مشروع شبكات شباب البحر الأبيض المتوسط
2014/06/17
انعقد في مقر اليونسكو يوم 5 يونيو 2014 اجتماع يتعلق بانطلاق مشروع شبكات شباب البحر الأبيض المتوسط “NET-MED Youth” والذي ستقوده اليونسكو وسيتم تمويله بثمانية ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي. إن هذا المشروع يخص عشر دول تطل على حوض البحر الأبيض المتوسط هي : الجزائر ومصر و(إسرائيل) والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وسوريا وتونس.
وبعد أن أعلنت « مفيدة غوشة » من برنامج الشباب للعلوم الاجتماعية والإنسانية إطلاق المشروع تم عرض فيديو قصير لمدة أربع دقائق يتعلق بالمشروع ويوضح روح المشروع الطموح.
ثم تحدث السيد « أنجيدا » نائب المديرة العامة لليونسكو الذي أشار إلى أهمية هذا المشروع والذي تطلّب عملاً جاداً مع الشركاء في الإتحاد الأوروبي ومن كل الدول الأعضاء منذ بداية المبادرة إلى مرحلة إطلاقه. وأكد أن هذا المشروع المبتكر سيسمح بمواكبة وضع الشباب في كل منطقة أوروبا-حوض المتوسط حيث تم حشد جهود العديد من المتخصصين في اليونسكو في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والاتصال والمعلومات والتعليم، وكذلك الخبراء في الإتحاد الأوروبي والشركاء في الدول المعنية بهذا المشروع.
واعتبر « أنجيدا » أن مشروع “NET-MED Youth” هو تنفيذ لنظرة الشباب في المنطقة والتي تهدف إلى استقلالية أكبر للشباب، وإلى بناء مجتمعات أقوى وأكثر ابتكاراً وأكثر تشاركيةً وأكثر ازدهاراً، وإلى تعاون أفضل بين الحكومات في المنطقة واليونسكو والإتحاد الأوروبي. وأشار « أنجيدا » إلى أن هذا المشروع سيساعد الشباب على ممارسة حقوقهم في المشاركة والمساهمة في وضع السياسات العامة فيما يتعلق بالمسائل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية.
ثم أُعطيت الكلمة للسفيرة « ماريا فرنشيسكا سباتيليزانو » المندوبة الدائمة للإتحاد الأوروبي لدى اليونسكو، حيث أشارت إلى أن أربعمائة مليون نسمة يعيشون على حوض المتوسط، وأن العالم شهد في عام 2011 في تونس وليبيا ومصر ثورات تطالب بتغيير النظام وتطالب بثقافة السلام، والشباب هم الذين يطالبون بالتغيير وهم يشكلون الجزء الأكبر من مجتمعاتهم في جنوب المتوسط. وأكّدت على أن الشباب في هذه المنطقة يواجهون معدلات مرتفعة جداً من البطالة وهم يفتقرون إلى فرص العمل.
وأشارت السيدة « ماريا » إلى تقرير الأمم المتحدة للرصد العالمي للتعليم للجميع الذي جاء فيه أن 1 من 5 من الشباب ما دون 24 سنة لم يكمل تعليمه الابتدائي، وأن 6 ملايين منهم مازالوا أميين، وأن الفتيات أقل حظاً في التعليم من الفتيان بسبب أنظمة وتقاليد تمييزية، وأن في غالبية الدول العربية لا يتم احتساب النساء في أرقام العاطلين عن العمل، وهناك 20 مليون شاب يفتقرون للمهارات العالية ليس لديهم إلا وظائف من المستوى المتدني وبأجور بسيطة. ورأت السيدة « ماريا » أن التطورات الجيوسياسية في المنطقة تفرض على الجميع وضع سياسات وإستراتيجيات جديدة وخطة عمل من أجل توفير فرص العمل للشباب.
وحثت السيدة « ماريا » الشباب في المنطقة على دخول وسائل الإعلام وإقامة شبكات اجتماعية تواكب المواضيع المتنوعة التي تعني الشباب مثل المواطنة والحقوق المدنية والبطالة والصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين وبناء القدرات. وأكدت على أن مشروع “NET-MED Youth” يودّ أن يستجيب لكل هذه التحديات في بلدان حوض المتوسط وهو يركز على الأولويات بالنسبة للشباب في كل الدول المعنية بسياسة الجوار الأوروبية.
ثم تحدث السيد « فيليب كيو » وهو مساعد المديرة العامة للعلوم الاجتماعية والإنسانية بالنيابة، فأشار إلى أهمية موضوع الشباب وأهمية الاستفادة من طاقات الشباب في المساهمة في بناء المجتمعات والمشاركة في الحياة العامة، وينبغي على الشباب أن يعملوا في كل ما يتعلق بهم من توظيف الذات وتوظيف الموارد الجديدة التي تصل إلى سوق العمل. وأوضح أن أسباب الثورات عادة ما تكون اقتصادية، اجتماعية وسياسية مثل عدم العدالة الاجتماعية، والتهميش، والأنظمة الاستبدادية، لأن الثورات التاريخية الأكبر هي عادةً مرتبطة بالتركيبة السكانية، ففي سنة 1820 كان عدد سكان المغرب العربي ومصر لا يتعدى 10 ملايين نسمة، وفي سنة 2014 وصل إلى حوالي 169 مليون نسمة وهذا ما نجم عنه تحضراً جديداً وتغيراً في العالم الريفي، وتغير في الأنظمة الاجتماعية، حيث أن أكبر شريحة في هذه المجتمعات هي الشباب وهؤلاء يودون الحصول على الترفيه والسفر والعمل.
وأكد السيد « كيو » أن الأزمات التي تشهدها الاقتصادات المحلية تمنعها من أن تلبّي احتياجات هؤلاء الشباب، وأن اندثار بعض الصناعات التقليدية بعد تصحيحات هيكلية في هذه الدول العربية أدى إلى قيام اقتصادات ريعية أو إلى استعمال مفرط للموارد الطبيعية، ولهذا فإن هذه الاقتصادات أصبحت لا تتسق مع المجتمعات العصرية ولا تتكيف مع مطالب الكفاءات الجديدة ومطالب الملايين من الطلبة الذي يتحصلون على شهادات كل سنة.
وأضاف المتحدث بأن مشروع “NET-MED Youth” يحاول إشراك الشباب في الحياة الاجتماعية والسياسية، ولاسيما في صياغة سياسات التدريب والتعليم، سياسات الديمقراطية، السياسات الإقليمية، السياسات الاقتصادية والحضارية، سياسات الإعلام القديمة منها والحديثة، لأن الشباب يريدون إنشاء ظروف مواتية لهم لكي يمارسوا حقوقهم، ويتطوروا بكفاءاتهم ويشاركوا في اتخاذ القرارات. وألمح إلى أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز قدرات الشباب وكل من يعملون في صياغة مستقبل الشباب وهو إنجاز يسمح للشباب بالتكيف مع الحاجات المحلية من خلال المحاور الاستراتيجية والتنفيذية التي أرستها اليونسكو وهي: 1- دعم الشباب والسياسات العامة الموجهة للشباب. 2- مشاركة الشباب. 3- تنمية القدرات لكي يمر الشباب إلى سن البلوغ والانخراط في الحياة المدنية والمشاركة الديمقراطية في الإبداع الاجتماعي.
وبعد ذلك تحدث خمسة شباب من مصر، والمغرب، وتونس، والأردن، والجزائر، فعبر كل منهم عن تجربته في بلاده ورحبوا جميعاً بهذا المشروع من أجل النهوض بشريحة الشباب في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط حتى يتم إيجاد حلولاً ملائمةً لمسألة البطالة والتهميش وعدم العدالة الاجتماعية، وهؤلاء الشباب كلهم أمل في أن يسهم هذا المشروع في رقي ورفاهية الشباب في المنطقة.
واختتم هذا اللقاء بإعلان انطلاقة هذا المشروع والأمل يحذو القائمين عليه بأن يصل إلى الأهداف المرجوة منه.
المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو