تقرير عن فاعليات أسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة
2018/04/18
تقرير عن فاعليات أسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة
المنعقد في مقر منظمة اليونسكو
خلال الفترة من26-30/ مارس 2018، باريس / فرنسا
مقدمــــــة
منذ عام 2011 تخصص منظمة اليونسكو أسبوعاً سنوياً حول التعلم بالأجهزة المحمولة، يهدف إلى نشر الطرق التي يمكن أن تسهلها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتي يمكن من خلالها تحسين التعليم وتسريع تنفيذ برامج وأعمال التنمية، لمساعدة الحكومات على فهم وتسخير قوة هذه التكنولوجيا لجعل التعليم أكثر شمولاً وسهولة وعدالة، وذلك من خلال تقديم توصيات للسياسات وأفضل الممارسات، وفق التحليل الدقيق لمبادرات التعلم المتنقل التي يتم تنفيذها في جميع أنحاء العالم.
وتشير الصفحة المخصصة للحدث في الموقع الرسمي لليونسكو)[1]( ،إلى أنه يتضمن عادةً العديد من المسارات ، بما في ذلك ورش العمل والندوة ومنتدى السياسات رفيع المستوى وحلقة دراسية بحثية، وتشارك هذه المسارات مجموعة واسعة من المشاركين، منهم صانعي السياسات ومديري المشاريع والمعلمين والباحثين وممثلي المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية والشركات الخاصة.
وبصورة عامة، يسعى الحدث إلى تعزيز التفاهم حول كيفية الاستفادة من التكنولوجيا من قبل الدول الأعضاء في اليونسكو وغيرها من الدول لتحسين التعليم.
وتَعتبر المنظمة هذا الحدث نشاطاً رائداً في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأمم المتحدة، لتبادل أفضل الممارسات عبر المناطق وتوسيع قاعدة المعارف الناشئة عن كيفية تعزيز التكنولوجيا للأهداف الوطنية والدولية للتعليم.
أسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة 2018 » المهارات من أجل عالم مترابط »
في هذا العام تم تنظيم الحدث خلال الفترة من 26-30 مارس 2018 ، بمقر المنظمة بباريس ، بالشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات، وهو الوكالة التابعة للأمم المتحدة والمتخصصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث أُقيم تحت بعنوان » المهارات من أجل عالم مترابط »، وهدف بالأساس إلى تبادل المعارف بشأن الطرق التي يمكن للحكومات وسائر أصحاب المصلحة المعنيين تحديدها، وتحقيق الأغراض المتعلقة بالمهارات المنصوص عليها في الهدف الرابع لخطة اليونسكو للتنمية المستدامة 2030، وأُعلن عن أربعة أحداث فرعية يتضمنها الحدث ، ذات الصلة بتيسير القيام بالأنشطة التالية:
1/ تحديد وتعميم المهارات الرقمية في التعليم.
2/ توفير مهارات ابتكارية للوظائف في الاقتصاد الرقمي.
3/ القضاء على أوجه عدم المساواة والفجوات الجنسانية في المهارات الرقمية.
4/ رسم خريطة للاحتياجات المتغيرة والتنبؤ بها في مجال المهارات الرقمية.
وتم السعي إلى ذلك بمشاركة بعض الممارسات والتجارب الدولية، خاصة المركزة على ضم البرامج التعليمية إلى تطبيقات التعلم بالأجهزة المحمولة غير الرقمية، من أجل الحد من عدم المساواة وتشجيع البرامج والمشاريع الابتكارية في مجالي التدريس والتعلم في التعليم النظامي وغير النظامي.
هذا وقد قامت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، بافتتاح الحدث بتسليط الضوء على أهمية توجيه النظم التعليمية والتدريبية في كل مكان نحو الثورة الجارية في مجال التكنولوجيا، وإلى المهارات الرقمية في العالم الحالي المترابط، والشروط الأساسية لسد الفجوات الرقمية، وتزويد المتعلمين كافة بالمهارات الرقمية، وتوسيع نطاق الفرص التي يمكن لهم الحصول عليها مدى الحياة.
كما أشار الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، الذي أفتتح الحدث مع الأمينة العامة، إلى إن الاتحاد الدولي للاتصالات، بوصفه وكالة الأمم المتحدة الرائدة لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات، يفخر بكونه شريكاً مع اليونسكو فيما يتعلق بأسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة لعام 2018، بغية استكشاف الطريقة التي يمكن بها أن نرتقي بإمكانات تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لضمان تعليم شامل وجيد للجميع.
برنامج العمل المنفذ لأسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة لعام 2018
لقد تضمنت فاعليات الحدث لهذا العام عديد الأنشطة والمناقشات واستعراض التجارب الدولية في أكثر من قاعة في المقر في وقت واحد في غالب الأيام ، منها الفنية التي سعت لإطلاع الحاضرين عن أساليب وأدوات حديثة في مجال الأجهزة المحمولة، وكيفية استخدامها في التعليم وفي العمل المهني وغير ذلك ، كما تم تخصيص فرص لعرض سياسات وابتكارات من عدة دول ، وفتح المناقشة وإبداء الرأي بشأنها ، بالإضافة إلى عروض دولية لمنظمات وشركات دولية لبرامج عملها واستخدامها للبرامج الحديثة في الأجهزة المحمولة وتقنيات العالم الرقمي المتعلقة بها ، كما تم تخصيص منتدى للسياسات حول المبادرات التعليمية الوطنية مع بعض وزراء التعليم والتكنولوجيا والاتصالات للتنسيق في العمل على مواكبة الاقتصاد الرقمي.
وكانت أهم أنشطة وبرامج الحدث متمثلة في الاتي:
ورش العمل ـ الإثنين 26 مارس 2018
أُقيمت في هذا اليوم ورش العمل بلغت حوالي ستة عشر ورشة، هدفت إجمالاً إلى تيسير تقديم عروض للسياسات الابتكارية، والبحوث والمشاريع وحلول التعلم بالأجهزة المحمولة، وتم اختيار مقدمي ورش العمل من مجموعة واسعة من المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والوكالات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية التي تقوم بتنفيذ برامج تنمية المهارات الرقمية.
الندوات ـ الثلاثاء، والأربعاء 27/28 مارس
تضمن هذا اليوم ندوات في أسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة، وتم تقديم والملاحظات الافتتاحية من اليونسكو بداية من كلمة الأمين العامة، وكلمة مكتب تنمية الاتصالات لرئيس الاتحاد الدولي للاتصالات وبعض المنظمات المشاركة الأخرى، وخطب وكلمات رفيعة المستوى في الجلسات العامة، فضلاً عن نحو 60 جلسة فرعية.
وقد كانت هناك نشاطات أخرى على هامش الحدث أهما كان نشر اليونسكو لتقريرها حول استخدام تكنولوجيا الهاتف المحمول في التعليم للاجئين)[2]( الذي يبين كيف يمكن لتكنولوجيا المحمول أن تساعد في تلبية الاحتياجات التعليمية لعدد غير مسبوق من اللاجئين في جميع أنحاء العالم ، حيث تكون إمكانية الوصول إلى التعلم محدودة بسبب العديد من العوامل ، منها وضعهم ووضع دولهم والحواجز اللغوية، كما يوضح التقرير كيف أن التكنولوجيات المتنقلة تلعب دوراً مركزياً في حياة اللاجئين، من خلال توفير الوصول إلى المعلومات الحيوية في بيئات جديدة للحفاظ على الشبكات الاجتماعية، وكيف تقدم حلولاً تعليمية مرنة يمكن أن تمكن اللاجئين في ظروف متنوعة من مواصلة تعليمهم.
حيث يشير التقرير إلى أن 93٪ من اللاجئين البالغ عددهم 22.5 مليون الذين حددتهم الأمم المتحدة في عام 2016، يعيشون في مناطق تغطيها شبكات الهواتف المحمولة، وأن 39 في المائة من أسرهم لديهم هواتف قادرة على استخدام الإنترنت، ويبين التقرير إنه من بين اللاجئين، غالباً ما ينظر إلى الاتصال على أنه أساسي للتعليم، كالملابس والرعاية الصحية، نظراً لأن الأجهزة المتصلة توفر بوابةً لمجموعة واسعة وسريعة الانتشار من الأدوات والخدمات التعليمية، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها شريان حياة للمتعلمين من اللاجئين.
