منتدى الإعلام العالمي: دور الإعلام في تحقيق المستقبل الذي نريده للجميع

2014/09/23

اُفتتح يوم الثلاثاء 26 أغسطس 2014، ببالي– إندونيسيا، منتدى الإعلام العالمي، تحت عنوان « دور الإعلام في تحقيق المستقبل الذي نريده للجميع »، الذي يسعى لتوفير منصة في الوقت المناسب لمناقشة الدور الحاسم الذي يلعبه الإعلام في التنمية والدعوة له.

الهدف العام من المنتدى هو المساهمة في النقاش الدولي الدائر حول أهمية وسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل السلام والتنمية المستدامة والعمل من أجل إدراج هدف يعترف بهذا في جدول أعمال التنمية بعد عام 2015.

وتجمع أكثر من 200 مشارك، بمن فيهم صحفيون ومسؤولين حكوميين وعلماء وغيرهم من أصحاب المصلحة من 30 دولة في هذا المنتدي الذي استمر لمدة ثلاثة أيام للعمل من أجل إدراج وسائل الإعلام كهدف مستقل في جدول أعمال التنمية العالمي القادم.

وأكد مدير مكتب اليونسكو بجاكرتا، هوبير قيجزان، في كلمته الافتتاحية في المنتدى أن الإعلام هو شريك أساسي وفاعل للتنمية الاجتماعية والبشرية. وقال: « الإعلام هو عنصر لا غنى عنه في تعبئة المشاركة العامة، بما في ذلك الفئات الأكثر ضعفا، في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وفي معالجة المخاوف بشأن الاستدامة البيئية، وفي حماية وتعزيز جميع حقوق الإنسان لجميع الأشخاص، والمساهمة في القضاء على الفقر، والحكم الرشيد من خلال ضمان الشفافية والمساءلة. كما قال أيضاً « أنه من خلال الحوار والوصول إلى المعلومات يمكن للعالم أن يحقق الرؤى العالمية للتنمية المستدامة »، وأن « وسائل الإعلام تلعب دورا بارزا في المساعدة على تحقيق ذلك. ويشمل ذلك دور وسائل الإعلام الحرة والمتعددة لإعطاء صوت للفئات المهمشة والأقليات العرقية والدينية والنساء والشباب ».

وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإندونيسي، تيتافول سيمبيرينغ، في كلمته الافتتاحية أن إندونيسيا، بعد 10 سنوات من انتقال البلاد الديمقراطي، « لديها الآن مثل الأمم المتحدة جدول أعمال للتنمية ما بعد الفترة الانتقالية للاستكمال، وأن الإعلام هو عامل أساسي في هذا المجال »، « ونحن ممتنون أنه لم يتم تهميش وسائل إعلامنا وأصوات الشعب في بلدنا،  في الواقع، وسائل الإعلام والناس الآن هم في مقعد القيادة لبناء الدولة » .

وقال أيضاً أنه في الوقت الذي كانت فيه البلاد « تغرق في المعلومات » القادمة من منافذ متعددة، فإن محو الأمية الإعلامية أمر ضروري للإندونيسيين لإتخاذ خيارات مدروسة. وأكد على أن « الناس بحاجة إلى أن تُمحى أميتهم وتمكينهم من الوصول إلى المعلومات حتى يتمكنوا من قيادة [حياة كريمة]، » وأن « وسائل الإعلام مدينة للجمهور لتوفير معلومات ذات مغزى، وتثقيفية وملهمة حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات مستنيرة لاتخاذ إجراءات متعلقة بمستقبلهم. »

وتطوير وسائل الإعلام ودور الإعلام في التنمية في إندونيسيا هو أحد المواضيع الفرعية الرئيسية للمنتدى، مع مشاركة خبراء من الدولة المشاركة في معظم المناقشات في المنتدى.

