تراث الحرب العالمية الأولى المغمور بالمياه
2014/06/27
تنظم اليونسكو بدعم من حكومة الفلاندر، مؤتمرًا علميًا عن تراث الحرب العالمية الأولى المغمور بالمياه من 26 وحتى 28 يونيو، في بروج (بلجيكا) والذي سيتبعه احتفالات بهذه الذكرى. وتهدف هذه المبادرات إلى تسليط الضوء على الأهمية التاريخية والعلمية لهذا التراث.
لا يوجد حتى الآن إحصاء شامل للسفن التي غرقت خلال الحرب العالمية الأولى، بالرغم من أن المعارك الرئيسية دارت في البحر خلال الحرب، التي اشترك فيها المحاربين في معارك الغواصات لأول مرة في التاريخ. أكثر من 1000 حطام سفينة يرقد في قاع المحيطات، فالمعروف مثلاً، أن ما يقارب من 250 سفينة بريطانية و850 سفينة مساعدة قد غرقت أثناء الصراع بطواقمها، وهو ما يمثل فقد 74000 بحاراً من البحرية الملكية و15000 بحاراً من البحرية التجارية. ومن جهتها فقدت ألمانيا، مئات السفن وما يقارب الـ 200 غواصة.
وبالرغم من كون مواقع الحرب العالمية الأولى المغمورة بالمياه مصدرًا رئيسيًا من مصادر التاريخ، إلا أنها لم تحظى سوى بالقليل من البحوث حتى الآن. وإنها تتعرض للعديد من التقلبات التي تؤثر على حالة صونها بسبب تهديدها بالتآكل، والاستغلال التجاري والنهب.
إن هذا التراث الدقيق يندرج الآن ضمن نطاق تطبيق اتفاقية اليونسكو المتعلقة بحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه والمعتمدة عام 2001. تعرّف هذه الاتفاقية في الواقع بالتراث الثقافي المغمور بالمياه « جميع أثار الوجود الإنساني التي تتسم بطابع ثقافي أو تاريخي أو اثري والتي ظلت مغمورة بالمياه جزئيا أو كليا بصورة دورية أو متواصلة، لمدة مائة عام. »
يجمع المؤتمر العلمي الذي يفتتح في 26 من شهر يونيو على مدى يومين، خبراء من أرجاء العالم في التراث المغمور بالمياه. وستكون فرصة لتقييم حالة صون مواقع تراث الحرب العالمية الأولى، ولاستحضار التهديدات التي تواجه هذا التراث أو حتى لتحديد التحديات التي تواجهنا في عملية المحافظة على الحطام المعدني.
وفي الوقت ذاته، سيتم إقامة حدث تذكاري في 27 يونيو مع عرض صوتي وضوئي في ساحة بورج في مدينة بروج حول إشكالية تراث الحرب الكبرى المغمور بالمياه.
إن الـ28 من شهر يونيو هو الذكرى السنوية لاغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند، وهو الحدث الذي أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى ـ تدعو اليونسكو جميع السفن في البحر لتنكيس راياتها إحياءً لذكرى ضحايا الحرب ودعوةً للحفاظ على السفن المحطمة خلال هذا الصراع. أما السفن المتواجدة في البحر او الراسية في الموانئ فهي مدعوة أيضًا لإصدار دوي إنذارٍ في السابعة مساءً.
تدعو اليونسكو أيضًا في الـ28 من يونيو جميع الغواصين المحترفين أو غير المحترفين إلى المشاركة في يوم الغوص من أجل السلام والذي يتضمن الغوص لاكتشاف مواقع الحرب العالمية الأولى المغمورة. وتلقت هذه المبادرة دعم منظمات الغوص في العالم أجمع، كجمعية علم الآثار البحري (Nautical Archaeology Society) من المملكة المتحدة أو كالاتحاد العالمي للأنشطة تحت المائية.
وعلاوة على ذلك، ستقوم اليونسكو بتقديم فيلم قصير، وكتيب ودليل (متوفر باللغتين الإنجليزية والفرنسية) للمدارس في بداية الخريف المقبل، وذلك لتمكين المعلمين من بناء مشروع تربوي لصفوفهم حول التراث المغمور لفترة ما بين 1914 و1918.
تهدف اتفاقية التراث الثقافي المغمور بالمياه، والتي اعتمدت عام 2001، إلى توفير حماية للتراث المغمور بالمياه توازي الحماية التي توفرها للتراث الأرضي. وإن الدول ـ الـ48 حتى اليوم ـ التي صادقت عليها تتعهد بالحفاظ على هذا التراث، وترفض الاستغلال التجاري ونهب المواقع والاتجار غير المشروع بالممتلكات. وهي تحث أيضًا على تبادل المعلومات وعلى لفت الانتباه لأهمية هذا التراث. ليس من شأن الاتفاقية بالمقابل التوسط بين مختلف الجهات الفعالة المعنية في النزاعات على الممتلكات المغمورة.
المصدر: اليونسكو (بتصرف)