أثناء زيارته الرسمية لفرنسا ، واجتماعه بوزيرة الثقافة الفرنسية وبالمسؤولين في كل من متحف اللوفر ومعهد العالم العربي، قام معالي وزير الثقافة والمجتمع المدني (د. الحبيب الأمين) بزيارة إلى اليونسكو يوم (الثلاثاء 15 يناير) التقى خلالها في اجتماع بمدير عام اليونسكو المكلف ( هانز دورفيل) ومساعد المديرة العامة للثقافة (فرنسيسكو باندرين) ومدير مركز التراث العالمي (كيشوري راو) والمسؤولة عن المشاريع الممولة من خارج الميزانية (جيسيكا جيفسون) و المسؤولة التنفيذية في مكتب المديرة العامة (باولا ميونسيني بارتولي) والمسؤولة في مكتب التخطيط  (آن بليندا بريس) وخبيرة البرامج (باتريسيا صافي) .

 وكان برفقة معالي الوزير كل من :

-          السيد صالح رجب العقاب، مدير مصلحة الآثار.

-          السيد محمد علي وفاء، أستاذ جامعي.

-         السيد فتحي نصيب محمد، مدير مكتب التعاون الفني، وزارة الثقافة والمجتمع المدني.

-         السيد عبد الرحمن الهادي خماده، إدارة شؤون التعاون بوزارة الخارجية.

-         الآنسة هالة المهدي المخرم، سكرتيرة ثانية بالسفارة الليبية بباريس.

-         د. عبد السلام القلالي ، مندوب ليبيا لدى اليونسكو

بعد أن رحب مدير عام اليونسكو المكلف بالسيد الوزير والوفد المرافق له أعرب عن دعم اليونسكو لليبيا الجديدة مشيرا إلى وقوف اليونسكو إلى جانب الثورة الليبية عام 2011 وثمن بتقدير عال الجهود المشتركة بين اليونسكو والجهات المختصة الليبية في تنفيذ جملة من المشاريع والبرامج خلال الفترة القليلة الماضية مؤكدا على أهمية إنشاء مكتب اليونسكو للمشروعات في ليبيا الذي اتخذت بشأنه بعض الخطوات التنفيذية ، والمؤمل أن يتم إنهاء الإجراء بالخصوص من أجل توثيق العلاقة بين اليونسكو وليبيا وتعميق التعاون بينهما.

 وفي معرض رده على مدير عام اليونسكو المكلف ، أعرب السيد الوزير عن سعادته بزيارة اليونسكو ، وأبدى رغبته في أن تنظر اليونسكو إلى ليبيا برؤية جديدة ،وتتطلع إليها بخلفية ثورة 17 فبراير مع التوجه إلى تقديم المساعدة الفنية الممكنة، وتمتين أواصر التعاون  بين المنظمة وليبيا الذي يعكس كمية ونوع المشاريع المدعومة من ليبيا في السابق ، واستفادت منها اليونسكو في تنفيذ برامجها. وحري بليبيا –الآن- أن تستفيد من هذه المنظمة العتيدة بما لديها من خبرة ودراية في مجال الثقافة والتراث . واقترح السيد الوزير على اليونسكو أن تقدم خبرتها في المجالات ذات الأولوية لعمل وزارة الثقافة والمجتمع المدني في ليبيا واقترح على سبيل التأكيد ما يلي :

 *إعداد تصور لما ينبغي أن يكون عليه المركز الثقافي في ليبيا من حيث المكونات الثقافية وإدارة وتسيير المركز وآلية عمله وطريقة تنفيذ أنشطته وبرامجه ، والإجراءات التي يجب اتباعها ليؤدي المركز الثقافي الدور المناط به في المجتمع . وما يمكن أن تقدمه اليونسكو من استشارات ورؤى ومساعدة فنية تساهم مع الجانب الليبي في إنشاء مركز ثقافي يكون نموذجا تؤسس على منواله المراكز الثقافية في ليبيا، خاصة وأن ليبيا تواجه تحدي في مجال إدارة وتسيير مثل هذه المراكز .

*تقديم مقترح لمشروع يهدف إلى المحافظة على القلاع التاريخية الموجودة في ليبيا التي أنشئت في العهد التركي أو إبان عهد الاستعمار الايطالي طالما أن العديد منها في حالة جيدة وتحتاج إلى خطة لصونها وتوظيفها لتكون وعاء لحفظ التراث ومصدرا للإثراء الثقافي والسياحي. وليساهم هذا المشروع في استثمار الصحراء الليبية لتكون مصدر تنمية ورفاه. والتنسيق دائما في ذلك مع وزارة السياحة .

