رئيسا اليونسكو والإيسيسكو يعتبران « تدمير مدينة الحضر نقطة تحول في التطهير الثقافي الراهن في العراق »
2015/03/15
منذ بداية الصراع في العراق، استُهدف التراث الثقافي ودُمر عمداً بهدف محو تاريخ البلاد وبالتالي تقويض التعايش السلمي بين الجماعات المختلفة، وذلك إضافةً إلى عدد الضحايا المأساوي والأزمة الإنسانية الناتجة عن اضطهاد الأقليات الثقافية والدينية.
وشهدت الهجمات ضد ثقافة العراق في الأيام الأخيرة تصعيداً كبيراً، فبعد التدمير الوحشي لعدد من القطع الثقافية النفيسة في متحف الموصل وتجريف مدينة نمرود الآشورية القديمة، نقلت مصادر رسمية اليوم تدمير ممتلكات التراث العالمي في الحضر وهي مدينة كبيرة تم تحصينها في عهد الإمبراطورية البارثية وعاصمة أول مملكة عربية حملت جذور المدن العربية الإسلامية.
وصرحت المديرة العامة لليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا في بيان مشترك مع الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو): « يمثل تدمير مدينة الحضر نقطة تحول في استراتيجية التطهير الثقافي المروعة الراهنة في العراق. إنه هجوم مباشر ضد تاريخ المدن العربية الإسلامية يؤكد هدف تدمير التراث الذي تروج له دعاية المجموعات المتطرفة « .
« بهذا الهجوم الوحشي الأخير ضد الحضر، يعبر تنظيم الدولة الإسلامية عن الازدراء الذي يكنه لتاريخ وتراث العالم العربي في هذه المدينة المعترف بها كموقع للتراث العالمي ».
وقالت السيدة بوكوفا والدكتور التويجري : « اليونسكو والإيسيسكو مستعدتان تماماً لمواجهة هذه الحالة الطارئة ومساعدة السلطات العراقية بكل السبل الممكنة ».
***
صمدت مدينة الحضر أمام غزوات الرومان في عامي 116 و 198 قبل الميلاد بفضل سورها المرتفع والسميك المعزز بأبراج. وآثار المدينة خاصة المعابد تمزج بين الهندسة الإغريقية والرومانية والزخرفة الشرقية وهي شاهد على عظمة حضارة المدينة.
المصدر: اليونسكو