مسابقة « أطلق العنان لأفكارك » المخصصة للطلاب تؤكد على أهمية الابتكار
2013/06/13
طائرات تحركها حرارة الجسد، وحقائب تتموج على وسادة هوائية، بل وطائرات تدور محركاتها بفعل الطاقة التي تنتجها الأبقار (الميثان) ـ هذه هي بعض الأفكار الثورية التي توصل إليها طلاب في المرحلة الجامعية في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن تكون من سمات طائرة المستقبل يوماً ما. تم اقتراح مفاهيم الملاحة الجوية هذه من أجل مسابقة « أطلق العنان لأفكارك »، وهي المسابقة العالمية التي تنظمها شركة « إيرباص » تحت رعاية اليونسكو. وتستهدف هذه المسابقة دعم المواهب الجديدة وضمان مستقبل مستدام للصناعة.
اختارت شركة « إيرباص » خمسة أفرقة وصلت إلى مرحلة التصفية النهائية من بين مجموعة عالمية من المواهب في مجالات الإبداع والهندسة والتصميم. وقد قبل هذا التحدي أكثر من 6000 طالب هذا العام ينتمون إلى 82 بلداً، مع أفرقة وصل عددها الكلي إلى 618 فريقاً قدمت اقتراحاً. وسيتم الإعلان عن الفريق الفائز في احتفال لتسليم الجوائز يُقام في مقر اليونسكو، في باريس، في 14 يونيو 2013.
سيتوجه كل فريق إلى مقر شركة « إيرباص » في مدينة تولوز للمشاركة في المسابقة والحصول على الجائزة وقدرها 30000 يورو، ولتقديم أفكار تتمركز حول المستقبل، وذلك أمام هيئة تحكيم. أما المفاهيم المطروحة من قِبل الأفرقة التي وصلت إلى مرحلة التصفية النهائية فهي:
حقائب على وسادة هوائية: اقتراح قدمه فريق « ليفار » (Levar) من البرازيل
استرشاداً بطاولات « لعبة هوكي الهواء »، فإن من الممكن أن يتم تجهيز حجرات حقائب الطائرات الحالية بعناصر منزلقة وخفيفة للغاية تتيح لناقلي الأمتعة من تحميل الحقائب وإنزالها، وذلك على نحو سريع ويسير وبأمان تام. ومن ثم فإن مدة الانتظار التي يقضيها المسافرون لاسترداد أمتعتهم ستقل بنسبة 30%، مما يتيح لهم الوصول بقدر أكبر من السرعة إلى حيث يقضون أجازاتهم.
طائرات تدور محركاتها بفعل الطاقة التي تنتجها الأبقار: اقتراح قدمه فريق « كليما » (CliMA) من استراليا
محلول وقود محركات مستدام كامن في ميثان مسيَّل ومخزَّن في خزانات خاصة تم تبريدها إلى أقصى درجات التبريد، وتوضع بجانب المحركات. وينجم عن استخدام هذا المحلول نتائج مثيرة للإعجاب تقلل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 97%.
مواد من شأنها تغيير الشكل، مما يسهم في خفض الضوضاء: اقتراح قدمه فريق « أفاس » (AVAS) من الهند
تغيير بسيط للمحركات يستند إلى استخدام مواد خاصة من شأنها تغيير الشكل، وهو ما يمكن أن يُعدّل سير الهواء على مستوى المحركات ويخفض درجة التلوث الصوتي.
محركات متعددة العناصر تغذيها البطاريات: اقتراح قدمه فريق « فلايبريد » (Flybrid) من إيطاليا
بطاريات يمكن إعادة شحنها ذات شكل خاص توضع في حجرة الحقائب دون الحاجة إلى إجراء أي تغيير، وهو ما يساهم في تغذية محركات متعددة العناصر تتسم بالفعالية؛ وما يتعين تحميله من بطاريات يتعلق فقط بعدد الكيلومترات التي ينبغي قطعها، وهو ما يُحسّن إلى الحد الأقصى كتلة الطائرة. وفي ما يخص الرحلات الجوية لمسافات قصيرة، فإن هذا الحل قد يتيح توفير ما نسبته 60 % من الوقود، مما يؤدي إلى خفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 40%.
