وزارة التربية والتعليم في ليبيا تستعد لانعقاد المؤتمر الوطني للتعليم
2012/04/17
دعت وزارة التربية والتعليم في ليبيا في أواخر العام الماضي (2011) إلى تنظيم مؤتمر وطني للتعليم على أن ينعقد في شهر يونيو القادم (2012). انطلقت هذه الدعوة من أهمية التعليم لجميع فئات المجتمع في كافة أنحاء ليبيا وضرورة مشاركة الجميع في رسم سياسته ووضع استراتيجياته، وبرمجة خططه ومشاريعه في ظل مناخ الحرية والديمقراطية الذي دثرت به ثورة 17 فبراير الشعب الليبي، ودفعته إلى خلع ما ران على منظومة التربية والتعليم من شوائب دنست البرامج التعليمية والخطط الدراسية. والاندفاع بقوة الرغبة في التغيير إلى تثبيت أسس الارتقاء بالمجتمع الليبي إلى مصاف المجتمعات المحترمة، والشعوب التي ترنو إلى الرفعة والكمال. لقد علمت وزارة التربية والتعليم أن ذلك لن يتأتى إلا بمشاركة الفئة الواعية والمثقفة وذوي العلاقة بالتربية والتعليم في إضاءة معالم على طريق تنمية القدرات وتحسين الأداء، وتوظيف العملية التعليمية بشفافية وموضوعية لتحقيق الأهداف الرامية إلى النهوض بليبيا وتطويرها كدولة تسعى إلى أن تكون حاضرة ومؤثرة في الأسرة الدولية بفعل نجبائها وعلمائها ومخترعيها اللذين يتخرجون من مدارسها الراقية، ومؤسساتها التعليمية المتحضرة، مؤهلون لأحداث التنمية الشاملة المستنيرة المستدامة في ليبيا واثبات الجدارة والتميز والاستحقاق في الخارج. والمؤتمر الوطني للتعليم هو البوتقة التي تنصهر فيها الأفكار والآراء والمناخ الذي يتعمق فيه التأمل والتبصر من أجل التخطيط لمستقبل التعليم ورفع كفاءة أدواته وأساليبه ومنفذيه.
أن التطور التعليمي الواعد ينبغي أن يتم وفق إستراتيجية وطنية شاملة ودقيقة ومتكاملة تصاغ بحكمة وموضوعية وكفاءة تأخذ في اعتبارها الآراء والمقترحات والأفكار التي يبديها العاملون في حقل التعليم من أساتذة مختصين، وإداريين علميين، وموجهين تربويين واختصاصيين عارفين وعلماء قادرين في مجال التدريب والتكوين وتصميم المقررات الدراسية، وإعداد الكتب المنهجية، ويغلف ذلك كله ارادة سياسية جادة وصادقة تستمد قوتها من قاعدة مجتمعية تدفع إلى الأمام، وتشد العزيمة، وتعاضد الساعين إلى التغيير النافع، وتحصن العاملين في مجال التربية والتعليم في مواجهة الدعوات الرامية إلى التمسك بالمحتويات والأساليب التقليدية البالية التي أثبت عجزها في مجال التنمية، وتدنيها في مجال القيم وفقرها في مجال الاكتساب والتحصيل.
أن التغيير التعليمي المرتقب، والإصلاح التربوي المبتغى، والتطور العلمي المنشود يعتمد على البحث والاستقصاء، وعلى التجربة والملاحظة، وعلى الاستنتاج والاستنباط مشحون بخلفية علمية رصينة، وفكر مستنير، وعقلية منفتحة, ورغبة أكيدة في التحول من المراتب الدنيا التي فرضت علينا بفعل ظروف قاسية مرت بنا في الماضي إلى مراتب عليا نتطلع إليها في المستقبل الذي نعقد الأمل في أن يكون زاهراً ومثمراً ومفيداً.
لأجل ذلك شرعت وزارة التربية والتعليم في الإعداد لعقد المؤتمر الوطني للتعليم، وحددت له أهدافاً اجرائية منها:
- مراجعة السياسات التعليمية في ضوء المستجدات والمتغيرات المحلية والعالمية.
- دراسة المناهج التعليمية دراسة تحليلية في ضوء التطورات العالمية.
- دراسة برامج إعداد المعلمين وتدريبهم، وتأهيلهم أثناء الخدمة وقبلها بما يجعلهم قادرين على القيام بأدوارهم المتجددة.
- دراسة آليات الارتقاء بتجويد مخرجات التعليم، ومدى ارتباطها بسوق العمل.
- تشخيص البيئة التعليمية، وتحديد معوقاتها، واقتراح الحلول الملائمة لها.
- الاستفادة من التجارب والخبرات التعليمية العالمية المعاصرة.
