في تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع، تدعو اليونسكو ومبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة العنف المدرسي القائم على نوع الجنس.

للعنف القائم على نوع الجنس في المدارس تأثير ضار على تعليم الملايين من الأطفال في جميع أنحاء العالم وفقاً لبحث جديد صدر في نيويورك يوم 10 مارس في لجنة وضع المرأة، من خلال تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع (EFA) واليونسكو ومبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات.

وقالت السيدة نورا فيليس، رئيسة أمانة مبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات: « خلال 20 عاماً منذ اعتماد إعلان بيجين بشأن تمكين المرأة، شاهدنا زيادة النشاط والاهتمام في القضاء على العنف القائم على نوع الجنس. ولكن العنف القائم على نوع الجنس داخل وحول الفصول الدراسية كان إلى حد كبير غير مرئي ». وأكدت على أن « القضاء على العنف القائم على نوع الجنس المتعلق بالمدرسة لا يمكن أن يترك للصدفة. يجب على الحكومات الوطنية مع المجتمع المدني وشركاء التنمية الآخرين بذل المزيد من الجهد لحماية الأطفال ومحاكمة مرتكبيه حتى تتحقق جودة، التعليم الشامل للجميع ».

والعنف القائم على نوع الجنس (SRGBV) المرتبط بالمدرسة، والذي يتضمن التحرش اللفظي أو الجنسي والاعتداء الجنسي، والعقاب البدني والبلطجة، يمكن أن يؤدي إلى زيادة التغيب عن المدرسة، وضعف الأداء، والتسرب من المدارس، وانخفاض تقدير الذات، والاكتئاب، والحمل والأمراض المنقولة جنسيا مثل فيروس نقص المناعة البشرية، والتي لها جميعاً تأثيراً ضاراً على التعلم والرفاه.

ومع ذلك، فإن الحجم الحقيقي وتأثير هذا النوع من العنف بالمدرسة يبقى مخفي نظرا لعدم كفاية الأدلة. هناك حاجة أكثر إلى بيانات واسعة وقوية، وكذلك المسوحات والنُهج المقارنة لجمع البيانات.

وقالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، « من الواضح أن العنف القائم على نوع الجنس المرتبط بالمدرسة يخلق بيئة تعليمية خطيرة للأطفال في جميع أنحاء العالم، وخاصة بالنسبة للفتيات المراهقات ». ينبغي أن تكون المدرسة ملاذاً آمناً للشباب، خصوصاً بالنسبة لأولئك في البلدان المهمشة والمتضررة من النزاع. ومن الأهمية بمكان أن يعمل المجتمع الدولي معا لضمان إجراء البحوث على نحو أفضل لفهم حجم ونطاق العنف القائم على نوع الجنس المرتبط بالمدرسة ووضع سياسات للقضاء عليه في مرحلة ما بعد 2015″.

وتشير الدراسات إلى أن الفتيات المراهقات أكثر عرضة بشكل خاص للعنف الجنسي، والتحرش والاستغلال، بما في ذلك في المدارس. وتُظهر البيانات أن 10٪ من الفتيات المراهقات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل أبلغن عن حالات الاتصال الجنسي القسري أو أفعال جنسية أخرى في العام الماضي. وأظهر استطلاع للرأي الوطني في جنوب أفريقيا أن ما يقرب من 8٪ من جميع الفتيات في المدارس الثانوية شهدت الاعتداء الجنسي الشديد أو الاغتصاب وهن في المدرسة.

ولا يقتصر العنف القائم على نوع الجنس المرتبط بالمدرسة فقط على البلدان المنخفضة الدخل، بل هي ظاهرة عالمية. فقد وجدت دراسة في هولندا أن 27٪ من الطالبات قد تعرضن للتحرش الجنسي من قبل العاملين في المدرسة. في حين تشير دراسات عن العنف الجنسي إلى انتشار هذا النوع من العنف أكثر بين الفتيات، كشفت دراسات أخرى حول العنف القائم على نوع الجنس المرتبط بالمدرسة أن الأولاد هم أيضاً عرضة للخطر.

واحدة من أكثر الأشكال الأكثر توثيقاً من العنف في المدارس هو البلطجة. فما يقدر بنحو 246 مليون من الفتيان والفتيات عاش تجربة البلطجة اللفظية كل عام.

ويشكل الفقر المزمن والصراعات والأزمات والظروف المعيشية غير المستقرة والتمييز بسبب الميول الجنسية أو الإعاقة أو العرق عوامل تضخم خطر العنف القائم على نوع الجنس المرتبط بالمدرسة.

وقال هارون بينافوت، مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع: « نحن نعرف أن العنف القائم على نوع الجنس المرتبط بالمدرسة يؤثر على صحة الأطفال ورفاههم، فضلاً عن المشاركة المدرسية والتعلم والإنجاز ». « إن معالجة هذا العنف سيزيد الحضور، وتعزيز جودة تعليم الأطفال وتحسين نتائج التعلم. وهذا يجب أن يكون عنصراً حيوياً في أي جدول أعمال ما بعد 2015 « .

ويدعو التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع واليونسكو ومبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات:

- الحكومات الوطنية لإدماج الوقاية من العنف القائم على نوع الجنس المرتبط بالمدرسة والحماية وآليات المساءلة في السياسات وخطط العمل الوطنية.

- بحوث ورصد أفضل من أجل أن يكون انتشار العنف القائم على نوع الجنس المرتبط بالمدرسة وأثره على تعليم الأطفال وعوامل الخطر في مختلف البلدان والسياقات مفهوما بشكل كامل.

- أن يعمل المعلمين والعاملين الصحيين والشرطة، والمجتمعات المحلية والزعماء الدينيين ومنظمات المجتمع المدني معاً – على المستوى المحلي والوطني – لتنفيذ البرامج التي تكافح بفعالية العنف القائم على نوع الجنس المرتبط بالمدرسة.

- لا بد من الاعتراف بوضوح بأن العنف القائم على نوع الجنس المرتبط بالمدرسة هو جزء حيوي من تحقيق المساواة في التعليم ضمن هدف التعليم في أهداف التنمية المستدامة ما بعد عام 2015.

المصدر: مندوبية ليبيا استناداً لما صدر عن اليونسكو