نتائج أعمال الدورة التاسعة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي
2014/12/9
عقدت اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، التي تتألف من 24 دولة عضو، دورتها التاسعة خلال الفترة من 24 إلى 28 نوفمبر بمقر اليونسكو بباريس. ويشمل التراث الثقافي غير المادي ممارسات ثقافية حية مثل التقاليد الشفاهية، وفنون الإداء، والممارسات الاجتماعية، والطقوس والاحتفالات، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، والدراية المرتبطة بالصناعات الحرفية التقليدية. وقد اتخذت اللجنة مجموعة من القرارات فيما يخص إدراج عناصر في قائمة الصون العاجل، والإدراج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.
1) العناصر التي تم إدراجها في قائمة الصون العاجل 2014: (الغرض من قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل هو مساعدة الدول على حشد التعاون والمساعدة الدوليين لضمان انتقال الممارسات الثقافية المدرجة بمشاركة المجتمعات المحلية المعنية):
كينيا: رقصة إيسوكوتي عند جماعتَي إيسوخاوإيداخو في غرب كينيا
رقصة إيسوكوتي هي أداء احتفالي تقليدي تُمارسه جماعتا إيسوخاوإيداخو في غرب كينيا. وتتّخذ هذه الرقصة شكل رقصة سريعة الخطوات مفعمة بالحيوية والعواطف ويصاحبها عزف على الطبل وغناء. ولما كانت هذه الرقصة تشكل أداة متكاملة لنقل الثقافة وضمان التعايش المتناغم بين الأسر والجماعات، فإنها تؤدَّى في معظم المناسبات وفي مراحل الحياة المختلفة. إلاّ أنّ نقل رقصة إيسوكوتي يتضاءل حاليا، وقد بدأت وتيرة أدائها تخفّ. فقد بات ناقلو هذه الرقصة في معظمهم طاعنين في السن، وما مَن يخلفهم، ويفضّل عدد كبير من الأشخاص وسائل التسلية العصرية على رقصة إيسوكوتي التقليدية.
فنزويلا (جمهورية – البوليفارية): التقليد الشفهي لجماعة مابويو وخصائصه الرمزية في أرض أجداد هذه الجماعة
يشمل التقليد الشفوي وخصائصه الرمزية لجماعة مابويو في أرض أجدادها مجموعة من الروايات التي تمثّل الذاكرة الجماعية لشعب مابويو. وهو مرتبط على نحو رمزي ودائم بعدد من الأماكن الواقعة على ضفاف نهر أورينوكو في غويانا الفنزويلية. ويقوم ناقلو هذا التقليد بإعادة سرد الروايات خلال اضطلاعهم بأنشطتهم اليومية، معزّزين بذلك السمات المحددة التي تتميّز بها هذه الجماعة. ونقل هذا التقليد معرَّض للخطر حاليا بفعل الهجرة نحو الخارج، وانتهاك الأراضي بفعل صناعة التعدين، وتضاؤل استخدام لغة مابويو.
أوغندا: حفل تطهير الصبيان عند جماعة لانغو القائمة في شمال وسط أوغندا
تشكل حفلة ختان الأطفال الذكور التي يُقيمها شعب لانغو الموجود في شمال وسط أوغندا طقسَ شفاء للأطفال الذكور الذين يُعتقَد أنّهم فقدوا رجولتهم. فيبقى الطفل ووالدته في المنزل لمدّة ثلاثة أيّام ويخضع بعدها لسلسلة من الطقوس التي تشارك في تأديتها الأسرة بهدف تطهير الطفل، وتعزيز المصالحة، وضمان استعادة الطفل مكانته الاجتماعية. لكنّ عددا كبيرا من ناقلي هذا الطقس باتوا طاعنين في السن، وأصبحت هذه الممارسة تؤدَّى سرّا على نحو متزايد خوفا من المعاقبة بالحرم الكنسي.
2) أفضل الممارسات في مجال الصون (التسجيل يسمح للدول الأطراف والمجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة الآخرين لتبادل التجارب والأمثلة الناجحة على كيفية التغلب على التحديات التي تواجهها في نقل تراثها الحي): بلجيكا – حماية ثقافة الأجراس: حفظ، ونقل وتبادل ورفع الوعي.
3) العناصر التي تم ادراجها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية (القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية تضم العناصر التي تساعد في إظهار تنوع هذا التراث وزيادة الوعي حول أهميته):
الجزائر: عيد سبيبا والاحتفالات الخاصة به في واحة جانت
تقوم جماعتان تعيشان في واحة جانت بتأدية طقس سبيبا والاحتفالات الخاصة به خلال الشهر الأول من التقويم القمري الإسلامي. فيتنافس راقصون ذكور ومغنيات إناث من أجل تمثيل جماعاتهم في إطار مسابقة تدوم تسعة أيام. وما إن يتم اختيار الراقصين الذكور، يقفون ضمن حلقة ويقعقعون بسيوفهم، في حين تقوم النساء بتأدية أغنيات تقليدية على إيقاع الدف. ويصدّ هذا التقليد بشكل رمزي أعمال العنف المحتملة التي قد تنشأ بين الجماعتين، وذلك من خلال نقلها إلى مجال المنافسة الفنية.
أرمينيا: خبز لافاش الأرمني التقليدي: طريقة تحضيره ورمزيته وشكله بوصفه نوعاً من أنواع التعبير الثقافي
إنّ خبز لافاش هو خبز تقليدي رقيق يشكل جزءا لا يتجزّأ من المطبخ الأرمني. ويفرض تحضيره بذل جهود كبيرة، فضلا عن التنسيق والمهارات الخاصة، ويعزّز الروابط العائلية والمجتمعية والاجتماعية. وتعمل النساء ضمن مجموعات لخبز لافاش الذي يُقدَّم عادة ملفوفا حول أنواع محلية من الأجبان والخضار واللحوم. ويؤدّي دورا طقسيا في حفلات الزفاف حيث يوضَع على أكتاف العروسين لجلب الخصوبة والازدهار. ويشارك الرجال أيضا في هذه العملية من خلال صنع الأدوات وبناء الأفران المُستخدمة لهذه الغاية.
أذربيجان: فن ورمز كيلاغايي التقليديان – طريقة تصنيع وارتداء الأوشحة الحريرية المخصصة للنساء
تتمثّل صناعة كيلاغايي في الحياكة والصباغة والزخرفة المطبوعة عن رسوم خشبية. فيختار النسّاجون خيطانا حريرية رفيعة لصنع أقمشة مربّعة الشكل. ولألوان الأوشحة معان رمزية غالبا ما ترتبط بمناسبات اجتماعية خاصة، مثل حفلات الزفاف، والجنازات، والأنشطة اليومية والاحتفالات. وصناعة الأوشحة وارتداؤها يُعزّزان دور المرأة، ويقوّيان الوحدة الثقافية للمجتمع الأذربيجاني، إذ يشكلان تعبيرا عن الهوية الثقافية والتقاليد الدينية ورمزا للتماسك الاجتماعي.
بوليفيا: بوييلايوأياريتشي: موسيقى ورقصات ثقافة يامبارا
إنّ بوييلايوأياريتشي هما نوعان مكمّلان لبعضهما من الموسيقى والرقصات الخاصة بثقافة يامبارا. فتؤدَّى بوييلاي في إطار طقس يُحتَفل خلاله بتجديد الحياة وبالوفرة التي يفضي إليها موسم المطر، في حين تؤدَّى أياريتشي خلال موسم الجفاف في المهرجانات المخصّصة للقديسين الكاثوليكيين المتنوّعين. وتمثّل هذه الممارسات الثقافية الطريقة المفضّلة للتواصل مع الطبيعة. وخلال هذه العروض، يتم حشد شبكات مجتمعية واسعة النطاق، بما في ذلك الأطفال الذين يكتسبون المعارف والمهارات ذات الصلة من خلال الألعاب الجماعية والمراقبة.
البوسنة والهرسك: فن التطريز في منطقة زميانييه
يتمثّل فن التطريز في منطقة زميانييه في تقنية محددة تُمارسها النساء في قرى منطقة زميانييه في البوسنة والهرسك. فيُستَخدم هذا الفن، على نحو تقليدي، لزخرفة الأزياء النسائية والأغراض المنزلية، بما في ذلك فساتين الأعراس، والأوشحة، والألبسة والبياضات المنزلية. ويُستَخدَم خيط أزرق داكن لتطريز تصميمات هندسية أنيقة ومبتكرة؛ وتتيح الأنواع المختلفة للتصميمات المطرّزة تحديد الوضع الاجتماعي لنساء القرية. وتتولى عملية التطريز عادة مجموعات من النساء اللواتي يؤدين عملهن وهن يُغنين ويتحدثن.