وأستشهد الأستاذ عارف راتشمان، الرئيس التنفيذي للجنة الوطنية الإندونيسية لليونسكو في كلمته الافتتاحية ، بإندونيسيا كمثال للدور الإيجابي لوسائل الإعلام في بناء السلام. وقال « هناك 17،000 جزيرة في إندونيسيا، و783 لغة و 5 أديان رئيسية، ونحن جميعا ًلا نزال نعيش بسلام. تعرفون لماذا؟ بسبب وسائل الإعلام ». وقال « دعونا نأمل أنه من خلال هذا المنتدى يمكن أن نحترم حرية التعبير المسؤولة باعتبارها حق أساسي وكذلك ممكن لأهداف جدول أعمال التنمية بعد عام 2015. »

وافتتح فيمي أوك، مضيف برنامج « التيار » في قناة الجزيرة الإنجليزية، الجلسة الأولى للمنتدى بافتتاحية رئيسية حية متعددة الوسائط ركزت على كل من إمكانات وسائل الاعلام ووسائل الاعلام الاجتماعية لقيادة التغيير في المجتمعات، فضلاً عن التحديات التي اثيرت حول جعل قضايا التنمية جذابة في وسائل الإعلام الحديث.

وكان من بين المتحدثين الرئيسيين الآخرين في مخاطبة المنتدى السيد جيفري ساكس، مؤسس « معهد الأرض » والداعية الرائد إلى التنمية المستدامة، الذي ألقى كلمته عبرالنقل الحي في اليوم الثاني للمنتدى.

ويأتي منتدى الإعلام العالمي فيما يكون من المقرر أن تنتهي أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية العام المقبل، مما يجعل هذا وقت هام للمناقشة والحوار حول الأولويات للسنوات ال 15 المقبلة. وهو أيضاً استمراراً لمؤتمر اليونسكو الدولي للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في 5-6 مايو 2014 في باريس، الذي تبنى حرية الصحافة وحرية المعلومات كحقوق اساسية وممكن للعديد من الأهداف ذات الصلة بجدول أعمال التنمية بعد عام 2015. وهي تشمل الحكم الرشيد والشفافية والحصول على المعلومات، وتمكين المرأة والشباب، والقضاء على الفقر، والتنمية المستدامة، وضمان مجتمعات مستقرة وسلمية.

المواضيع الرئيسية التي تناولها منتدى الإعلام العالمي

• دور وسائل الإعلام وأهمية حرية التعبير في التنمية البشرية والاجتماعية

• تمكين الناس، بما في ذلك الفئات المهمشة، من خلال وسائل الإعلام ومحو الأمية المعلومات والوصول إلى المعلومات

• تيسير الحكم الرشيد والفعال من خلال وسائل الإعلام

• دور وسائل الإعلام في تعزيز السلام والتسامح والحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب والأديان

• وسائل الاعلام الاجتماعية لتعزيز مشاركة الشباب والمشاركة المدنية

• المساواة بين الجنسين ووسائل الإعلام

• سلامة الصحفيين كشرط مسبق لحرية التعبير والحكم الرشيد

• الأخلاق والمعايير المهنية في وسائل الإعلام في عصر الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية

• تقييم المشهد الإعلامي في إندونيسيا.

وألقت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، خطاباً في الحفل الختامي للمنتدى يوم 28 أغسطس 2014، قالت فيه « في وقت التغيير هذا، حرية التعبير وتطوير الإعلام ضروريان لصياغة نهج جديد في التنمية، محورها حقاً للإنسان »، وأشارت بوكوفا إلى المؤتمر العام لليونسكو في عام 2013 عندما أكدت الدول الأعضاء على ضرورة أن تنعكس حرية التعبير والوصول الشامل إلى المعرفة والحفاظ عليها في جدول أعمال التنمية بعد عام 2015. وقد أشير لكليهما نظراً للدور الذي يلعبانه في المساعدة على ازدهار الديمقراطيات وتعزيز مشاركة المواطنين.

وقالت المديرة العامة أيضاً، « هذه أفكار، أفكار قوية، والآن يجري أخذها قدماً من قبل الدول الأعضاء وأنا أدعو إلى جدول أعمال طموح تكون حقوق الإنسان في قلبه. هذه هي في الواقع روح خريطة طريق بالي التي وافقتم عليها جميعا ».

وتحدثت المديرة العامة أيضاً عن أهمية قطاع حر وحيوي في جميع جوانب التنمية البشرية والاجتماعية.

« حرية التعبير أمر أساسي للكرامة والديمقراطية والتنمية المستدامة والسلام والحوار والتسامح. المعلومات والمعرفة هي مفتاح صياغة المستقبل الذي نريده للجميع « .  » دستور اليونسكو … يدعو إلى « حرية تدفق الأفكار عن طريق الكلمة والصورة « - وفيما نحن نشكل أجندة جديدة لما بعد عام 2015، هذه الولاية لم تكن أبدا بهذه الأهمية من أجل السلام الدولي والرفاهية المشتركة للبشرية جمعاء، للمستقبل الذي نريده للجميع ».