مقصورات تغذيها الحرارة المنبعثة من الجسد البشري: اقتراح قدمه فريق « إمباركر » (Embarker) من ماليزيا
إن الجسد البشري يمكن أن يتسم بالفعالية حتى ولو كان في حالة استرخاء. فمن الممكن استخدام الطاقة الحرارية المنبعثة من المسافرين، وذلك عن طريق مواد خاصة تتأثر بالحرارة وتُستخدم فوق المقاعد. كما يمكن استخدام هذه الطاقة لتغذية الأجهزة الإلكترونية للمقصورة، مما يقلل من درجة الطاقة اللازمة للرحلة الجوية.
إن الفكرة القائلة بأن الأبقار يمكن أن توفر لنا وقود المحركات اللازم للسفر من لندن إلى نيويورك، أو بأن خفض الضوضاء يمكن تحقيقه عن طريق المحركات المطواعة، قد تبدو فكرة غير واقعية؛ غير أن هذه المفاهيم يمكن أن تتحقق بالفعل في وقت أقل بكثير مما هو متوقع.
وتقول ليديا بريتو، مديرة قسم سياسات العلوم وبناء القدرات باليونسكو: « إن لم نكن قادرين على إيجاد الوسائل الكفيلة لدعم جيل من المهندسين ذوي الكفاءات المتنوعة، فإن ذلك سيكون العائق الرئيسي الذي يحول دون تحقيق نمو الاقتصاد العالمي الذي يتعافى بالتدريج. ويكشف تقرير حديث أصدرته اليونسكو عن الهندسة أن ثمة نقصاً واضحاً في المهندسين في العديد من البلدان. وعلى الرغم من أن عدد الطلاب يزداد بصفة عامة في العالم، فإن نسبة الأشخاص الذين يشرعون بدراسة الهندسة، مقارنة بالفروع العلمية الأخرى، تنخفض على نحو مثير للقلق. إننا نحتاج إلى التحديات المطروحة، مثل « أطلق العنان لأفكارك » لكي نحفز الشباب المبتكرين بشأن الإمكانيات التي تنطوي عليها الهندسة، وذلك للمساهمة في إيجاد الحلول العملية للمشكلات التي قد تواجه العالم في مستقبل قريب ».
إن من الممكن أن يتعرض الابتكار للتهديد جراء نقص المواهب اللازمة، مما يؤثر في الاقتصاد تأثيراً مأسويا. فالاقتصاد قد يخص مجتمعات على درجة عالية من التكنولوجيا تواجه نقصاً من الأشخاص المؤهلين اللازمين يبلغ عددهم 40 مليون شخص بحلول عام 2012 وما بعده. وقد يعاني قطاع الملاحة الجوية من صعوبات، شأنه في ذلك شأن سائر القطاعات، مثل قطاع التجهيزات الطبية.
ومن جانبه، صرح شارل شامبيون، المدير التنفيذي لقطاع الهندسة في شركة « إيرباص » ومدير مسابقة « أطلق العنان لأفكارك » بأن: « هذه المفاهيم المتجهة نحو المستقبل والمتسمة بالثورية تبين أن الهندسة لا تخص سوى الكفاءات التقنية، ولكن الأمر يتعلق بتبني رؤية تجديدية ومنهج إبداعي. غير أنه إذا أردنا أن تنجح قطاعات الصناعة المتوافرة لنا في أن تجعل الملاحة الجوية خالية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2020، فإن الأمر يقتضي أن يتوافر لنا مصدر ثابت من الأفكار الجديدة والمبدعة يضعها مبتكرو اليوم وغداً. إن الحلول المستقبلية التي يتعين علينا إيجادها تتوافر هنا واليوم والآن، ومن خلال مشاريع، مثل « أطلق العنان لأفكارك »؛ وسوف ندعمها لكي تصير واقعاً ملموساً للمستقبل ».
إن مسابقة « أطلق العنان لأفكارك » لشركة « إيرباص » تستهدف التأكيد على فرص النمو المتاحة للمبتكرين الشباب الذين من شأنهم المساهمة في تغيير العالم والعمل من أجل قيام صناعة في مجال الملاحة الجوية تتسم بنحو أكثر استدامة، وذلك من الآن وفي المستقبل.
المصدر: اليونسكو