استناداً على هذه الأهداف، عملت اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي تشكلت في أواخر العام الماضي على تحديد المحاور وبنود النقاش في الآتي:
أولاً: محور (السياسات التعليمية في ضوء المستجدات والمتغيرات المحلية والعالمية) ويشمل البنود التالية:
· التشريعات
· تأنيت التعليم
· السلم التعليمي
· رياض الأطفال
· التعليم الأساسي
· التعليم المتوسط
ثانياً: محور (المناهج التعليمية في ضوء التطورات العالمية) ويشمل البنود التالية:
· الأهداف التعليمية
· المقررات الدراسية
· الوعاء الزمني للمقررات
· طرائق التدريس وأساليبه واستراتيجياته
· أساليب القياس والتقويم
ثالثاً: محور (برامج إعداد المعلمين وتدريبهم، وتأهيلهم قبل الخدمة وبعدها) ويشمل البنود التالية »
· سياسات إعداد المعلمين
· برامج إعداد المعلمين
· تدريب المعلمين ورفع كفاءاتهم
· تجارب عالمية في مجال إعداد المعلمين وتأهيلهم
رابعاً: محور (آليات الارتقاء بتجويد مخرجات التعليم) ويشمل البندين التاليين:
· طبيعة مخرجات التعليم، وارتباطها بسوق العمل.
· مخرجات التعليم في ضوء المتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية.
خامساً: بند (واقع البيئة التعليمية) ويشمل البنود التالية:
· الإدارة المدرسية والتعليمية
· مستوى أداء المعلمين والمفتشين التربويين.
· المبنى المدرس، والبيئة المحيطة
· خدمات الدعم التعليمية (المعامل المدرسية، تقنيات التعليم، وسائل الايضاح… الخ)
· النشاط المدرسي
سادساً: محور (التجارب والخبرات التعليمية العالمية المعاصرة) ويشمل البند التالي:
· التجارب والخبرات الناجحة التي توصلت إليها بعض الدول في مجال التعليم العربية منها والدولية.
توطئة لمناقشة هذه المحاور والبنود في المؤتمر الوطني للتعليم الذي سينعقد في شهر يونيو القادم، ومراعاة للمنهجية العلمية التي ارتأتها اللجنة التحضيرية والتي قد يكون الدافع لها هو إيجاد بيانات ومعلومات ومقترحات من الميدان ومستمدة من الممارسات التطبيقية للعملية التعليمية لملء الفراغ الذي قد يترأى للبعض جراء عدم وجود دراسات احصائية علمية لواقع التعليم في ليبيا يملي ضرورة التغيير وإعادة النظر في كافة جوانب العملية التعليمية برمتها. فقد مهدت للمؤتمر بخطوتين:
الخطوة الأولى (تنعقد المؤتمرات المحلية على هيئة ورش عمل):
يتم في هذه المرحلة عقد ملتقيات محلية للتربية والتعليم في شكل ورش عمل بكافة مناطق ليبيا بمشاركة المختصين من معلمين ومفتشين تربويين وأكاديميين وأولياء أمور وأعضاء من المجتمع المدني وكل المهتمين الآخرين بالعملية التعليمية لدراسة المشكلات العملية الحقيقية التي تواجه التعليم والمعوقات التي تعرقل سير العملية التعليمية، وتقديم المقترحات والحلول في ضوء البنود المدرجة والمحاور الستة المحددة للمؤتمر.
وقد انتهت هذه المرحلة بانعقاد ورش العمل في 30 منطقة في ليبيا من ضمنها منطقة بنغازي ومنطقة طرابلس التي اختتمت فيها ورشة العمل بتاريخ 11/4/2012.
الخطوة الثانية (إعداد الوثائق الأساسية للمؤتمر الوطني للتعليم)
تعكف في هذه المرحلة اللجنة التحضيرية على تجميع نتائج ورش العمل التي عقدت في المرحلة السابقة ووضعها في قاعدة بيانات وتلخيص الآراء والمقترحات وصياغة الملخصات لكل من المحاور الستة وبنودها التفصيلية لتكون وثائق يمكن النظر إليها في المؤتمر الوطني للتعليم وتؤسس للتخطيط الاستراتيجي في المستقبل.
أن ذروة هذا النشاط سيكون عند انعقاد المؤتمر الوطني للتعليم على مستوى ليبيا للتفكير والتأمل فيما انتهت إليه ورش العمل المحلية السابقة. فالدعوة موجهة إلى كل المهتمين والباحثين في قطاع التعليم وأولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في أعمال المؤتمر الوطني للتعليم للوصول إلى أفضل النتائج وأنجع الحلول لتتمكن وزارة التربية والتعليم من تأطيرها وإخراجها بشكل علمي تؤسس لخطة إستراتيجية تتسم بالشمول والموضوعية والقابلية للتطبيق والتقويم ملحقه بوسائل التنفيذ وآليات المتابعة والتطبيق وهو الهدف المنشود من المؤتمر. ونأمل أن يؤدي ذلك إلى تطوير نوعي في المنظومة التعليمية يرضي طموحاتنا في بناء ليبيا الجديدة.
المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو