (مصلحة الآثار) واليونسكو في هذا المجال يكمن في المحورين التاليين:
- إعداد قوائم مبدئية بالملفات المطلوبة للمواقع الأثرية والمحميات الطبيعية الليبية التي تستجيب للمعايير الموضوعة من قبل لجنة التراث العالمي للمواقع الأثرية والمحميات الطبيعية الواعدة للتسجيل على قائمة التراث العالمي.
- استحداث برامج تدريبية على الإجراءات القانونية الرئيسية لاتفاقية التراث العالمي، والتعاون على تنفيذها.
4) أـ دراسة الاتفاقيات الدولية التي تكون ليبيا طرفاً فيها والمتعلقة بالتراث العالمي وهي:
- معاهدة (لاهاي) لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح؛
- البروتوكول الأول لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح؛
- البروتوكول الثاني لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح؛
- اتفاقية بشأن الوسائل التي تستخدم لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة؛
- اتفاقية بشأن حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي؛
- معاهدة حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه؛
وذلك للإيفاء بمتطلبات هذه الاتفاقيات:
ب ـ دراسة الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالثقافة والتي يمكن أن تكون ليبيا طرفاً فيها مثل:
- اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي؛
- اتفاقية بشأن حماية التراث الثقافي غير المادي.
وذلك يهدف النظر في إمكانية المصادقة عليها واعتمادها لتكون ليبيا طرفاً فيها.
5) التشاور مع الجانب الايطالي – بناء على طلبه – عن طريق اليونسكو للتعاون على تنفيذ مشروع يتعلق بصون المواقع الأثرية في ليبيا.
6) التعاون مع مركز الدراسات التاريخية (مركز الجهاد « سابقاً ») للعمل على المحافظة على الأرشيف الوطني.
7) التعاون في مجال الإعلام يهدف بتنمية القدرات في مجال التغطية الإعلامية للأنشطة المجتمعية في ليبيا.
وتجدر الإشارة إلى أن اليونسكو دعت إلى عقد اجتماع دولي لدراسة أوضاع المواقع الأثرية في ليبيا التأم بتاريخ 21/10/2011 بمقر المنظمة بباريس شارك فيه مندوب ليبيا لدى اليونسكو بكلمة حث فيها على تكثيف الجهود من أجل صون وحماية الآثار الليبية. وخرج هذا الاجتماع بعدد من التوصيات التي تضيء الطريق نحو تفعيل مشاريع وبرامج التعاون بين ليبيا واليونسكو في مجال حماية التراث والآثار الليبية.
المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو