دور اليونسكو في النهوض بالشباب
2012/08/28
يمثل الشباب دون سن الخامسة والعشرين نصف سكان العالم، وهم يواجهون تحديات جسيمة. فهم أكثر الفئات تعرضاً لأوجه عدم المساواة والظلم التي يشهدها العالم. ويعيش الكثيرون منهم في الفقر، عاجزين عن إطلاق العنان لإمكانياتهم. ولا يكتسب إلا القليل منهم المهارات والمعارف والثقة في النفس اللازمة لهم للعثور على عمل في أسواق العمل السريعة التغيّر، بحيث باتت القدرة على التعلّم والتكيف أمراً ضرورياً. وتُعدّ هذه القضية أولوية سياسية في كل مكان، وتتطلب سياسات منسقة بعناية.
إن الشباب منبع للأفكار الابتكارية، بل إنهم مفكرو اليوم والأشخاص القادرون على حل المشاكل وحفز السلام. وكثيراً ما يكون الشباب أشد المتحمسين في العالم للدفاع عن العدالة والكرامة. إلا أنهم يحتاجون إلى وظائف لائقة وتعليم جيد وفرص تتيح الانتفاع بالثقافة للجميع. وينبغي الاستماع إلى آرائهم والعمل على إدماجهم في المجتمع.
وتعمل اليونسكو جاهدة على جميع هذه المستويات . فهي تدعم الشباب في مجال تنمية مهارات التفاعل بين الثقافات، التي يحتاجون إليها لكي يعيشوا في عصر يسوده التنوع. وتعمل مع منظمات الشباب والطلبة من أجل إعداد وتنفيذ برامج يقودها الشباب.
تحاول اليونسكو أن تعمل في كل أرجاء العالم من أجل تعزيز النظم التعليمية بغية توفير تعليم جيد وشامل وذات أهمية للشباب. ويشمل ذلك إيلاء أولوية أكبر للتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني. وكانت هذه هي الرسالة الرئيسية للمؤتمر الدولي الثالث بشأن التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني، الذي عُقد في شنغهاي في الفترة الممتدة من 13 إلى 16 مايو. ويندرج التعليم والعمل والتمكين في صميم رسالة اليونسكو إذ تسعى إلى بناء مجتمعات واقتصادات خضراء من أجل قرن يتوافر له قدر أكبر من مقومات الاستدامة.
وتناشد اليونسكو جميع الحكومات ومنظمات الشباب والمجتمع الدولي أن تعمل على تعبئة الشباب وإشراكهم في عملية صنع القرارات التي تؤثر في حياتهم. ويُعد ذلك أمراً أساسياً لبناء مجتمعات مستدامة يسودها السلام والرخاء.
وقد احتفلت اليونسكو باليوم الدولي للشباب لعام 2012 الذي وافق يوم 12 أغسطس.
ما الذي تعني كلمة « الشباب »؟
تستخدم اليونسكو، عند تنفيذ استراتيجيتها الخاصة بالشباب، تعريفات مختلفة لكلمة « الشباب »، وذلك وفقاً للسياق المعني العام.
وفي ما يتعلق بالأنشطة المنفذة على الصعيد الدولي أو الإقليمي، تستخدم اليونسكو التعريف العالمي الذي اعتمدته الأمم المتحدة ومفاده أن « الشباب » هم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة. ويُعزى ذلك إلى ضمان تحقيق اتساق إحصائي عبر شتى المناطق.
أما في ما يخص الأنشطة المنفذة على الصعيد الوطني، وعند تنفيذ برنامج لشباب المجتمعات المحلية على سبيل المثال، فيمكن فهم كلمة « الشباب » على نحو أكثر مرونة. ومن ثم فإن اليونسكو سوف تعتمد التعريف الخاص بكل دولة عضو لكلمة « الشباب ».
أين يعيش شباب العالم؟
إن معظم شباب العالم (نحو 85بالمائة) يعيشون في البلدان النامية؛ وتبلغ نسبة الذين يعيشون في آسيا وحدها 60 في المائة. أما النسبة الباقية، وقدرها 23 في المائة من الشباب، فإنها تخص الذين يعيشون في المناطق النامية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي.
وبحلول عام 2025، سيزداد عدد الشباب الذين يعيشون في البلدان النامية بنسبة 89.5بالمائة. ومن ثم فإن من الضروري أن تؤخذ قضايا الشباب في الاعتبار في جداول الأعمال والسياسات العامة الخاصة بكل بلد.
وعلى الرغم من التوسع العمراني المكثف، فإن معظم الشباب يعيشون في المناطق الريفية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وشرق جنوب آسيا وآسيا الوسطى وأوقيانا.
المصدر: اليونسكو