قمة سان فرانسيسكو العالمية للمحيطات 2014
2014/03/4
إنّ إدارة المحيطات مسألة في غاية الأهمية: وكلّما كانت المحيطات صحية وقادرة على المواجهة، كلّما كان إسهامها في الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية للتنمية المستدامة أكثر إيجابية، والعكس صحيح. وتضم القمة العالمية للمحيطات التي انعقدت مؤخراً، ممثلين عن المجتمع المعني بالمحيطات – من قادة عالميين، ومديري أعمال، ومنظمات غير حكومية، ومراكز فكر، وأوساط أكاديمية ومنظمات دولية – بهدف العمل على إيجاد حلول للإدارة السليمة، وذلك بمشاركة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، وويندي واطسون- رايت، الأمينة التنفيذية للجنة اليونسكو الأوقيانوغرافية الحكومية.
وانعقدت القمة العالمية الثانية للمحيطات في سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة الأمريكية) في الفترة من 24 إلى 26 فبراير 2014، واستضافتها مجلة « الإكونومست » بالتشارك مع مجلة « ناشيونال جيوغرافيك » في الفترة من 24 إلى 26 فبراير كوسيلة لإبراز المحيطات ضمن الخطط المعنية بالتنمية وتغيّر المناخ والاستدامة على الصعيد العالمي. والمحيطات ضرورية للحياة: فهي توفّر الأكسجين الذي نحتاج إليه في كل ثانية نتنفس فيها، وثلثي قيمة جميع الخدمات الطبيعية التي يقدّمها الكوكب. وتنظّم مناخنا، وتوفّر الغذاء لمليارات الناس، وتدعم عددا كبيرا من الصناعات مثل صيد الأسماك، وتربية المائيات، والشحن، والنفط والغاز، والسياحة البحرية والساحلية.
إلا أنّ المحيطات تشكل اليوم، نتيجة للممارسات غير المستدامة، أحد نظم الأرض البيئية الأكثر عرضة للخطر. فالمحيطات تمثّل كتلة واحدة من البحار المترابطة على هذا الكوكب الأزرق، الأمر الذي يعني أنّ ما نقوم به في جزء من هذه الكتلة يؤثّر في نهاية المطاف في الأجزاء الأخرى منها. ويُقدَّر أنّه سيكون لهذه الأنشطة البشرية، أكانت منفّذة على الأرض أو في البحر، تأثير متراكم على جميع المحيطات تقريبا. والصورة باتت واضحة: فالمشكلات عالمية وتفرض اتخاذ إجراءات على الصعيد العالمي، لكنّها تتطلّب في أغلبية الأحيان استجابة على الصعيد المحلي. وعلينا، قبل كل شيء، تغيير طريقة تفاعلنا مع المحيطات. ولكي تكون فعالة، يتعيّن على استراتيجيات الاستجابة أن تكون قائمة على العلوم، إلاّ أنّ معرفتنا لا تتماشى مع أهمية المحيطات. وتعزّز اللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية التابعة لليونسكو التعاونَ الدولي من أجل توليد المعرفة المتصلة بطبيعة المحيطات والمناطق الساحلية ومواردها، وتطبيق هذه المعرفة بهدف تحسين عمليات الإدارة، والتنمية المستدامة، وحماية البيئة البحرية وصنع القرارات. ولطالما كانت رائدة في تحديد التهديدات التي تواجه المحيطات، مثل تحمّض المحيطات. وتقود اللجنة الجهود العالمية الرامية إلى رصد المحيطات وفهم مثل هذه المسائل الناشئة.
وقامت الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص بعملية عصف ذهني جماعي ضمن مجموعات عمل محورية لإيجاد حلول عبر القطاعات للإدارة الجماعية لأعالي البحار، والإدارة المتكاملة للمحيطات ضمن المناطق الاقتصادية الحصرية أو إنشاء اقتصاد المحيطات على أساس منطقي للحفاظ على خدمات النظم البيئية، من بين أمور أخرى. ومن الصعب إرساء الإدارة الجيدة – على الأقل في أعالي البحار حيث لا يتوفّر إلاّ القليل من الولايات القضائية النظامية. وشكلت القمة العالمية أيضا فرصة للاجتماع بشركاء متشابهين في الميول والأفكار ومناقشة التعاون المستقبلي بهدف تحقيق أهداف مشتركة. ونذكر من بين هذه المنظمات، المفوضية العالمية للمحيطات، وهي لجنة دولية مستقلة تعنى بصحة المحيطات وبإدارة أعالي البحار، وقد أطلقت مؤخرا دعوة لتحقيق هدف قائم بحد ذاته، ألا وهو هدف التنمية المستدامة للمحيطات ضمن خطة ما بعد عام 2015. واجتمعت إيرينا بوكوفا وويندي واطسون- رايت مع خوسي ماريا فيغيريس، مساعد رئيس المفوضية والرئيس السابق لجمهورية كوستاريكا، لمناقشة التآزرات حول أهداف مشتركة مثل خطة التنمية المستدامة لفترة ما بعد عام 2015، وتحديد المناطق البحرية المحمية لأعالي البحار بوصفها آلية لضمان قدرة المحيطات على المواجهة، والحد من تأثيرات تغيّر المناخ وتحمّض المحيطات.
المصدر: اليونسكو