اليوم الدولي للتنوع البيولوجي
2014/05/22
بمناسبة اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، الذي يصادف اليوم الخميس الموافق 22 مايو 2014، أصدرت المديرة العامة السيدة إيرينا بوكوفا الرسالة التالية:
التنوع البيولوجي في الجزر
خُصّص موضوع اليوم العالمي للتنوع البيولوجي هذه السنة « للتنوع البيولوجي في الجزر » تماشياً مع إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2014 سنة دولية للدول الجزرية الصغيرة النامية.
وفي شهر سبتمبر، ستستضيف ساموا المؤتمر العالمي الثالث للدول الجزرية الصغيرة النامية. وتمد اليونسكو يد العون لتحضير هذا الحدث البارز، الذي سيساهم في وضع جدول أعمال جديد للتنمية المستدامة العالمية في مرحلة ما بعد عام 2015. ويجب أن يقر جدول الأعمال هذا بأهمية الدول الجزرية الصغيرة النامية في تحقيق التنمية المستدامة العالمية.
إن التنوع البيولوجي في الجزر مهم للغاية في هذا الصدد، إذ شهد العديد من الجزر والأرخبيلات تنوعاً بيولوجياً فريداً عبر الزمن، اقترن بمستوى توطّن عال وتحديات بالغة في مجال الحفاظ على التنوع، إذ أصبحت بعض الأنواع في الجزر الصغيرة معرضة بشدة لخطر الانقراض.
ولطالما ارتبطت سبل عيش سكان الجزر وهوياتهم الثقافية بالتنوع البيولوجي ارتباطاً وثيقاً، إلا أن وجود البشر وما يرتبط بهم من تنوع بيولوجي – أي المحاصيل والمواشي والآفات – أديا إلى ارتفاع خطر انقراض التنوع البيولوجي الأصلي ارتفاعاً شديداً، وحلت جماعات من أنواع جديدة محل الكثير من جماعات الأنواع الأصلية التي تمثل التنوع البيولوجي في الجزر في العديد من الأماكن. ويهدد اليوم التغير المناخي والكوارث الطبيعية والتنمية المشوهة بقاء السكان في الجزر والتنوع البيولوجي فيها.
وتعمل اليونسكو جاهدةً على مواجهة هذه التحديات. وتنتمي الشبكة الفرعية لمعازل المحيط الحيوي الجزرية والساحلية (20 عضواً) وشبكة معازل المحيط الحيوي للمحيط الهادي (10 أعضاء) إلى الشبكة العالمية لمعازل المحيط الحيوي المندرجة في برنامج: الإنسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو. وتشمل اتفاقية التراث العالمي عدة مواقع طبيعية تقع في الجزر.
وتبني لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات القدرات القيادية لدى مديري المعاهد الخاصة بالعلوم البحرية والساحلية، مع تركيز الاهتمام على الدول الجزرية الصغيرة النامية حيث ترتبط سبل العيش بالموارد البحرية ارتباطاً وثيقاً.
ويعتبر نظام المعلومات البيولوجية الجغرافية بشأن المحيطات التابع للجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات بوابةً للتنوع البيولوجي العالمي للمحيطات والبيانات والمعلومات البيولوجية الجغرافية ولإنشاء تحالف عالمي يضم 500 مؤسسة في 56 بلداً، بما يشمل الدول الجزرية الصغيرة النامية.
ويندرج عمل اليونسكو أيضاً في عدد من المبادرات، مثل مبادرة « على الخطوط الأمامية في مواجهة تغير المناخ »، وذلك من أجل بناء قدرات سكان الجزر وتطوير الشبكات التي تساعد المجتمعات في تنظيمها الذاتي وإنشاء مواردها الخاصة التي تراعي الاعتبارات الثقافية وتعد سليمة من الناحية العلمية. ويشمل ذلك مبادرات تسهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي في الجزر.
ومن خلال كل ما ذُكر آنفاً، تلتزم اليونسكو بالتعاون مع كل شركائها من أجل تنفيذ « برنامج العمل من أجل التنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية »، وتساهم المنظمة كلياً في إعداد المؤتمر الدولي الثالث للدول الجزرية الصغيرة النامية بحيث يكون ناجحاً.
ونظراً إلى أننا بصدد رسم ملامح خطة التنمية لما بعد عام 2015، فيجب علينا أن نقر بأهمية التنوع البيولوجي في الجزر وأن نعمل معاً من أجل ضمان الحفاظ على هذا المورد الطبيعي الثمين الذي لا بديل له والذي يعتبر أساس رفاهية الإنسان.
المصدر: اليونسكو (بتصرف)