الدورة العادية الثانية والعشرين للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)
2014/06/3
افتتحت يوم الثلاثاء 27 مايو 2014 بضاحية قمرت بتونس العاصمة، أعمال الدورة العادية الثانية والعشرين للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة العلوم (الألكسو)، بحضور رئيس الجمهورية التونسية، الدكتور محمد المنصف المرزوقي، ومدير عام الألكسو الدكتور عبد الله حمد محارب، ووزير التربية التونسي، الدكتور فتحي جراي ورؤساء وفود المنظمات العربية والإقليمية والدولية.
وبيّن رئيس الجمهورية التونسية لدى إشرافه على افتتاح المؤتمر، أن كل الشعوب تبحث اليوم عن أنجع السبل من أجل الملاءمة بين النظام التربوي وبين حاجات السوق، مشيرا إلى وجود ضغط مجتمعي في اعتماد اللغة العربية في نقل كل المعلومات، لاسيما العلوم منها، إلى جانب ظهور نوع من الخوف في الارتقاء أكثر بالتعريب.
وأكد على ضرورة القيام بتشخيص دقيق للوضع الحالي للتعليم لتكون عملية التشخيص بمثابة منطلق للحوار داخل مؤتمر وطني عام من شأنه إعادة المنظومة التربوية إلى أقصى قدر ممكن من الفعالية على مستوى الحوكمة والتمويل والإدارة والاندماج.
وقدم في هذا التوجه خمس نقاط لبلوغ هذا الهدف وهي: «التمكن من الأدوات الأساسية التي تسمح للمتعلم عبر القراءة والكتابة من اكتساب الاستقلالية» و«بلورة الاستعدادات الفطرية وصقلها منذ الطفولة» و«ربط التربية بالثقافة العامة والتعليم بالتشغيل» و«ادراج التربية المواطنية والإنسانية في البرامج التعليمية» و«التعلم مدى الحياة وحسن توظيف التكنولوجيات الحديثة».
وأبرز الدكتور عبد الله حمد محارب بالمناسبة، أن المنظمة تراهن اليوم على تجديد عملها من خلال تحديث هيكلها والنهوض بأدائها، مشيرا الى تطلعها في الوقت الراهن إلى الانتقال من مرحلة التنظير إلى العمل الميداني الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض ويكون أقرب الى تطلعات الدول الأعضاء والجمهور العريض.
وأكد في هذا الصدد على استعادة المنظمة لنجاعة أدائها في محيطها العربي والإقليمي والدولي، مذكرا بالاتفاقيات التي تم عقدها وتجديدها على غرار برامج التعاون ومذكرات التفاهم التي أبرمت مع منظمة الإيسيسكو والمجلس الدولي للمتاحف (أيكوم) والمركز الدولي لحفظ الممتلكات الثقافية وصونها (إيكروم).
ولاحظ أن رهان التحديث والتعصير صلب المنظمة لم يغيّب ضرورة الاهتمام والحفاظ بثوابت الهوية واللغة العربية مشيرا في هذا السياق إلى حرص المنظمة على تنفيذ «مشروع النهوض باللغة العربية» الذي كلفت به المنظمة في القمة العربية المنعقدة سنة 2008 في دمشق، فضلا عن سعيها الى حفظ التراث المادي وغير المادي ونقله بين الأجيال وتوظيفه في التنمية.
ومن جهته، ثمن وزير التربية التونسي الدكتور فتحي جراي، المسلك الذي اختارته منظمة الألكسو منذ تأسيسها في تطوير الإنسان العربي بالعناية بتعليمه وتثقيفه وتأصيله في هويته والعمل على تمكينه من أسباب بناء ذاته وانفتاحه على ثقافات الأمم الأخرى.
وأشار إلى أنه من واجب منظمة الألكسو أن تكون رائدة في كل المجالات التي تشتغل عليها وأن تحكم التنسيق بين مختلف الخطط والمشاريع والأعمال التي أوكلت اليها من قبل الملوك والرؤساء العرب في مختلف اجتماعاتهم .
كما دعا كل من ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وممثل المديرة العامة لليونسكو، ومكتب التربية العربي لدول الخليج، وممثل مجلس أوروبا، وممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إلى دعم جهود منظمة الألكسو في معالجتها لإشكاليات التعليم والمناهج والبرامج التربوية لمواكبة متطلبات العصر ورفع تحديات المرحلة في محاربة الأمية والارتقاء بالمنظومة التربوية والتعليمية.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم، في هذه الجلسة، نقل رئاسة مؤتمر الألكسو من الجمهورية التونسية إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، في شخص السيدة نادية لعبيدي، وزيرة الثقافة.
واستؤنفت ظهر هذا اليوم، أعمال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وذلك مباشرة بعد عقد الجلسة الافتتاحية.
وقد خصصت الجلسة العامة الأولى للاستماع إلى تقارير قدمها المدير العام ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة.
فقد تولى الدكتور عبد الله حمد محارب، المدير العام للألكسو، عرض تقريريه عن تنفيذ برامج المنظمة وانشطتها خارج البرامج خلال الفترة بين يناير 2013 ومايو 2014. كما قدم الدكتور عبدالله يوسف المطوّع، رئيس المجلس التنفيذي، تقريرا عن أعمال المجلس فيما بين انعقاد دورتي المؤتمر العام (ديسمبر 2012 – مايو 2014).
كما استؤنفت في هذه الفترة أعمال المؤتمر العام للألكسو على مستوى اللجان: لجنة رؤساء الوفود، لجنة التربية، لجنة الثقافة، لجنة العلوم والمعلومات والاتصال وأنشطة اللجان الوطنية، اللجنة الإدارية والمالية، لمناقشة عدد من البنود المدرجة على جدول الأعمال، وفي مقدمتها برامج إدارات المنظمة والأجهزة الخارجية التابعة لها وميزانياتها للدورة المالية القادمة 2015-2016.
وخصصت الجلسة الصباحية العامة من يوم الأربعاء 28 مايو للاستماع إلى كلمات الدول العربية الأعضاء، التي ألقاها رؤساء الوفود إلى المؤتمر.
واختتمت بعد ظهر الأربعاء 28 مايو 2014 أعمال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بالمصادقة على برامج المنظمة ومشروعاتها للدورة المالية 2015 – 2016 واعتماد موازنة لهذا الغرض في حدود 25 مليون دولار.
كما تم خلال الجلسة الختامية للمؤتمر اعتماد الإطار العام لخطة العمل المستقبلي للمنظمة 2017 – 2022 والمحاور الأساسية التي ستبنى عليها برامج المنظمة ومشروعاتها في تلك الفترة، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر استثنائي للمنظمة سنة 2015 في المملكة الاردنية الهاشمية لإقرار هذه الخطة.
ودعا المشاركون في المؤتمر اللجان الوطنية للتربية والثقافة والعلوم والمؤسسات التربوية والثقافية في الوطن العربي إلى إقامة فعاليات وأنشطة تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني خلال عام 2014، وذلك تفعيلا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار هذا العام عاما للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
واتفق المشاركون على عقد الدورة الثالثة والعشرين للمؤتمر العام للمنظمة والدورة الخامسة بعد المائة للمجلس التنفيذي بالكويت، استجابة لدعوة من دولة الكويت.
ووجه أعضاء المؤتمر برقية تعزية الى رئيس الجمهورية التونسية على إثر الاعتداء الإرهابي الذي جد بولاية القصرين، كما أصدروا بيانا استنكروا فيه الأعمال الإرهابية التي استهدفت بعض المدارس بمملكة البحرين.
وتم خلال هذه الجلسة تكريم عدد من الشخصيات تقديرا لجهودها في الارتقاء بمنظمة الألكسو تطوير العمل العربي المشترك.
وفي هذا السياق منحت الميدالية الذهبية للمنظمة الى كل من:
الدكتور عبد الله يوسف المطوع، رئيس المجلس التنفيذي الحالي
الأستاذة فاطمة الطرهوني، عضو المجلس التنفيذي السابق عن الجمهورية التونسية
الاستاذ نور الدين طوالبي ثعالبي، عضو المجلس التنفيذي السابق عن الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
المرحوم أحمد مرعشلي، عضو المجلس التنفيذي السابق عن دولة فلسطين
الدكتور أحمد يوسف أحمد، مدير معهد البحوث والدراسات والعربية سابقا
الأستاذ وجدي محمود، الأمين العام السابق للمجلس التنفيذي والمؤتمر العام.
المصدر: موقع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (بتصرف)