البرازيل: دائرة كابوييرا
كابوييرا ممارسة ثقافية أفريقية برازيلية تتمثل في التعارك والرقص في آن معا، وتُعزّز الاحترام المتبادل والتماسك الاجتماعي. ويشكل اللاعبون حلقة يقف في وسطها لاعبان يتعاركان. وتفرض الحركات المنفَّذة براعة جسدية هائلة. ويقوم اللاعبون الآخرون الذين يشكلون الحلقة بالغناء، والإنشاد، والتصفيق، والعزف على آلات القرع الإيقاعية. وحلقات كابوييرا تضمّ معلّما ومعلّما مرافقا وتلامذة. والمعلّم هو الوصي على المعارف التي تنطوي عليها الحلقة والتي يكتسبها المشاركون الآخرون عبر المراقبة والتقليد.
بلغاريا: تشيبروفسكيكيليمي (سجاد تشيبروفتسي)
كيليمي سجاد محاك يدويا تقوم بتصنيعه نساء تشيبروفسكي. وتستخدم النسّاجات نولا يدويا عموديا لصنع سجادات نجوديَّة ذات وجهين تُستخَدم بشكل تقليدي لتغطية الأرض. وتنتقل هذه الممارسة بطريقة غير نظامية من الأمهات والجدّات إلى البنات، وذلك عندما يعملن معا على صنع سجادات كبيرة. ويشارك رجال البلدة عادة في إنتاج الصوف ومعالجته وصباغته. والسجاد المُنتَج معروف بتركيبته، ورسوماته الزخرفية، وألوانه.
بوروندي: الرقص الطقوسي على إيقاع الطبل الملكي
يتضمّن الرقص الطقسي على إيقاع الطبل الملكي عزفا قويا ومتناغما على الطبل، وتأدية رقصات وقصائد ملحمية وأغنيات تقليدية. وتضم الرقصات عددا كبيرا من الطبول التي تتوفر دائما في أعداد مفردة وتنظّم حول طبل مركزي في نصف دائرة. ويقوم عازفان أو ثلاثة عازفين بتأدية رقصات على إيقاع الطبل. ويشكل هذا الرقص الطقسي فرصة لنقل رسائل ثقافية وسياسية واجتماعية، ووسيلة متميّزة لجمع أشخاص ينتمون إلى أجيال وأصول متنوّعة، الأمر الذي يشجّع الوحدة والتماسك الاجتماعي.
شيلي: بايليتشينو
إنّ فرق بايليتشينو هي أخوّيات مؤلّفة من موسيقيين يقومون بالتعبير عن إيمانهم عبر الموسيقى والرقص والغناء. وتنطوي الرقصات، التي ينفذّها الرجال بشكل أساسي، على قفزات وحركات تفرض ثني الرجلين وتؤدّى على إيقاع الطبول والمزامير. والمقاطع الشعرية المؤلّفة من بيتين والمغنّاة تعيد سرد قصص مقدّسة وتعالج موضوعات دينية، في حين يتولى عازفو الطبل قيادة الرقصات ومراقبة الإيقاع الموسيقي. وتعمل الأخوّيات بوصفها نموذجا للاندماج والتماسك الاجتماعي اللذين يتعهّد بهما المجتمع المحلي بأسره.
جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية: غناء أريرانغ التقليدي
أريرانغ هو نوع من أنواع الغناء الشعبي الذي يؤدَّى في مناسبات متنوّعة ضمن الأسر، وبين الأصدقاء، وفي المجتمعات المحلية، فضلا عن المناسبات العامة والمهرجانات. ويتوفّر هذا النوع من الغناء، الذي يُنقَل ويُجدَّد بطريقة شفوية، في أشكال تقليدية متعدّدة، وفي توزيعات موسيقية سيمفونية وعصرية. وتشتمل أغاني أريرانغ عادة على ألحان رقيقة، وتعالج مسائل الرحيل واللقاء من جديد، والحزن، والسعادة. وتعزِّز العلاقات الاجتماعية، وتُسهم بالتالي في ضمان الاحترام المتبادل والتنمية الاجتماعية السلمية.
