سفيرة لبنان تلقي كلمة المجموعة العربية في المجلس التنفيذي
2018/04/10
ألقت السفيرة والمندوبة الدائمة للبنان لدى اليونسكو، ونائبة رئيس المجلس التنفيذي عن المجموعة العربية، السيدة سحر بعاصيري، يوم الإثنين 9 أبريل/نيسان 2018، كلمة المجموعة العربية في الجلسة العامة للدورة 204 للمجلس التنفيذي.
وفي ما يلي نص الكلمة:
السيدة رئيسة المؤتمر العام ،
المديرة العامة ،
أصحاب السعادة
السيدات والسادة
التهنئة مزدوجة اليوم ، لرئيس المجلس التنفيذي السيد لي ، لحسن إدارته جلسات مجلسنا والذي نتمنى له ولنا جميعا دورة ناجحة . وللمديرة العامة السيدة ازولاي التي نراهن على دورها في قيادة هذه المنظمة نحو نهضة تستحقها وتعيدها إلى قلب حاجات العالم وضميره . يدرك الجميع أن الاونسكو تقف اليوم على مفترق طرق . من جهة نتيجة التحديات الداخلية كالأزمة المالية والاصلاحات الهيكلية المرجوة ، ومن جهة أخرى نتيجة المهام المتعاظمة المطلوبة منها في عالم يشهد مزيدًا من موجات التطرف والعنصرية والكراهية ومزيدًا من النزاعات التي تطاول جوهر تفويضها.
السيد الرئيس،
باسم المجموعة العربية التي يشرفني تمثيلها في مكتب المجلس التنفيذي وإلقاء كلمتها الآن ، أشكر المديرة العامة على خطة التحول الاستراتيجي التي نعتبرها خطة طموحة لما فيها من وعود بإصلاح المنظمة وبجعلها أكثر استجابة للتحديات العالمية وبتعزيز برامجها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة ولاسيما هدف التعليم . وإذ نرى أن جوهر التغيير يكمن في توضيح الأولويات وتعزيز الشفافية والتفاعل مع الدول الأعضاء ، فإننا نتطلع إلى معرفة آليات تنفيذ هذه الخطة ، ونؤكد مجددًا دعمنا والتزامنا التعاون مع الأمانة العامة والدول الأعضاء في هذه المهمة.
السيد الرئيس
نعرف أن ما تشهده منطقتنا من حروب ونزاعات ومن دمار ونزوح يشكل تحديا كبيرا للاونسكو التي تحاول مشكورة مواكبتها ولاسيما في موضوعي التربية وحماية التراث . وإذ نقدّر كل الجهود التي تبذلها من خلال مكتبيها الإقليميين في بيروت والقاهرة ومكاتبها الميدانية العديدة في المنطقة ، فإننا نؤكد على أهمية التعزيز الدائم لهذه المكاتب وعلى دور أكبر تلعبه المنظمة من خلال المزيد من الشراكات والمساهمة بمبادرات ، قائمة أو يمكن أن تقوم ، لإنقاذ ترات هذه المنطقة التي هي أشبه بمتحف للتراث العالمي نظرا إلى تنوعها الحضاري ومعالمها.
والجدير بالذكر أن دولاً عربية تقدّم العديد من المبادرات النوعية والمساهمات المؤثرة في مجالي التعليم والحفاظ على التراث.
السيد الرئيس ،
أصحاب السعادة ،
إن الظروف الصعبة التي تشهدها منطقتنا العربية اليوم يجب ألا تحجب بعض النقاط المضيئة ومن بينها ما يتعلق بالحوكمة الرشيدة وترسيخ دعائم دولة القانون والمؤسسات والنهوض بمكانة المرأة . وتعوّل الدول العربية على الأونسكو بمساندة هذه المبادرات ودعمها فيما يتعلق بمجالات اختصاصها . والأمر الأخر هو أن المنطقة العربية لم يسبق لها أن كانت شابة كما هي اليوم . فنحو 60 في المئة من سكانها لم يبلغوا بعد سن الثلاثين . وهذا التحدي هو فرصة إذا عرفنا كيف نستثمر في تعليمهم . وهذا واجب مشترك تزداد أهميته في أماكن النزاع عموما ، وفي مجتمعات اللاجئين والنازحين خصوصا ، كما في كل من الأردن ولبنان .
السيد الرئيس ،
تعرفون كما يعرف الجميع أن بنودًا عديدة من القرارات التي اعتمدت مرارا بخصوص فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية ، لم تجد طريقها إلى التطبيق بعد . وهذا في صميم مشاغل المجموعة العربية . لن أستفيض بالحديث عن قرار بعنة المتابعة الاستجابية إلى القدس القديمة وأسوارها ، أو الطلب بوقف الحفريات الإسرائيلية غير الشرعية أو غيرها ، لكن باسم المجموعة العربية نسأل : ما هي الإجراءات التي ستتخذ من أجل تطبيق تلك القرارات ؟
وفي إطار الحفاظ على الترات في منطقتنا ، تعلمون أن مواقع أثرية عديدة باتت مهددة ، من العراق إلى اليمن ومن سوريا إلى ليبيا ، وهذا غير ما يتعرض منها للسرقة والتهريب . وهنا لا بد من التنويه بمبادرة » إحياء روح الموصل » والتي نأمل مع العراق أن تدعم الدول الأعضاء إعمار وتأهيل أراضيه المحررة من الإرهاب خصوصا المؤسسات التعليمية والثقافية والتراثية . كما نأمل أن تكون هذه المبادرة نموذجا تحتذيه الاونسكو مستقبلا في الدول الأخرى المتضررة .
وكذلك تعرب عن قلقها الشديد من الأضرار البالغة التي لحقت بقلعة سببها التاريخية في الجنوب الليبي ومن تعطيل العملية التعليمية هناك نتيجة الهجمات المسلحة المباشرة والمتواصلة.
المصدر: مندوبية ليبيا استنادا إلى الكلمة الرسمية الموزعة في اليونسكو