نشاط اليونسكو في تعزيز النظم التعليمية
2012/08/23
تسعى اليونسكو من خلال آلياتها المتمثلة في قطاع التربية بمقرها بباريس ومكاتبها الاقليمية الموزعة في مناطق عديدة من العالم الى تعزيز النظم التعليمية. ويتمحور هذا النشاط في عدد من العناصر تخضع للمكونات المعتادة للمنظومة التعليمية، نذكر منها ما يلي:
· الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة
تعرف الطفولة المبكرة بأنها الفترة الممتدة من الميلاد إلى 8 سنوات من العمر. وهي فترة تطور ملفت للدماغ، وترسي هذه السنوات أسس التعلّم في المستقبل.
في العالم النامي يتوفى كل عام 10.5 ملايين من الأطفال دون الخامسة من جراء أمراض يمكن الوقاية منها. واليونسكو تروج لبرامج الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة التي تتناول الصحة والتغذية والأمن والتعلّم والتي توفر أسباب التنمية المتكاملة لقدرات الأطفال. وتندرج برامج الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ضمن طائفة من البرامج التي تعزز التعليم الجامع.
· التعليم الثانوي
يهدف التعليم الثانوي الجيد إلى مساعدة الشباب على تحقيق كامل قدراتهم البشرية والتمتع بمكانة في مجتمعاتهم باعتبارهم مواطنين يعيشون حياة منتجة، ويتحملون مسؤولياتهم ويناصرون الديمقراطية.
أفضى التقدم المحرز نحو تحقيق تعميم التعليم الابتدائي إلى تزايد الطلب على التعليم الثانوي، ولاسيما في بلدان افريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث ارتفعت مستويات القيد بالمدارس الثانوية بنسبة 55 في المائة بين عامي 1999 و 2005.
تدعم اليونسكو الجهود الوطنية الرامية إلى الاستجابة لهذا الطلب، وزيادة فرص الانتفاع بالتعليم الثانوي وتعزيز جودته.
· التعليم العالي
ُتعتبر اليونسكو الهيئة الوحيدة التابعة للأمم المتحدة التي تتمتّع بولاية في مجال التعليم العالي. وتقدّم المنظمة دعمها للحكومات والمؤسسات في العالم لبناء قدراتها وصياغة سياسات واستراتيجيات بحيث يساهم التعليم العالي بشكل تام في التنمية الوطنية المستدامة.
· التعليم الجامع
يستند التعليم الجامع إلى الحق في تعليم جيد للجميع يلبي احتياجات التعلم الأساسية ويثري حياة الدارسين كافة. ومن خلال التركيز بوجه خاص على الفئات المستضعفة والمهمشة، يرمي التعليم الجامع إلى تمكين جميع الأفراد من تنمية إمكاناتهم بالكامل. يتمثل الهدف الأسمى للتعليم الجامع الجيد في وضع حدّ لكافة أشكال التمييز، ودعم التماسك الاجتماعي.
· الفئات المستضعفة والمهمشة
يوجد، في الوقت الحالي، 75 مليون طفل مستبعدون من التعليم. ويعيش سبعة من أصل عشرة أطفال مستبعدين من التعليم في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي غرب آسيا. ومن هؤلاء الأطفال، تمثل الفتيات ستين في المائة يعشن في الدول العربية، وستة وستين في المائة في جنوب وغرب آسيا. أما الأسباب الرئيسية للاستبعاد فهي: الفقر، وعدم التكافؤ بين الجنسين، والإعاقات، وتشغيل الأطفال، واستخدام لغة من لغات الأقليات، والانتماء إلى شعب من الشعوب الأصلية، والعيش في بيئات الرحّل وفي المناطق الريفية. يُعتبر المصطلحان « المستضعفون » و »المهمشون » من المصطلحات غير الدقيقة التي تشمل أنماطاً متعددة ومختلفة من الأفراد والفئات المحرومين من حقهم في التعليم. ويرد أدناه عدد من المنظمات والأنشطة والمطبوعات المختارة التي ترمي إلى إيجاد الحلول الكفيلة بإدماج هؤلاء الأفراد والفئات.