إستونيا: تقليد حمّام البخار أو السونا في منطقة فوروما
يشكل تقليد حمّام البخار أو السونا جزءا هاما من الحياة اليومية عند جماعة فورو في إستونيا. ويتضمّن مجموعة من التقاليد، بما في ذلك عادات الاستحمام الفعلية، ومهارات صناعة فراشي الاستحمام، وبناء حمّامات بخارية وتصليحها، ومعالجة اللحم بالتعريض للدخان في الحمّامات البخارية. ويُمارَس هذا التقليد عادة أيّام السبت، لكنّه يُمارس أيضا قُبيل إقامة المهرجانات أو الأحداث العائلية الكبرى. وهو في الأساس تقليد عائلي تتمثّل مهمته الأساسية في إراحة الجسد والعقل. وتتناوب الأسر على استضافة بعضها البعض.
فرنسا: غووكا: الموسيقى والأغنيات والرقصات والممارسة الثقافية التي تجسّد هوية سكان غوادالوب
تشكل غووكا أحد أهم العناصر المجسّدة لهوية سكان غوادالوب، إذ تجمع بين إنشاد الترانيم بلغة الكريولالغوادالوبية، والإيقاعات التي يجري عزفها على الطبول وأداء الرقصات. وتوحّد موسيقى غووكا مجالات التعبير الثلاثة هذه، وتشدّد على سمات الارتجال الفردي. ويُشكل المشاركون والجمهور حلقة يشارك فيها الراقصون والعازفون المنفردون الواحد تلو الآخر ويؤدون وصلتهم أمام الطبول. وتعزّز هذه الموسيقى هوية سكان غوادالوب وتعطي الحس بالتنمية المجتمعية والفخر الفردي، إذ تنقل قيم العيش المشترك، والمقاومة والكرامة.
اليونان: المهارات المرتبطة بزراعة المصطكاء في جزيرة شيوس
تُزرَع المصطكاء في جزيرة شيوس من أجل راتنجها العطري، وتُستَخرج من شجيرة من عائلة الفستقيات. وتشكل الزراعة التقليدية للمصطكاء مهنة عائلية: فيُعنى الرجال بعمليتي التخصيب الطبيعية وتشذيب الشجيرات في فصل الشتاء، وتهيئ النساء الأراضي المحيطة بجذوع الشجيرات في فصل الصيف ثم يجمعن الراتنج الذي يسيل منها في شكل دموع. وتمثّل زراعة المصطكاء حدثا اجتماعيا شاملا أُنشئت حوله شبكات من التحالفات والمساعدة المتبادلة.
الهند: صناعة أدوات من النحاس الأصفر والنحاس بطريقة حرفية تقليدية عند جماعة ثاثيراس في جانديالاغورو، بينجاب
تمثّل الأعمال الحرفية لجماعة ثاثيراس في جانديالاغورو التقنية التقليدية المستخدمة لصنع أدوات من النحاس الأصفر والنحاس في بينجاب. وتبدأ العملية بشراء كعكات معدنية يتم تسطيحها لتصبح لوحات رفيعة، ويصار بعد ذلك إلى طرقها لصنع أشكال منحنية. وتوضع اللمسات الأخيرة على الأدوات بشكل يدوي من خلال تلميعها بواسطة الرمل وعصير التمر الهندي. وقد يكون من الممكن تصنيع هذه الأدوات لأغراض طقسية أو منفعية، ليتم استخدامها استخداما شخصيا أو جماعيا في إطار مناسبات خاصة، مثل حفلات الزفاف، أو في المعابد. وتُنقَل عملية التصنيع شفويا من الآباء إلى الأبناء.
إيطاليا: الممارسة التقليدية لزراعة كروم العنب « فيتي آد ألبيريلو » (كروم على شكل شجيرات) عند جماعة بانتيليريا
تُنقَل الممارسة التقليدية لزراعة كروم العنب على شكل شجيرات عبر أجيال من مزارعي الكروم والمزارعين في جزيرة بانتيليريا. وتتألف التقنية من مراحل عدّة، بدءا بإعداد الأرض، وزراعة الكروم، وتشذيب الجذوع، ووصولا إلى حصاد العنب. وتُنقَل المعارف والمهارات التي يمتلكها ناقلو هذا التقليد وممارسوه ضمن الأسر عبر التعليم الشفوي باللهجة المحلية والممارسة. والطقوس والمهرجانات التي تُنظَّم بين شهر يوليو وشهر سبتمبر تتيح للمجتمع المحلي مشاطرة هذه الممارسة الاجتماعية مع الآخرين.
اليابان: واشي – المهارات المرتبطة بتقليد صناعة الورق يدويا
تُمارِس صناعة الورق يدويا، أو واشي، ثلاث مجموعات في اليابان. فيُصنَع الورق من ألياف ورق التوت ويُستخَدم لكتابة الرسائل والكتب، وكذلك لصناعة الشاشات الورقية، والمقسّمات، والأبواب القابلة للطي. وتعمل الأسر المعنية مع موظّفيها تحت إشراف معلّمين ورثوا هذه التقنيات عن أهلهم. وتؤدّي المجتمعات المحلية دورا هاما في المحافظة على هذه الحرفة القابلة للنمو، التي تتراوح بين زراعة التوت، والتدريب على التقنيات، ووضع منتجات واشي الجديدة.
كازاخستان: تقليد كازاخستاني يتمثّل في عزف مقطوعات كوي على آلة الـ »دومبرا »
تشير « كوي » إلى مقطوعات قصيرة تُعزَف على آلة موسيقية تقليدية بوترين على شكل إجاصة وعنقها طويل يطلق عليها إسم الـ « دومبرا ». وتهدف هذه الموسيقى إلى ربط الأشخاص بجذورهم وتقاليدهم التاريخية عبر مقطوعات كلاسيكية ومُرتَجلة. وتؤدَّى خلال اللقاءات العائلية والمجتمعية، وتترافق عادة مع سرد لقصص وأساطير. وتؤدّي دورا هاما في تعزيز التماسك الاجتماعي بين سكان كازاخستان، وتبعث فيهم في الوقت عينه حس الهوية والانتماء.
كازاخستان وقيرغيزستان: المعارف والمهارات التقليدية المرتبطة بصناعة منازل اليورت (خيم تركمانيي قبائل البدو الرّحل)
اليورت هو منزل قابل للتنقّل يستخدمه شعبا كازاخستان وقيرغيزستان. ويتكوّن من إطار خشبي مستدير يحمل فوقه غطاء من اللباد، ويتماسك مع بعضه البعض بواسطة حبال وأربطة، ويمكن جمعه وتفكيكه بسهولة. ويتولّى الرجال والمتدرّبون لديهم صناعة الأطر الخشبية، في حين تهتم النساء بالزخرفة الداخلية والأغطية الخارجية المزيّنة بزخارف حيوانية أو نباتية أو هندسية تقليدية. وتُنظَّم جميع الاحتفالات في منازل اليورت التي تبقى رمزا للأسرة والضيافة التقليدية، وأساسا لهوية الشعبين الكازاخستاني والقيرغيستاني.
لبنان: الزجل – الشعر المحكي أو المُغَنَّى
إنّ الزجل شعر شعبي محكي أو مُغنَّى يؤدَّى في إطار احتفالات اجتماعية وعائلية وفي الحياة اليومية. وخلال المبارزات الشعرية، تقوم فرق من الشعراء بتحدّي بعضها البعض عبر تلاوة أبيات شعرية على إيقاع الدف والدربكة، وذلك أمام جمهور مختلط. وتصوّر هذه التبادلات الشفوية جمال لبنان، وأهمية التسامح، والحوار بين الطوائف والأديان. وتُستَخدم المبارزات الشعرية بوصفها صمّام الأمان الذي يساعد في حلّ النزاعات وتعزيز التماسك الاجتماعي.
ملاوي: تشوبا – رقصة تقديم القرابين عند جماعات لومُوي في جنوب ملاوي
تُمارس رقصة تشوبا جماعات لومُوي في جنوب ملاوي. وتؤدَّى هذه الرقصة عادة خلال الاحتفالات التي تُقام بعد الحصاد الجيّد ورحلات الصيد الناجحة، وخلال تقديم القرابين لإرضاء أرواح الأسلاف في إثر كوارث مثل الجفاف وتفشّي الأمراض. وتُنقل المعارف والمهارات المرتبطة بهذه الرقصة خلال دورات تدريبية وحفلات أداء تُنظَّم في المناسبات. وتُعزّز رقصة تشوبا التماسك الاجتماعي لجماعات لوموي، إذ يقوم أعضاء هذه الجماعات بتوفير الدعم المتبادل لبعضهم البعض في أوقات الحاجة، أي في أوقات المرضى والحزن، وبتقديم المساعدة للعمل المجتمعي على الأرض.