كما تطرق السيد الوزير إلى أهمية الاتفاقيتين الصادرتين عن اليونسكو وهما :

    – اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي

    – اتفاقية بشأن التراث الثقافي غير المادي

 ووعد بأن يتولى الاتصال بالجهات المعنية في ليبيا من أجل إتمام إجراءات المصادقة على هاتين الاتفاقيتين مؤكدا على ضرورة العمل مع اليونسكو في هذه المرحلة الانتقالية والحساسة التي تمر بها ليبيا وهي تبني مجتمعها الجديد.  كما تطرق السيد الوزير وأعضاء من الوفد المرافق له إلى مواضيع أخرى ذات صلة بعمل اليونسكو وهي :

 *استحداث مشروع للتعاون في مجال التدريب على إعداد التقارير الفنية التي تطلب اليونسكو إعدادها سواء في إطار المحافظة على المواقع الأثرية أو في إطار تنفيذ الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالثقافة والتراث والآثار التي صادقت عليها ليبيا وهي :

- معاهدة (لاهاي) لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح (1954)

- البروتوكول الأول لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح (1954)

-  البروتوكول الثاني لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح (1999)

- اتفاقية بشأن حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي (1972)

- معاهدة حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه (2001)

 * إعداد تصور حول إنشاء مركز تدريب يؤهل فنيين لصون المواقع الأثرية والمحافظة على القطع الأثرية وترميمها وإدارة المتاحف ، ويمكن في المرحلة الحالية اقتراح برنامج تدريبي لتغطية العجز التي تعاني منه البلاد في هذه المجالات .

 *تقديم مقترح يهدف إلى إعداد ملف للقائمة المبدئية بالمواقع الأثرية في ليبيا المرشحة للتسجيل على قائمة التراث العالمي .

وقد أكد فريق اليونسكو على أهمية كل ما اقترحه الجانب الليبي ، ورحب بالأفكار التي طرحت ولاحظ بأنها تتوافق وتنسجم مع أنشطة اليونسكو وبرامجها، وأثنى على أهمية التدريب وتنمية القدرات في مجال صيانة الآثار والمحافظة على القطع الأثرية وعلى التدريب في مجال إدارة المتاحف . وبشأن التعاون في مجال التنوع الثقافي والتراث غير المادي رأى ضرورة  الانتظار إلى حين المصادقة على الاتفاقيتين المذكورتين ، وتمت الإشارة – من جانب فريق اليونسكو – إلى أن الحوار بين الثقافات وربط التراث بالتنمية هو من المواضيع التي توليها اليونسكو عناية خاصة باعتبار أن اليونسكو نفسها بيت للحوار ومركزه .

وفي هذا الصدد أشار مدير عام اليونسكو بالوكالة أن انعقاد (المؤتمر الدولي للثقافة ، المفتاح للتنمية المستدامة) المقرر انعقاده في الصين في الفترة : 15-17/مايو 2013 ،وتمنى على الوفد الليبي المشاركة في هذا المؤتمر ، ولما كان في برنامج المؤتمر عرض شريط وثائقي حول التراث في الدول الخارجة من نزاع مسلح ، ويأمل الفريق الذي يعمل على انتاج هذا الشريط القيام بزيارة إلى ليبيا بهدف تضمين  آثارها في هذا الفيلم الوثائقي .

 وطلب مدير عام اليونسكو بالوكالة – من السيد الوزير– تسهيل مهمة هذا الفريق والذي يسعى لأن يكمل مهمته قبل انعقاد المؤتمر المذكور ، وأشار أيضا، إلى أن السعودية ستنظم مؤتمرا حول مبادرات الشباب والحوار بمدينة جدة في شهر ديسمبر 2013 وستكون مشاركة ليبيا في هذا المؤتمر مرحب بها، كما هي مرحب بها في منتدى الشباب الذي سيقام على هامش المؤتمر العام لليونسكو المقرر انعقاده في الفترة : 4-19/11/2013.

وفي الوقت الذي وافق فيه فريق اليونسكو على أهمية إعداد التقارير الفنية الخاصة بالمواقع الأثرية الخمسة المسجلة على قائمة التراث العالمي وتقارير متابعة تنفيذ الاتفاقيات المصادق عليها ، فإن المعنيين في اليونسكو سيتولون إعداد مقترحات لمشاريع تعاون تضع المقترحات المقدمة من الجانب الليبي في هذا الاجتماع موضع التنفيذ سواء من الجانب الإجراءي والفني أو من جانب التمويل والتسيير.

 وفي ختام الاجتماع ، أكد الطرفان على ضرورة مواصلة الحوار بغية  التوصل إلى صيغة تنفيذية لما طرح في هذا الاجتماع بما في ذلك التشاور فيما بين الطرفين من أجل التنفيذ الأمثل لما يتم اعتماده .

 

المصدر : : مندوبية ليبيا لدى اليونسكو