وتحدثت نائبة وزير التربية والتعليم والثقافة للشؤون الثقافية بإندونيسيا عن قوة الإعلام الرقمي لكسر الحواجز وتمكين الشباب، في حين حذرت من الإشكاليات المحتملة. وقالت أيضاً، « [الشباب] يصنعون مستقبل عالمي جديد الذي يمكننا فيه أن نتعلم ونتشارك في ثقافات أخرى بطرق لم يُحلم بها حتى قبل عشر سنوات »، و « مع هذه الفرصة الكبيرة تأتي مسؤولية كبيرة. علينا أن نتحرك قدما بطريقة ايجابية متفائلة وعدم السماح لوسائل الإعلام الرقمية أن تصبح أدوات لتعزيز الكراهية والصراع « .

في ملاحظاته الختامية، تحدث السيد تيتافول سيمبيرينغ، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإندونيسي، عن دور حرية التعبير والإعلام في تعزيز ثقافة السلام واحترام التنوع. « التعبير عن الذات هو معلماً للديمقراطية »، وأضاف « أنا واثق من أن دور وسائل الإعلام التي ناقشناه أخيراً خلال منتدى الإعلام العالمي يمكن أن يغذي ويؤدي إلى مجتمع أكثر تحضراً وإلى السلام والرخاء والوئام ».

وكان دور وسائل الإعلام كجسر بين الثقافات محور تصريحات السفير طارق الأنصاري، رئيس مجلس تحالف الأمم المتحدة للحضارات، حيث قال « يمكن لوسائل الإعلام تعزيز التعايش السلمي وتوطيد التنمية الاقتصادية والازدهار »، « الإعلام في كل أشكاله يحمل في طياته أن يكون بمثابة جسر بين الثقافات والمجتمعات ».

خارطة طريق بالي للإعلام والتنمية

وبلغت ذروة منتدى الإعلام العالمي بإصدار « خارطة طريق بالي » التي تهدف إلى ضمان إدراج الإعلام على جدول أعمال التنمية العالمية، والتي تمثل الحصيلة النهائية لمنتدى الإعلام العالمي الذي عُقد على مدار ثلاثة أيام وجمع أكثر من 200 مشارك، بما في ذلك الصحفيين والمسؤولين الحكوميين والعلماء وأصحاب المصلحة الآخرين من أكثر من 30 بلداً.

وتنص خارطة الطريق على: « إن منتدى الإعلام العالمي يتبنى خارطة الطريق هذه لإدراك إمكانات وسائل الإعلام للمساهمة في التنمية المستدامة، وتشجيع إدراج هدف يعترف بأهمية حرية التعبير ووسائل الإعلام المستقلة في أهداف التنمية الشاملة ما بعد عام 2015 « .

وتحقيقاً لهذه الغاية، اقترحت خارطة الطريق مجموعة واسعة من الإجراءات لثلاث مجموعات: مهنيو الإعلام، والحكومات وكذلك اليونسكو، والمجتمع الدولي الأوسع. وتهدف جميع الإجراءات المقترحة إلى تطوير وسائل الإعلام أو في تسخير وسائل الإعلام لأغراض التنمية.

وسوف تستخدم خارطة الطريق كأساس للدعوة إلى إدراج الإعلام كهدف مستقل في أهداف التنمية المستدامة، والتي سوف تخلف الأهداف الإنمائية للألفية التي تنتهي في عام 2015.

بالإضافة إلى وضع خارطة الطريق، أثبت منتدى الإعلام العالمي (GMF) أيضاً نجاحاً في تعزيز التزام الشبكات الإقليمية وبين الأقاليم بتطوير وسائل الإعلام والإعلام من أجل التنمية.

ما إذا كان بإمكان وسائل الإعلام أن تساعد في توجيه جدول أعمال التنمية المستدامة على المدى الطويل يعتمد على إشراك الشباب. وإدراكاً لهذا، رحب المنتدى بأكثر من 70 من الشباب من جميع أنحاء آسيا والمحيط الهادئ الذين أضافوا عنصراً حيوياً لمناقشات المنتدى، حيث قدموا تغطية لنتائج المنتدى وساعدوا في إثارة نقاش قوي على تويتر باستخدام هاشتاج # Media4Future.

خارطة طريق بالي منشورة على موقع المنتدى: (Bali-gmf.com)

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو

Print This Post