اليونسكو ومعهد « غوثيه » يدخلان مفهوم المكتبة إلى النظام التربوي اللبناني
2015/01/4
تُعتبر المكتبات بشكل عام، والمدرسية منها على وجه الخصوص، مكاناً أساسياً للتعلّم وشرط للتفوّق في مجتمع المعلومات والمعرفة السائد اليوم. رغم العدد الكبير من المدراس الرسميّة في لبنان، قلّة فقط تحتوي على مكتبات، فيما لا تزال المكتبة المدرسية عنصر ثانوي غير معتمد في النظام التربوي للمدارس. وبالتالي، يفتقد لبنان للمنهجية العامة المطلوبة، إضافة إلى الموارد البشرية، المهارات والأدوات لتحقيق هذه النقلة النوعية.
في إطار البرامج الهادفة لتأمين بيئة تعليمية أفضل ووضع أسس مجتمع المعرفة القائم على ضمان حقّ الوصول إلى مصادر المعلومات، ينفّذ مكتب اليونسكو في بيروت والمركز الثقافي الألماني المعروف بـ »معهد غوثيه »، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان مشروع ريادي يهدف إلى إدخال مفهوم المكتبات في النظام التعليمي.
يتضمّن المشروع عدّة مكوّنات، أبرزها يكمن في بناء قدرات المشرفين والمكتبيين من كوادر المدراس المعنية، وإنشاء شبكة المكتبات المدرسية لتشارك المعرفة والخبرات. أما آلية التطبيق فتعتمد على سلسلة من الخطوات النظرية والعملية ومنها:
- اختيار 25 ثانوية بالارتكاز على معايير محدّدة؛
- إجراء تقييم عام لاحتياجات المكتبات في هذه المدارس من حيث التجهيزات الفنّية والقدرات البشرية والموارد؛
- بناء قدرات العاملين والمشرفين على المكتبات في الثانويات المختارة وتدريبهم على الإدارة المكتبية والتعاون مع المعلّمين وتنظيم الأنشطة التفاعلية في المواد الدراسية المختلفة؛
- تنظيم مؤتمر على الصعيد الوطني تشارك فيه الكوادر العاملة في المدارس العامّة حول أهمّية المكتبات في المدارس ودورها في خلق مجتمع المعرفة مع استعراض تجارب ناجحة من لبنان والعالم.
وفي إطار وضع هيكلية عامة للمكتبات المدرسية في لبنان، تعمل الأطراف الثلاث على تأسيس « المكتبة المدرسية النموذجية ». وتمثّل هذه المكتبة النموذجية مثالاً عمليّاً حول كيفية تأسيس المكتبات في المدارس، واختيار الآليات والأدوات اللازمة لإدارتها. بمشاركة أكثر من 50 مشرفاً ومكتبياً من 25 ثانوية مختارة، نظّم مكتب اليونسكو في بيروت ومعهد غوثيه وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية، ندوة خاصة في ثانوية صبحي محمصاني في بيروت لشرح مختلف مكوّنات هذا المشروع وأهمّيته ومراحله، ولاسيّما أمر إنشاء وإدارة « المكتبة النموذجية »، والمساهمة في بناء شبكة المكتبات المدرسية في لبنان.
يُعتبر هذا اللقاء أحد أولى خطوات هذا المشروع، وهو يمهّد لفهم أعمق وأفضل لمفهوم المكتبة المدرسيّة، وكيفية إدخالها في السياق التعليمي العام واستخدامها كإحدى الركائز العصرية لعملية التعليم والتعلّم.
تلعب المكتبات في جميع أنحاء العالم دوراً جوهرياً في توفير مصدر حرّ وعام للمعلومات، بأشكالها المطبوعة والرقمية والسمعية البصرية. وتساهم هذه المكتبات بشكل رئيسي في خلق مجتمعات متعلّمة ومكافحة الأمّية من خلال تأمين مواد تعليمية جذّابة ومناسبة لجميع الأعمار والمستويات، وصفوف في محو الأمية للكبار والعائلات. وللمكتبات مسؤولية في تحمّل العبء المجتمعي المتمثّل بسدّ الفجوات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أمام تعلّم الفئات المهمّشة. إلى جانب هذه الأدوار الهامّة، تضلع المكتبات بدور ريادي في تزويد الطلاب بمهارات معرفية مستدامة، فيصبحون مواطنين مسؤولين وفاعلين في مجتمعاتهم، ويطوّرون خيالهم وقدرتهم على الابتكار، البحث الفردي، الفكر النقدي، ليصبحون أخيراً أفراداً مؤهّلين لمواجهة تحدّيات عالم اليوم.
المصدر: مكتب اليونسكو ببيروت/ لبنان