مالي: احتفال الأقنعة والدمى في مركالا
إنَّ احتفال الأقنعة والدمى طقس تُمارسه المجتمعات المحلية في مركالا. فخلال موسم الجفاف، يشارك شباب مبتدئون في طقوس تؤدَّى في غابة مقدَّسة واقعة على مقربة من نهر النيجر وتتميّز برقصاتٍ الوجوه فيها مقنّعة وبمسرح الدمى. ويرمز كلّ قناع وكلّ دمية إلى الرابط المقدّس بين الإنسان والطبيعة، وتجسّد حيوانات محدّدة بعضا من فضائل المجتمع. وهذا الطقس الممارَس يصوّر التماسك، والحوار، والتسامح، فضلا عن استمرارية الهوايات الثقافية المتعددة التي تتميّز بها مجتمعات مركالا المحلية والقرى المجاورة لها.
موريشيوس: رقصة سيغا الموريشيوسية التقليدية
إنّ رقصة سيغا الموريشيوسية التقليدية فن يرمز إلى جماعة الكريول العرقية. ويقوم كلّ مغنّ منفرد بارتجال كلمات الأغاني على إيقاع آلات طبل رافانني وعلبة مارافانني الصوتية والمثلث الحديدي. ويُحرِّك الراقصون أوراكهم وأيديهم، مستخدمين خطوات قصيرة للتنقّل حول بعضهم البعض. ويقوم ممارسو هذا التقليد بنقل مهاراتهم في هذا المجال بطريقتين نظامية وغير نظامية عبر المشاركة والتقليد. ويمكن لجميع أعضاء المجتمع تأدية رقصة سيغا التي تسهم في توحيد مجموعات متنوّعة حول تراث موريشيوسي مشترك.
منغوليا: مسابقة رمي العظام الصغيرة عند المغول
إنّ مسابقة رمي العظام الصغيرة لعبة تنفّذ ضمن فرق في منغوليا. فتقوم فرق مؤلفة من ستة إلى ثمانية لاعبين بتسديد ضربات خفيفة لقذف ثلاثين لوحة رخامية مصفوفة على شكل دومينو على سطح خشبي ناعم باتجاه عظام صغيرة، وذلك بهدف إدخالها في المنطقة المستهدفة. وكلّ رام يملك أدوات وآلات قذف وضعت خصيصا له، ويرتدي زيا مزخرفا بنقوش مميّزة تختلف باختلاف رتبته ومزاياه. ويشجّع هذا التقليد التفاعل بين أعضاء الفريق المنتمين إلى خلفيات متنوّعة، ويعزّز احترام الأعضاء للأشخاص الأكبر سنا ولبعضهم البعض، مع العمل في الوقت عينه على تحسين التماسك الاجتماعي.
المغرب: الممارسات والمهارات المرتبطة بشجرة أركان
تمُارس النساء الريفيات طرائق تقليدية لاستخراج الزيت من ثمرة شجرة الأركان، وكذلك يفعل الرجال الذين يعيشون في محمية أركان للمحيط الحيوي في المغرب لكن بدرجة أقل. ويُستخدَم هذا الزيت لأغراض مختلفة تشمل الطهي، والأدوية وأدوات التجميل، ويُقدَّم بوصفة هدية زفاف. وزراعة هذه الشجرة، واستخراج الزيت منها، وإعداد الوصفات والمنتجات المستمدة منها، فضلا عن صنع الأدوات التقليدية لتأدية المهام المتنوّعة في هذا المجال، جميعها مسائل تُنقل عبر التقليد والتعليم غير النظامي.
النيجر: الممارسات وأشكال التعبير المرتبطة بإطلاق النكات في النيجر
يشكل إطلاق النكات ممارسة اجتماعية تؤدَّى لتنظيم العلاقات الاجتماعية والتخفيف من حدّة الضغوطات بين أشخاص ينتمون إلى مجتمعات إثنية ولغوية مختلفة. ويضطلع الأعضاء بمسؤولية إطلاع بعضهم البعض على الحقيقة، وإطلاق النكات واللعب معا، وتوحيد مواردهم، مع العلم بأنّه يمكن حلّ جميع الخلافات بشكل سلمي. وتقليد إطلاق النكات، الذي يُنقل على نحو غير نظامي من جيل إلى آخر، يشكّل أداة مصالحة وبناء سلام، ويُعزّز التماسك والاستقرار ضمن الأسر والمجموعات الإثنية والمجتمعات المحلية.
عُمان والإمارات العربية المتحدة: العيّالة، فن من فنون الأداء التقليدية في سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة
إنّ العيّالة فن من فنون الأداء الثقافي الشعبي الذي يُمارَس في عُمان والإمارات العربية المتحدة خلال المهرجانات الدينية والوطنية وحفلات الزفاف. ويشمل هذا الفن قصائد مغنّاة، وعزف على الطبول، ورقص، وتمثيل مشاهد تصوّر ساحة قتال. وتؤدّى بواسطة صفين متقابلين من الرجال الذين يحملون عصيا من الخيزران، ويُحرِّكون رؤوسهم وعصيّهم وينشدون قصائد شعرية، في حين يتنقّل المؤدّون بين الصفّين حاملين سيوفا وأسلحة فيقذفونها ثم يلتقطونها. والمؤدّي الرئيسي يحصل عادة على هذه الصفة بالوراثة، ويكون مسؤولا عن تدريب المؤدّين الآخرين.
البيرو: عيد عذراء كانديلاريا في بونو
إنّ عيد عذراء كانديلاريا، الذي يُحتفل به خلال شهر شباط/فبراير من كل عام في مدينة بونو، يرتكز على التقاليد الكاثوليكية والعناصر الرمزية للرؤية الكونية الأنديزية لجماعتي كويشواوأيماراالإثنيتين. فيؤدّى خلاله طقس ديني يتمثّل في تجوال موكب ديني عبر الطرقات وحمل صورة السيدة العذراء ورفعها عاليا. وتُنقَل المعارف والمهارات التقليدية المرتبطة بالرقص والموسيقى وصناعة الأقنعة للأجيال الأصغر سنا خلال البروفات وحلقات العمل المتصلة بالأعمال الحرفية التي تُنظّمها اتحادات معنية ثلاثة.
البرتغال: كانتيألينتيجانو – غناء متعدّد الأصوات في ألينتيجانو
إنّ غناء ألينتيجانو هو نوع غنائي تقليدي مؤلّف من جزئين تؤدّيه جوقة من الهواة في جنوب البرتغال. ويتّسم هذا النوع من الغناء بنغمات وكلمات وأنماط صوتية متميّزة، ويؤدّى من دون اللجوء إلى آلات موسيقية. فتوضَع كلمات مجموعة واسعة من القصائد الشعرية التقليدية على ألحان قائمة أو جديدة، وتُعالج هذه القصائد موضوعات تقليدية ومعاصرة. ويؤدَّى هذا النوع من الغناء خلال اللقاءات الاجتماعية في المساحات العامة والخاصة على حدّ سواء، ويُعزّز الحوار بين الأجيال، وبين الأشخاص المنتمين إلى الجنسين وإلى خلفيات متنوّعة، فيُسهم بالتالي في التماسك الاجتماعي.
جمهورية كوريا: تقليد تونغاك – فرق موسيقية ورقص وطقوس مجتمعية
إنّ تونغاك هو فن تعبيري شعبي يُمارَس على نطاق واسع في جمهورية كوريا ويجمع بين الإيقاع والاستعراض والدراما والمفاخر البهلوانية. ويؤدَّى لاسترضاء الآلهة والصلاة من أجل حصاد وفير في فصل الربيع، ومن ثمّ الاحتفال بذلك خلال مهرجانات فصل الخريف، وجمع الأموال من أجل المشاريع المجتمعية، والمساعدة في تعزيز التضامن والتعاون وإرساء الحسّ بالهوية المشتركة. ويطّلع الجمهور على تقليد تونغاك من خلال المراقبة والمشاركة، في حين تؤدي الفرق المجتمعية والمؤسّسات التعليمية دورا هاما في نقله.
صربيا: السلافا – العيد التقليدي المخصص لتبجيل شفيع الأسرة
في صربيا، تحتفل الأسر المسيحية الأرثوذكسية مع جيرانها وأصدقائها سنويا بعيد السلافا، وذلك في يوم عيد شفيعها. وتُضاء شمعة مُصمّمة خصيصا لهذه الغاية في المنزل العائلي، ويُسكَب النبيذ على كعكة السلافا التي تُقطَّع على شكل صليب وتُدار وتُقسَّم إلى أربعة أجزاء ومن ثمّ تُرفع. وتؤدّي النساء دورا هاما في نقل المعارف المرتبطة بالطقوس وبمعانيها وأغراضها، وذلك ضمن الأُسر. ويُعزّز عيد السلافا العلاقات الاجتماعية ويشجّع الحوار بين المناطق المتعدّدة الإثنيات والطوائف.
جمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة: رقصة كوباتشكانا الشعبية في قرية درامتشي بمنطقة بيانيتس
إنّ رقصة كوباتشكانا هي رقصة اجتماعية ديناميكية وحيوية يؤدّيها سكان قرية درامتشي بمنطقة بيانيتس. وتؤدَّى هذه الرقصة في إطار نصف دائرة خلال حفلات الزفاف واللقاءات العامة والأعياد الدينية. وتبدأ الرقصة بحركة مشي بطيئة، تليها خطوات رشيقة وقصيرة، وتتبعها خطوات سريعة ودوس أقدام. وبالنسبة للجماهير المحلية، تشكل رقصة كوباتشكانا رمزا للهوية الثقافية، ليس فقط لسكان قرية درامتشي بل أيضا لمنطقة بيانيتس الأوسع نطاقا.
تركيا: إبرو – فن الرخام التركي
إنّ فن إبرو هو فن تركي تقليدي يتمثّل في إنشاء نماذج ملوّنة من خلال رش ألوان في وعاء مياه زيتية ومسحها بالفرشاة ومن ثم نقل النماذج على ورق. وهذا الفن المعروف بفن الرخام يُستخدَم عادة من أجل الزخرفة في إطار فن تجليد الكتب التقليدي. وتُنقَل المعارف والمهارات التي يمتلكها فنّانو إربو وممارسو هذا الفن والمتدرّبون عليه نقلا شفويا وعبر التدريبات العملية غير النظامية التي تُنظّم بين المعلّمين والمتدرّبين. وفن إبرو يُشجِّع على الحوار، ويُعزّز الروابط الاجتماعية والعلاقات بين الأفراد والمجتمعات المحلية.
أوزبكستان: أسكيا – فن الدعابة الحاذقة
أسكيا هو نوع من أنواع الفنون الشعبية الشفوية التي تتّخذ شكل حوار بين شخصين أو أكثر يقومان بتبادل النكات بشأن موضوع محدّد. وعلى ناقلي هذا التقليد وممارسيه، الذين هم من الرجال بشكل أساسي، أن يُتقنوا خصائص اللغة الأوزبكية وأن يكونوا قادرين على الارتجال والتفكير بسرعة وحذاقة، باستخدام روح النكتة والمزاح إلى حدّ بعيد. والحوارات، على الرغم من كونها فكاهية، إنّما تؤدّي دورا قيّما في رفع الوعي بشأن التوجّهات والأحداث الاجتماعية، وذلك عبر لفت الانتباه إلى مسائل هامّة من خلال المراقبة الدقيقة للحياة اليومية.
فييتنام: أغنيتا « في » و »جيام » الشعبيتان في نغيه تين
تُؤدّي أغنيتي « في » و »جيام » المجتمعات المحلية في شمال وسط فييت نام. وتُغنَّى فيما يقوم السكان بزرع الأرز في الحقول، وبتجذيف القوارب، وبصناعة القبعات أو بهدهدة الأطفال. وتُركّز الأغنيات على قيم وفضائل أساسية، بما في ذلك احترام الأهل، والولاء، والرعاية والإخلاص، وأهمية الصدق وطيبة القلب. والغناء يتيح للسكان فرصة الحدّ من معاناتهم خلال العمل، وتخفيف الحزن الذي يلفّ حياتهم، والتعبير عن المشاعر التي يتبادلها الرجال والنساء.
المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو