تعدد اللغات: مفتاح لتعليم شامل
2014/06/5
في عالم اليوم، يتجسد التعليم الجيد للجميع في مراعاة السياقات الثقافية واللغوية المتعددة والمتنوعة في المجتمعات المعاصرة. إن اللغة، وبوجه خاص تعليم اللغة واختيار لغة التدريس، هي قضايا رئيسية تتولى المرتبة الأولى في النقاش حول الجودة.
يتمثل التحدي الذي يواجهونه واضعو السياسات التعليمية في ضمان معايير تعليم اللغة لجميع سكان بلد ما، وكذلك حماية حقوق أولئك الذين ينتمون إلى مجموعة لغوية أو عرقية محددة.
تشجع اليونسكو الدول على اعتماد، عند الاقتضاء، تعليم ثنائي أو متعدد اللغات قائم على اللغة الأم، ما يمثل عاملا مهما للدمج الشامل والجودة في مجال التعليم. يشير « التعليم المتعدد اللغات » بالنسبة لليونسكو إلى إدراج ثلاث لغات على الأقل في التعليم، أي اللغة الأم، ولغة إقليمية أو وطنية، ولغة عالمية.
وتبين البحوث أن التعليم الثنائي أو متعدد اللغات القائم على اللغة الأم تعليم ذو تأثير إيجابي على التعلم ونتائجه. ففي الكاميرون مثلا، كشف تقرير الرصد العالمي لتوفير التعليم للجميع أن الأطفال الذين تلقوا دروسا في لغتهم المحلية ، لغة الكوم، يظهرون ميزة ملحوظة في إتقان القراءة والفهم مقارنة مع الأطفال الذين يتلقون دروسا باللغة الإنجليزية فقط، كما أظهرت أبحاث أخرى أن للتعليم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم تأثيرا إيجابيا في القدرة على اكتساب لغة ثانية.
تعترف اليونسكو بالتفاعل الحيوي بين التنوع اللغوي والثقافي، والذي يقتدي كذلك بمبدأ المساواة بين جميع الثقافات واللغات.
وصرحت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، قائلة « إن تعدد اللغات مصدر قوة وفرصة للبشرية. فهو يجسد تنوعنا الثقافي ويشجع تبادل وجهات النظر، وتجديد الأفكار وتوسيع قدرتنا على التصور ».
ستنضم السيدة بوكوفا إلى المسؤولين الحكوميين وصانعي السياسات والباحثين و التربويين وشركاء التنمية للتفكير حول التحديات وخيارات جديدة متعلقة بالتعليم الفعال للغة والتخطيط خلال « المؤتمر الدولي للغة – تحسين القدرة اللغوية وتعليم اللغة »، الذي سيعقد يومي 5 و6 يونيو في الصين. ويقوم بتنظيم هذا المؤتمر كل من وزارة التربية في جمهورية الصين الشعبية، ولجنة لغة الدولة لجمهورية الصين الشعبية، واللجنة الوطنية لجمهورية الصين الشعبية لليونسكو، وحكومة مقاطعة جيانغسو، في شراكة مع اليونسكو.
المصدر: اليونسكو