ويعتمد التقرير فيما يقدمه على نتائج عمل دورة 2017 من أسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة، الذي تم تخصيصه للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات، كما يحتوي على عدد من قصص النجاح التي تعكس فائدة التقنيات المتنقلة لتعليم اللاجئين من مجموعة متنوعة من وجهات النظر.
بالإضافة إلى أن هناك نشاطات قد عُقدت فيما يخص التعليم والتدريب في هذا الحدث نشير إلى أهمها فيما يلي:
» ورشة عمل UNESCO-UNEVOC » العلاقة بين المهارات والتكنولوجيا وطرق التدريس
من ضمن الورش التي تضمنها الحدث ورشة عمل « UNESCO-UNEVO » ، والمختصة بأساليب التعليم واستخدام الأجهزة المحمولة ، والتي ركزت على العلاقة بين المهارات والتكنولوجيا وطرق التدريس، حيث هدفت إلى تعزيز تعلم المهارات من خلال تكنولوجيا الهواتف المحمولة، وبينت أن العلاقة بين المهارات والتربية والتكنولوجيا تستند إلى الأهمية المتزايدة للتكنولوجيات المتنقلة كأداة لتدريس وتدريب القوى العاملة في المستقبل، كما شرحت كيف أنه لا يمكن لتكنولوجيات الهاتف المحمول فقط تحسين الوصول إلى المواد التعليمية، ولكن أيضًا يتم الاعتماد على تحسين جودة نتائج التعلم للطلاب والمعلمين على حد سواء. وتشير صفحة الحدث بالموقع الرسمي لمنظمة اليونسكو إلى إن عمل UNESCO-UNEVOC ، في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد انخرط بإسهاب مع مسألة تكامل أكبر لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التصميم التعليمي، باعتباره العنصر الأكثر أهمية في تحويل التعليم والتدريب التقني والمهني. ومع ذلك، هناك حاجة لمزيد من الأدلة لإظهار كيف يمكن للمعلمين تحسين مهارات التدريب والتطوير باستخدام التقنيات.
كما أن هذه الورشة قد أثارت الإنتباه إلى النُهج والابتكارات في الممارسات الموجهة للتعليم والتدريب المهني والتقني، التي اعتمدت استخدام تكنولوجيا الهاتف المحمول لتحسين مهارات ومحتوى تقديم المعلمين والمدربين، وكيف أن هذه المبادرات تربط بين تكنولوجيا الهواتف النقالة والمدربين والمعلمين والمهارات الرقمية وطرق التدريس، لتكون ألية قادرة على تحويل البيئات التعليمية والتعليمية للتعليم والتدريب الفني والمهني، عن طريق عرض ممارسات مبتكرة لتحسين التعليم والتدريب في مجال التعليم والتدريب التقني والمهني، ومناقشة المنهجيات والدروس المستفادة من التجربة ونتائج استخدام التقنيات المتنقلة، لرفع مستوى الوعي حول العلاقة بين المهارات والتربية والتكنولوجيا المبنية على حل تعليمي متكامل في التدريب المهني والتقني.
مبادرة UNESCO-Pearson لمحو الأمية:
تحسين سبل العيش في عالم رقمي » دراسة حالة » 2018)[3](
تم في هذا الحدث إطلاق مبادرة UNESCO-Pearson في مجموعتها الثالثة والأخيرة في سلسلة دراسات الحالة في أسبوع التعلم المحمول ، وتوضح دراسات حالة تجارب دولية معينة، كيف يمكن للحلول الرقمية الشاملة أن تساعد الأشخاص ذوي المهارات المنخفضة ومستويات محو الأمية المنخفضة في استخدام التكنولوجيا بطريقة تدعم تطوير المهارات ، وتحسن سبل عيشهم، من خلال تسليط الضوء على كيفية تصميمها بالتعاون مع المستخدمين ، وما هي المهارات اللازمة لاستخدام الحلول بفعالية ، بغرض أن تستخدم الدروس والتوصيات في إلهام وتقديم حلول لتطوير حلول رقمية شاملة أخرى، وتوفر الدفعة الثالثة والأخيرة من أربع دراسات حالة أمثلة للحلول الرقمية في مجالات مختلفة، مثل البيئة، وتدريب المزارعين، والوصول إلى المعلومات للاجئين والمهاجرين، والخدمات الحكومية .
وختاماً يمكن القول بأن أسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة لهذا العام قد أثرى معرفة المشاركين بالمستجدات المهنية، وكان محاولة أخرى لتعزيز اكتساب المعرفة ونشرها في هذا المجال ، وخُصص للتعليم حصة كبيرة من هذا النشاط ، خاصة فيما يتعلق بالتعليم والتدريب المهني. وبرغم أن أغلب النشاط كان مهنياً وتخصصياً، إلا أن إطاراً عاماً قد تضمنه ، تمثل في البدء والختام في أغلب الجلسات وورش العمل التي أُتيح لنا حضورها في التنبيه والحث على مواكبة هذه التطورات ، وقد كانت أغلب التوصيات التي تم ملاحظتها تدور حول النقاط التالية :
1/ إن المهارات الرقمية مهمة للغاية للحياة والوظائف والاندماج الاجتماعي في عالم اليوم، وإن العديد من البلدان تتبنى نهجاً مزدوجاً لتعميم المهارات الرقمية، ودمج العناصر الرقمية وغيرها من عناصر مهارات القرن الحادي والعشرين في مجالات المناهج الدراسية، بالتوازي مع توفير برامج دراسية جديدة حول المهارات الرقمية المتقدمة.
2/ لتحقيق الفرص التي تقدمها التكنولوجيا الرقمية، يتعين على الحكومات أن تفهم كيف تتغير الوظائف والمهارات التي تتطلبها هذه الوظائف بدون التدخلات السياسية، التي قد تهدد التطورات التكنولوجية المستمرة، وتُفاقم من عدم المساواة بين أولئك الذين لديهم مهارات رقمية أو بدونها.
« 3/ هناك حاجة إلى تضافر ضروري بين سلطات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعليم، لتطوير المهارات الرقمية للجميع، في وقت انتقلت المهارات الرقمية من « اختياري » إلى « انتقالي » ، وتحتاج إلى أن يسهل التواصل بفعالية في كل من الوسائط عبر الإنترنت وخارجها.
4/ إن سد الفجوة الرقمية سيصبح حقيقة واقعة فقط، عندما يكون الناس في جميع أنحاء العالم مجهزين على حد سواء بالمهارات الرقمية اللازمة للوفاء بمتطلبات التوظيف وريادة الأعمال في الاقتصاد الرقمي، ويتعين على الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني، العمل على ذلك معاً والتعاون وبناء شراكات مستدامة.
5/ هناك تفاوت كبير في المهارات الرقمية في كل من البلدان النامية والمتقدمة في كثير من الجوانب ، لا سيما النوع الاجتماعي، فالنساء أكثر عرضة بنسبة 1.6 مرة من الرجال، للإبلاغ عن نقص المهارات كعامل يعرقل استخدامهن للإنترنت.
6/ يتعين على الجهات الفاعلة الحكومية أن تلعب دوراً محورياً في وضع المبادئ الأساسية لتنمية المهارات الرقمية الشاملة والمنصفة، وتوفير البرامج ومبادرات تنمية القدرات للفئات المحرومة، وإعادة توجيه الكبار المعرضين لخطر فقدان وظائفهم.
7/ مع تحول الاقتصاد إلى العمل بوسائط رقمية، يلاحظ انخفاض فرص الوظائف ذات المهارات المتدنية، وتوفر العديد من الوظائف في المهن ذات المهارات العالية، خاصة تلك المتعلقة بالتكنولوجيا.
لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع للصفحة الرسمية لفاعليات الحدث منذ عام 2011 : / [1]
يمكن الاطلاع على التقرير كاملاً على الرابط التالي : /[2]
http://unesdoc.unesco.org/images/0026/002612/261278e.pdf
يمكن الاطلاع على هذا الإصدار من خلال الرابط التالي : /[3]
http://unesdoc.unesco.org/images/0026/002617/261736e.pdf
المصدر: مندوبية ليبيا لدى اليونسكو (خ.ح)