· أجوبة اليونسكو على تحديات مرض الإيدز
تعمل اليونسكو على دعم الأجوبة اللازمة على التحديات التي يطرحها فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز التي تشمل حاجات سكّان كافةً وقضاياهم وتأخذها في الاعتبار. غير أن أولى الأولويات تعطى إلى مجموعةٍ سكّانيّةٍ أساسيّةٍ تشمل الفئات الأكثر تأثّرًا بفيروس نقص المناعة البشرية والشباب في المدارس. كما تعمل المنظمة على بلورة الأجوبة التي تأخذ في الاعتبار الجنس والعمر، وتكون ملائمةً ثقافيًّا، وتعتمد على أدلّة، وترتكز على حقوق الإنسان، وتتعلّق بأشخاصٍ يتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشرية وفئات أخرى متأثّرة في المراحل كافةً.
وتؤدي اليونسكو دورًا رائدًا في المبادرة العالمية بشأن فيروس/مرض الإيدز والتعليم وفي فريق العمل المشترك بين الوكالات المعني بالتعليم والتابع لبرنامج الأمم المتحدة الخاص بفيروس ومرض الإيدز، وهما آليّتان أساسيّتان لتعزيز جهود برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) المشتركة من أجل تحقيق الانتفاع للجميع ببرامج الوقاية والعلاج والرعاية والدعم. تعمل اليونسكو، بصفتها عضوا مؤسّسا مشاركا في رعاية برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، في إطار شراكة وثيقة مع 9 شركاء آخرين في الرعاية ومع أمانة هذا البرنامج. يتمّ تنظيم عمل اليونسكو لمواجهة فيروس ومرض الإيدز في سياق:
- تحقيق أهداف التعليم للجميع.
- إعلان الأمم المتحدة للالتزام بشأن فيروس ومرض الإيدز، الذي اعتمدته دورة الجمعيّة العامة الاستثنائية المعنية بفيروس ومرض الإيدز في العام 2001 – والذي تمت مراجعته في العام 2006.
· أهداف التعليم للجميع
ترمي الأهداف الستة للتعليم للجميع المتفق عليها دولياً إلى تلبية حاجات التعلم لجميع الأطفال، والشباب والكبار بحلول عام 2015.
الهدف 1: توسيع و تحسين الرعاية و التربية على نحو شامل في مرحلة الطفولة المبكرة، و خاصة لصالح أكثر الأطفال تأثرا و أشدهم حرمانا
الهدف 2: العمل على أن يتم بحلول عام 2015 تمكين جميع الأطفال من الحصول على تعليم ابتدائي جيد ومجاني وإلزامي، و إكمال هذا التعليم مع التركيز بوجه خاص على البنات و الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة و أطفال الأقليات الإثنية
الهدف 3: ضمان تلبية حاجات التعلٌم لكافة الصغار و الراشدين من خلال الانتفاع المتكافئ ببرامج ملائمة للتعلٌم و اكتساب المهارات الازمة للحياة
الهدف 4: تحقيق تحسين بنسبة 50 في المائة في مستويات محو أمية الكبار بحلول عام 2015، و لاسيما لصالح النساء، و تحقيقي تكافؤ فرص التعليم الأساسي و التعليم المستمر لجميع الكبار
الهدف 5: إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم الابتدائي و الثانوي بحلول عام 2005، و تحقيق المساوة بين الجنسين في ميدان التعليم بحلول عام 2015، مع التركيز على تأمين فرص كاملة و متكافئة للفتيات للانتفاع و التحصيل الدراسي في التعليم أساسي جيد
الهدف 6: تحسين كافة الجوانب النوعية للتعليم و ضمان الامتياز للجميع بحيث يحقق جميع الدارسين نتائج واضحة و ملموسة في التعلٌم، و لاسيما في القراءة و الكتابة و الحساب و المهارات الأساسية للحياة
· دور اللغات في التعليم
تدعم اليونسكو نُهج التعليم بلغتين والنُهج المتعددة اللغات المرتكزة على اللغة الأم، وهي النهج التي تمثل عاملاً مهماً للاستيعاب والانتفاع بتعليم جيد النوعية. وتُبين بحوث أجريت في هذا الشأن أن ذلك يُؤثر تأثيراً إيجابياً في عملية التعلم ونتائجها. توفر المنظمة أطراً تقنينية للسياسات اللغوية والتعليم، كما أنها تسهم في توفير الممارسات الجيدة في التعليم بلغتين والتعليم المتعدد اللغات وتدريس اللغة الأم.
المصدر: اليونسكو